مخلفة خسائر تاريخية.. حرائق جنوب أوروبا تبلغ ذروتها في اليونان

time reading iconدقائق القراءة - 5
طائرة إطفاء تحاول السيطرة على حريق هائل في إحدى غابات جزيرة إيفيا اليونانية، 8 أغسطس 2021 - REUTERS
طائرة إطفاء تحاول السيطرة على حريق هائل في إحدى غابات جزيرة إيفيا اليونانية، 8 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي- الشرقوكالات

فرّ الآلاف من منازلهم بجزيرة إيفيا اليونانية، الأحد، مع احتدام حرائق الغابات وتعذر السيطرة عليها لليوم السادس على التوالي، في حين استعدت العبّارات لمزيد من عمليات الإجلاء بعد نقل كثيرين إلى مناطق آمنة بحراً، بحسب وكالة "رويترز".

وتعيش دول أوروربية عديدة مستويات مختلفة من الحرائق، حيث هبّت دول الاتحاد الأوروبي إلى تقديم مساعدات لليونان، التي تعد الأكثر تضرراً، وألبانيا ومقدونيا وإيطاليا ودول أخرى بما في ذلك تركيا التي اشتعلت في غاباتها الحرائق.

وأعلن الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، عبر "تويتر"، تضامن بلاده مع اليونان في الأزمة التي وصفها بـ"الحرائق الكارثية"، منوهاً إلى المساعدات العاجلة التي أرسلتها باريس للسيطرة على انتشار النيران في اليونان.

مساندة أوروبية

وتبذل مؤسسات الاتحاد الأوروبي جهودها لمساندة جميع الدول المتضررة في جنوب أوروبا، وفي مقدمتها اليونان التي تراجعت حدّة الحرائق التي كانت تهدد الضواحي الشمالية لأثينا في الأيام الأخيرة إلى حد ما.

لكن حريق إيفيا وهي جزيرة كبيرة تقع إلى الشرق من العاصمة، سرعان ما انتشر في عدة جهات. وقال حاكم المنطقة فانيس سبانوس لوكالة الأنباء اليونانية: "لا تعرف أكثر من 300 عائلة أتى الحريق على منازلها أين تبيت وقد وجهت إلى فنادق. العدد هائل". وفق ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس".

وأتت النيران على عشرات الآلاف من الأفدنة في الغابات عبر القطاع الشمالي، ما أجبر السلطات على إخلاء عشرات القرى، في موجة حرائق اشتغلت في الغابات بمناطق عدة من اليونان في وقت تواجه فيه البلاد أسوأ موجة حارة منذ نحو 30 عاماً. 

ونشرت السلطات قوات من الجيش للمساعدة في مكافحة الحرائق. كما أرسلت عدة دول من بينها فرنسا ومصر وسويسرا وإسبانيا مساعدات منها طائرات إطفاء. وقالت السلطات إن أكثر من 570 من رجال الإطفاء يكافحون النيران في إيفيا.

وقامت قوات خفر السوحل بإجلاء أكثر من 2000 شخص بينهم عدد كبير من المسنين من أجزاء مختلفة من الجزيرة منذ، الثلاثاء، في عمليات إنقاذ بحرية صعبة مع تحول سماء الليل إلى اللون الأحمر بسبب ألسنة اللهب.

حرائق لا تتوقف

وقال سبانوس، إن الوضع في شمال الجزيرة كان "صعباً للغاية" على مدار ما يقرب من أسبوع. وجرى احتواء حريق على سفوح جبل بارنيثا شمالي أثينا، لكن الظروف الجوية تعني أنه لا يزال هناك خطر كبير من احتمال اندلاعه مرة أخرى.

وخلال الليلة قبل الماضية اندفعت ألسنة اللهب بفعل قوة الرياح إلى بلدة ثراكوماكدونيس، حيث احترقت منازل. وطلبت السلطات من السكان إخلاء المكان.

وعلى بعد حوالى 30 كيلومتراً من العاصمة اليونانية يستمر الحريق بالتقدم شرقاً وباتجاه بحيرة ماراثون أكبر خزان للمياه يغذي أثينا بعدما تسبب بإخلاء نحو عشر بلدات. واجتاح الدخان الكثيف والروائح الناجمة عن هذا الحريق أجواء العاصمة اليونانية مجدداً.

وواصل المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات جانيز لينارتشيتش، إبداء التعاطف مع ما يجري في الدول المصابة بالحرائق، وموضحاً حجم المساعدات المقدمة خصوصاً إلى اليونان.

وتعهد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس صباح السبت من مقر هيئة الإطفاء في أثينا أنه "عندما ينتهي هذا الكابوس، سنصلح كل الأضرار في أسرع وقت ممكن".

خسائر قياسية

وتجاوزت مساحة المناطق المحترقة في اليونان، 70 ألف هكتار في مقابل معدل وسطي قدره 8800 هكتار في الفترة 2008-2020 وفقاً لبيانات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي. 

وتصف مسودة تقرير للأمم المتحدة منطقة البحر الأبيض المتوسط بأنها "بقعة ساخنة في التغير المناخي". وتواجه اليونان وتركيا موجة حر استثنائية يعزوها الخبراء إلى ظاهرة تغير المناخ. وتراوح الحرارة فيهما بين 40 و42 درجة مئوية.

اقرأ أيضاً: