أثينا- أ ف ب
حاصرت النيران، بعد ظهر الأربعاء، ديراً وأكثر من عشر قرى في جزيرة إيفيا اليونانية على مسافة 200 كيلومتر من أثينا، في أعنف الحرائق الأربعين التي تجتاح اليونان وسط موجة قيظ.
وبدا الحريق الذي تصاعدت نيرانه الهائلة من الغابة خارجاً عن السيطرة، بحسب رجال الإطفاء في الموقع، بسبب وعورة المنطقة وعدم وضوح الرؤية.
وتم إخلاء 12 قرية مهددة، غير أن 3 رهبان رفضوا مغادرة دير القديس داود الواقع على قمة جبل قرب روفييس في شمال الجزيرة، حسب ما أوضحت الشرطة وفرق الإطفاء.
وقال أحد الرهبان لوكالة الأنباء اليونانية "يبلغ ارتفاع ألسنة النار 30 إلى 40 متراً وهي تحاصر الدير. إننا نختنق من كثافة الدخان".
وأكد ضابط في الشرطة لوكالة "فرانس برس" أنه سيتم إجلاء الرهبان بالقوة في حال باتت حياتهم في خطر. وأصيب 3 رجال إطفاء بجروح طفيفة بينما كانوا يكافحون النيران، حسب ما أفادت السلطات.
صعوبة إخماد الحرائق
وأرسل مئة رجل إطفاء تدعمهم مروحيتان و4 طائرات قاذفة للمياه لمكافحة الحريق، بحسب الدفاع المدني. لكن نائب حاكم المنطقة ديميتريس فوردانوس قال "نحن غير قادرين على التدخل لا جواً ولا براً".
وأضاف لصحيفة كاثيميريني اليومية "هناك جبهتان رئيسيتان خارجتان عن السيطرة وعدة جبهات أخرى أصغر". وندد رئيسا بلديتي بلدتين بنقص الإمكانات، وقال رئيس بلدية ليمني يورغوس تسابورنيوتيس "نرجو من السلطات أن تعزز القوات الجوية والبرية حتى لا تكون أرواح بشرية في خطر".
وأعلن مساعد رئيس بلدية مانتوديو أرغيريس لياسكوس "لم يتم نشر أي وسيلة جوية لإطفاء النيران" مضيفاً "احترق 150 منزلاً على الأقل".
وكانت فرق الإطفاء بصدد إخماد حريق اندلع الثلاثاء عند أبواب أثينا، بعد أن أتى على نحو 1250 هكتاراً من الأحراش عند أسفل جبل بارنيس على مسافة 30 كيلومتراً من العاصمة اليونانية، بحسب هاردالياس.
الحرائق تجتاح القارة
وعلى المستوى الأوروبي، أعلنت المفوضية الأوروبية الأربعاء، إرسال طائرات ومروحيات وفرق إطفاء إلى اليونان وإيطاليا وألبانيا ومقدونيا الشمالية للمساعدة على مكافحة الحرائق.
وأوضحت المفوضية في بيان أن طائرتين من طراز كانادير قادمتين من فرنسا توجهتا إلى المناطق التي تجتاحها الحرائق في إيطاليا.
وتابع البيان أن طائرتين لمكافحة الحرائق قادمتين من قبرص تساعدان على مكافحة النيران في اليونان، مع فريق إطفاء مكلف بدعم العمليات على الأرض.
كما أرسلت دول أوروبية عدة فرق إطفاء ومروحيات إلى ألبانيا ومقدونيا الشمالية، ضمن آلية الدفاع المدني التابعة للاتحاد الأوروبي.
وعلق المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات يانيز لينارسيك، قائلاً "يسهر الدفاع المدني التابع للاتحاد الأوروبي على أن يتم استخدام أدواتنا المتاحة لمكافحة الحرائق بأقصى إمكاناتها. إنها مثال ممتاز على تضامن الاتحاد عند الحاجة".
