
كشفت الولايات المتحدة، الجمعة، أنها نظّمت اجتماعاً لخبراء من الدول النووية الخمس الكبرى، منتصف الشهر الجاري بالعاصمة المصرية القاهرة، لبحث "المبادئ والحد من المخاطر الاستراتيجية"، في ما يتعلق بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
يأتي ذلك الإعلان في الوقت الذي قالت روسيا إنها لن تكشف للولايات المتحدة عن عدد الرؤوس النووية التي تنشرها على أراضي بيلاروس.
وقالت الولايات المتحدة إنها تتولى حالياً رئاسة الحوار بين الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية، في إطار تبادل آراء مستمر فيما يتعلق بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وفق بيان للخارجية الأميركية.
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة "نظّمت اجتماع خبراء على المستوى التنفيذي مع نظراء من الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا في الفترة من 13 إلى 14 يونيو بالقاهرة".
وأوضح أن واشنطن "ستواصل الجهود لتسهيل المناقشات بين الخبراء النوويين من هذه الدول الخمس بشأن هذه المسائل الهامة".
وناقش الخبراء من وزارت الخارجية والدفاع بالدول المعنية "الحد من المخاطر الاستراتيجية، وكذلك المبادئ والسياسات النووية".
ووفقاً للبيان، رحب الوفد الأميركي الذي ضم خبراء من وزارتي الخارجية والدفاع والإدارة الوطنية للأمن النووي، "بالنهج المهني للوفود وإشراك مسؤولي الدفاع في المناقشات الموضوعية".
تفاصيل ما يجري في بيلاروس
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الجمعة، إن روسيا لن تكشف للولايات المتحدة عن عدد الرؤوس النووية التي تنشرها على أراضي بيلاروس أو عن تفاصيل الاختبارات التي تجريها للطوربيد "بوسيدون" الذي يعمل بالطاقة النووية.
وتقول موسكو ومينسك إن بيلاروس بدأت بالفعل في استلام الأسلحة النووية الروسية التكتيكية، أو قصيرة المدى التي وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علناً بنشرها هناك مع تصاعد التوترات مع الغرب بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال ريابكوف للصحافيين في مدينة سوتشي جنوبي البلاد: "لدي شك كبير في أن يصبح هذا الموضوع محل أي نقاش عام أو إفصاح من جانبنا"، وفق ما أوردت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء.
وأضاف: "نشرت الولايات المتحدة أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي عدد من الدول الأوروبية على مدى عقود ولا تقدم أرقاماً دقيقة أبداً".
ولا تندرج الأسلحة قصيرة المدى ضمن بنود معاهدة "نيو ستارت"، وهي آخر معاهدة متبقية بين الولايات المتحدة وروسيا للحد من التسلّح، وتضع سقفاً للترسانات النووية الاستراتيجية للدولتين. وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشاركة روسيا في المعاهدة لكن الجانبين تعهدا بمواصلة احترام الحدود التي تفرضها.
ووصف مسؤولون أميركيون وروس الطوربيد "بوسيدون"، بأنه فئة جديدة من أسلحة الرد يجمع ما بين الطوربيد والغواصة المسيرة تحت الماء، وهو قادر على إطلاق موجات إشعاعية في المحيط لمهاجمة مجموعات السفن الحربية أو جعل المدن الساحلية غير صالحة للسكن.
وذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء في يناير الماضي نقلاً عن مصدر دفاعي لم تحدد هويته أن روسيا أنتجت المجموعة الأولى من طوربيد "بوسيدون"، لنشره على الغواصة بيلجورود التي تعمل بالطاقة النووية.
وقف إمداد روسيا ببيانات
وفي مطلع يونيو الجاري قالت الولايات المتحدة إنها توقفت عن إمداد روسيا ببيانات مرتبطة بمعاهدة "نيو ستارت" للحد من انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك تلك الخاصة بمواقع الصواريخ والقاذفات، للرد على "انتهاكات موسكو المستمرة" للمعاهدة.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني، أن الولايات المتحدة ستتوقف أيضاً عن تزويد روسيا بمعلومات عن عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الأميركية العابرة للقارات، والصواريخ التي تُطلق من الغواصات.
وفي مايو الماضي، كشفت الولايات المتحدة، أرقام ترسانتها الاستراتيجية للردع النووي، ودعت روسيا، التي علقت مشاركتها فيها، إلى أن تحذو حذوها.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، بأنه في الأول من مارس، كانت الولايات المتحدة تنشر ما مجموعه 662 صاروخاً بالستياً عابراً للقارات، وهو عدد يشمل الصواريخ المنصوبة في الغواصات والطائرات القاذقة، مزوداً 1419 رأساً نووية و800 قاذفة.
اقرأ أيضاً: