
أفادت وسائل إعلام أميركية بأن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، كيفن مكارثي، فشل للمرة الـ14 في ضمان النصاب الكافي من الأصوات لتولي رئاسة المجلس.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن مكارثي حصل على 216 صوتاً من أصل 432 صوتاً، في حين حصل حكيم جيفريز على 212 صوتاً. وصوّت المجلس على إرجاء الجلسة إلى الاثنين.
وسيتواصل التصويت في مجلس النواب إلى حين انتخاب رئيس للمجلس، ويمكن أن يستغرق ذلك أسابيع، ففي عام 1859 لم يتفق أعضاء الكونجرس على رئيس إلا بعد شهرين و133 دورة.
مباشرة بعد فشله في جلسة الانتخاب الـ14، وجّه مكارثي، النائب عن كاليفورنيا، أصابع الاتهام إلى مجموعة من النواب الجمهوريين المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترمب، بعرقلة انتخابه.
والكابيتول الذي اجتاحه أنصار ترمب قبل عامين، تسوده فوضى من نوع آخر، ويسعى إلى الخروج من الشلل الذي يغرق فيه جرّاء الانقسامات في صفوف الجمهوريين.
وللمرة الأولى الجمعة، بدا أن مكارثي الأوفر حظاً للفوز بالمنصب، خلفاً لنانسي بيلوسي، قد حقق تقدماً في ترشحه، في يوم رابع من نقاشات غير مسبوقة.
ولم يتبقَّ سوى عدد قليل من النواب الجمهوريين المعارضين لترشح النائب عن كاليفورنيا الذي كان يأمل في إقناعهم بدعمه بحلول الساعة 22:00 (03:00 توقيت جرينيتش السبت)، عندما استؤنِفَت النقاشات في المجلس.
"سنفاجئكم"
في وقت سابق، قال مكارثي للصحافيين لدى دخوله الكابيتول الجمعة: "سنحرز تقدماً. سنفاجئكم".
وتمكن النائب عن كاليفورنيا البالغ 57 عاماً من الحصول على أصوات 14 نائباً من مؤيدي ترمب في جولة الاقتراع الـ 12 الجمعة، بعد أن قدّم لهم تنازلات كبيرة، في تطوّر يأمل أنصاره أن يؤدي إلى إقناع المزيد منهم بتغيير رأيهم، إلا أن ذلك لم يحصل في نهاية المطاف، الجمعة.
ويتطلب انتخاب رئيس لمجلس النواب، ثالث أهم منصب في النظام السياسي الأميركي بعد الرئيس ونائبه، غالبية 218 صوتاً، لم يستطع مكارثي تأمينها حتى الآن.
ويستغل النواب المؤيدون لترمب الأكثرية الضئيلة التي حققها الحزب الجمهوري في انتخابات منتصف الولاية، في نوفمبر، لفرض شروطهم.
ولهذا الوضع المأزوم في رئاسة مجلس النواب تداعيات ملموسة جداً، فهو يشلّ المؤسسة برمّتها، إذ إنه من دون رئيس لمجلسهم لا يمكن للنواب أن يؤدوا اليمين، ولن يستطيعوا أن يقرّوا أي مشروع قانون.
استياء
ليس لدى النائب عن كاليفورنيا منافس حقيقي، ويجري فقط تداول اسم رئيس كتلة الجمهوريين ستيف سكاليس بوصفه بديلاً محتملاً، إلا أن فرصه لا تبدو كبيرة.
وبات الاستياء ونفاد الصبر يظهران في صفوف النواب الجمهوريين الذين يدعمون ترشيح مكارثي، ما يولّد نقاشات نشطة جداً في المجلس.
ويجد الجمهوريون أنفسهم حالياً عاجزين عن بدء تحقيقات كثيرة سبق أن وعدوا بفتحها في حق جو بايدن.
الديمقراطيون يراقبون
ويراقب الديمقراطيون الوضع بشيء من المتعة، فيضحكون بسخرية تارة ويصفقون لزملائهم الجمهوريين طوراً.
ويتكتل الحزب الديمقراطي خلف ترشيح حكيم جيفريز، ولكن النائب لا يتمتع بدعم عدد كاف ٍ من الأصوات ليُنتخب رئيساً لمجلس النواب. وقال جيفريز في مؤتمر صحافي الخميس: "لديّ أمل اليوم في أن يوقف الجمهوريون المشاحنات والنميمة والطعنات في الظهر، كي نتمكن من العمل في خدمة الشعب الأميركي".
اقرأ أيضاً: