الجسيمات النانوية.. تجارب جديدة لعلاج السرطان

time reading iconدقائق القراءة - 5
 مجهر محمول لإظهار شبكة الجسيمات النانوية، سنغافورة. 12 إبريل 2013. - REUTERS
مجهر محمول لإظهار شبكة الجسيمات النانوية، سنغافورة. 12 إبريل 2013. - REUTERS
باريس-أ ف ب

باتت الجسيمات النانوية تستخدم بصورة متزايدة في أكثر من مجال، وليس فقط في المكونات الإلكترونية، إذ إنّ هذه الجسيمات الدقيقة التي سُلطت عليها الأضواء بفعل الاستعانة بها في اللقاحات ضدّ فيروس كورونا، يمكن أن تكون أساساً لتطبيقات صحية واعدة، خصوصاً في مكافحة السرطان.

ومع أن انتقادات توجه إلى استخدام الجسيمات النانوية، خصوصاً في مستحضرات الوقاية من أشعة الشمس، يدرس عدد من الباحثين في مختلف أنحاء العالم عن كثب إمكانية الاستعانة بها في الطب.

وقال رئيس الجمعية الفرنسية للطب النانوي جان لوك كول إن الطب النانوي يستخدم خصائص الجسيمات اللامتناهية الصغر.

وأضاف أن "حجم الجسيمات النانوية يتراوح بين واحد وبضع مئات من النانومتر"، علماً بأنّ النانومتر يعادل جزءاً من المليار من المتر، موضحاً أنّ "أهم ما يجب فهمه هو أنّه تجميع لجزيئات عدة ذات وظائف متعددة".

وأشار كول إلى أنّ الطب النانوي يتيح "إنتاج هياكل تشبه الفيروسات في الحجم"، موضحاً أنّ "وضع الجزيئات معاً في جسيم نانوي يولّد وظائف جديدة ومتعدّدة، وهنا تكمن أهمية الجسم النانوي".

وسبق لعدد كبير من سكان العالم أن اختبروا الجسيمات النانوية المستخدمة في اللقاحات المضادة لكورونا التي تعمل بتقنية الرنا المرسال، وتقوم هذه اللقاحات على نقل الحمض النووي الريبي في جسيمات نانوية دهنية تكفل حمايته عندما يدخل الجسم تمهيداً لنقله إلى المكان الصحيح.

استخدامات متعددة

واستخدام الجسيمات النانوية في هذا المجال ليس سوى أحد الاستعمالات الكثيرة الممكنة لها في الطب النانوي.

فمن الممكن مثلاً استخدام الجسيمات النانوية لنقل دواء إلى هدفه، أو إتاحة استعمال مكوّن نشط لم يكن بالإمكان إعطاؤه سابقاً، وتشمل إمكانات استخدام هذه الجسيمات مختلف المجالات، سواء في التشخيص، أو في الطب التجديدي، وكذلك في علم الأورام.

وتعمل شركة "نانوبيوتيكس" للتكنولوجيا الحيوية في منطقة فيلجويف بضواحي باريس على التوصل إلى منتج تأمل في أن يساعد في محاربة السرطان بفضل جسيمات الهافنيوم النانوية، وهو معدن ذو قدرة عالية على امتصاص الإشعاع.

وتسعى "نانوبيوتيكس" في مختبرها إلى إنشاء تركيبة يُحقن بها بعد ذلك المرضى الذين يخضعون لعلاج إشعاعي.

وأوضح مؤسس "نانوبيوتيكس" لوران ليفي أنّ "العلاج بالأشعة يسبب أضراراً، ما يحدّ من استخدامه بدرجات عالية".

وقال إنّ الحلّ يتمثّل في "إدخال أجسام صغيرة جداً موضعياً، تدخل إلى الخلية السرطانية، فتمتصّ طاقة العلاج الإشعاعي. ومن شأن هذه الأجسام أن تزيد الفاعلية من دون أن تزيد السميّة خارج الورم".

سنوات من البحث

وإضافة إلى هذا التدخّل الموضعي، تدرس شركة "نانوبايوتكس" التي تأسست عام 2003، إمكانية استخدام هذه العلاجات على المستوى العمومي.

وأوضح ليي أنّه "إضافة إلى تدمير الورم عملياً، نكتشف مختلف أجزائه، وهو ما يتيح للجهاز المناعي التعرّف إليها"، إذ لا يستطيع هذا الجهاز عادةً التعرّف إلى الخلايا السرطانية.

وبدأت الشركة تجربة سريرية لدراسة هذا الإجراء المناعي، بينما تجري تجارب عدّة أخرى أصبحت في مراحل متقدمة في شأن سرطان الرأس والرقبة خصوصاً.

ويُعتبر هذا المجال واعداً، إذ تعمل شركة "إن آش تيراجيكس" (NH TherAguix) الفرنسية على التوصل إلى دواء نانوي لتحسين التصدي للأورام عبر العلاج الإشعاعي.

وبينما يبدو الأمر بسيطاً من حيث المبدأ، فإنّه يحتاج في الواقع إلى سنوات من الأبحاث لتصبح مراحله مثبّتة.

وقال جان لوك كول إنّ "الطب النانوي غنيّ بالتطبيقات، لكنّه يتأخر بسبب طبيعة الأجسام التي يتمّ التعامل معها، وصعوبة الحصول على منتج تكون تركيبته مضمونة".

ويأمل لوران ليفي في ألّا تحول هذه الصعوبات دون الاستمرار في الأبحاث، وقال: "على فرنسا أن تأخذ رهانات، وإلا فلن نتبوّأ يوماً الصدارة في مجال التكنولوجيا الحيوية أو الأدوية".

وأعرب جان لوك كول عن أسفه لنقص التمويل في مجال الطب النانوي، وقال: "نحن في منتصف العملية"، ورغم كل شيء قدّمت اللقاحات بتقنية الرنا المرسال والأطر النانوية الدهنية التي تغلّفها "إضاءة سحرية، وهذا هو المثال المطلوب".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات