
قال الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد إن المسؤول الاستخباراتي الأرفع في إيران والمسؤول عن مكافحة الجواسيس الإسرائيليين في البلاد "هو نفسه عميل لإسرائيل"، دون أن يسمي شخصاً ما، أو يحدد فترة زمنية معينة.
وأرجع أحمدي نجاد، بحسب ما نقله موقع "إيران إنترناشيونال" الإيراني، نجاح عمليات الاستخبارات الإسرائيلية إلى نفوذ تل أبيب واختراقها لاستخبارات إيران وأجهزتها الأمنية، على حد تعبيره.
وجاءت تعليقات الرئيس السابق بعد يوم فقط من مقابلة تلفزيونية للرئيس السابق للموساد يوسي كوهين كشف فيها تفاصيل عن عمليات إسرائيلية في إيران.
"عصابة أمنية"
وفي مقابلة عبر الفيديو نشرت، الجمعة، تحدث أحمدي نجاد الذي استبعده مجلس صيانة الدستور من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، عن "عملية إسرائيلية كبيرة في إيران"، لافتاً إلى وجود "عصابة أمنية" رفيعة المستوى في البلاد.
وقال نجاد: "هذه العصابة الأمنية الفاسدة عليها أن تشرح دورها في اغتيال العلماء النوويين والتفجيرات في نطنز. لقد سرقوا وثائق مهمة للغاية في تورقوز آباد وفي منظمة الفضاء. هذه ليست مزحة، هذه وثائق أمن البلاد، لقد جاءوا وأخذوها"، وذلك فيما بدا وكأنه إشارة لحديث إسرائيل عن تمكنها من الاستيلاء على وثائق وأرشيف البرنامج النووي لإيران في 2018.
وأضاف نجاد، بحسب "إيران إنترناشيونال"، "لقد أخذوا بضع شاحنات من الوثائق وسلَّموها إلى إسرائيل. هل كانت ورقة واحدة ليضعوها في جيوبهم، كانت بضع شاحنات محملة بالوثائق. في هذا البلد، مع كل نقاط التفتيش الموجودة، كيف غادرت العديد من شاحنات الوثائق البلاد؟".
وأشار أحمدي نجاد، إلى أن المسؤولين اضطروا للرد على مقتل العلماء النوويين، خلافاً لقضية سرقة الوثائق النووية والفضائية، لافتاً إلى اعتقال مازيار إبراهيمي وعدد من الأشخاص الآخرين وإجبارهم على الإدلاء باعترافات قسرية في ملف مقتل العلماء النوويين في فترة حكومته.
شبكة جواسيس
وقال أحمدي نجاد إنه بعد مقتل "العلماء النوويين" توجهت العصابة الأمنية رفيعة المستوى في إيران إلى عدة سجناء لإخفاء خط التسلل ومنع المواطنين أو المسؤولين الكبار من إدراك أن شبكة تسلل كانت تقوم بذلك.
وأضاف: "لقد أجبروا عدداً من السجناء على الحضور أمام الكاميرا، لكنني على الفور أخبرت الوزير المختص [حيدر مصلحي، وزير مخابرات حكومة أحمدي نجاد] أن هذه كانت كذبة".
وتابع رئيس الحكومتين التاسعة والعاشرة في إيران، أنه في القضية نفسها الخاصة بـ"سرقة وثائق منظمة الفضاء" كتبوا سيناريو لتطبيع السرقة وليقولوا إن الخزنة لم تفتح ولم تخرج أي وثيقة. وذلك لحماية الجواسيس والحفاظ على خط النفوذ.
واتهم أحمدي نجاد المسؤول الأول عن مراقبة الجواسيس الإسرائيليين والتعامل معهم في وزارة المخابرات بأنه "هو نفسه جاسوس إسرائيلي"، مضيفاً: "هل أصبح هذا الشخص وحده جاسوساً إسرائيلياً في وزارة المخابرات وليس له صلات وقام بدعم العديد من العمليات في إيران، وفعل كل ذلك بمفرده؟".
وأضاف أن أي شخص مطّلع قليلاً على العمل يعرف أنه "إذا ادّعى شخص ما هذا الادعاء، فهذه كذبة كبيرة" ومن الواضح أنها شبكة، يجب أن نقضي على هذه الشبكة في جميع أنحاء البلاد، ولكن لم يتم القضاء عليها، تمت إدانة شخص واحد فقط، أين ذهب الباقون وأين هم الآن؟
مقتل محسن فخري زاده
وألقى نجاد أيضاً باللائمة على أعمال من يصفهم بـ"العصابة الأمنية"، في مقتل محسن فخري زاده، الذي يعدُّ شخصية رئيسية في القطاع العسكري للأنشطة النووية الإيرانية، مشيراً إلى أن هذه العصابة "تنشط على أعلى المستويات في إيران"، على حد تعبيره.
وتساءل نجاد، بحسب "إيران إنترناشيونال"، "ماذا حدث لاغتيال فخري زاده؟ لا سيما بهذه المواقف المتناقضة التي اتخذتها السلطات، حيث قال وزير المخابرات [محمود علوي] إننا كنا نعرف زمان ومكان الحادث، لكنه لم يذكر من هو المقصر ومن هو المتعاون".
ورداً على سؤال عما إذا كان أي شخص قد تمت محاسبته في قضايا سرقة وثائق نووية وفضائية وقتل علماء نوويين وانفجارين كبيرين في موقع التخصيب، قال الرئيس السابق: "لا أحد يتابع على الإطلاق، وأجهزة الاستخبارات الإيرانية التي يجب أن تمنع هذه الحالات قبل حدوثها، تتوجه أمام الكاميرا وتقول إننا اكتشفناها في وقت مبكر جداً، ويعلنون اسماً مزيفاً أو غير معروف ويقولون قتلناه أو غادر البلاد ويغلقون القضية"، على حد وصفه.
عمليات إسرائيلية
وكان رئيس الموساد السابق يوسي كوهين تحدث في مقابلة تلفزيونية، الخميس، عن بعض العمليات الاستخباراتية في إيران التي اعتبرها ناجحة.
وألمح كوهين خلال المقابلة إلى أن الموساد "قام بنسف منشأة إيرانية لأجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في نطنز"، ووصف بدقة عملية 2018 التي سرق خلالها الموساد "الأرشيف النووي الإيراني من خزائن في مستودع بالعاصمة طهران".
وأكد الرئيس السابق للموساد أن العالم النووي الإيراني الكبير، محسن فخري زاده، الذي تم اغتياله "كان تحت نظر الموساد لسنوات"، وقال إن "النظام الإيراني بحاجة إلى أن يفهم أن إسرائيل تعني ما تقوله، عندما تتعهد بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية".
اقرأ أيضاً: