واشنطن تنصح أوكرانيا بشن "هجوم مضاد" بدل التمسك بباخموت

time reading iconدقائق القراءة - 4
طائرة هليكوبتر أوكرانية أثناء تحليقها بالقرب من باخموت بمنطقة دونيتسك في أوكرانيا- 17 يناير 2023 - AFP
طائرة هليكوبتر أوكرانية أثناء تحليقها بالقرب من باخموت بمنطقة دونيتسك في أوكرانيا- 17 يناير 2023 - AFP
واشنطن-رويترز

قال مسؤول أميركي كبير، الجمعة، إنَّ على أوكرانيا ألا تسعى للدفاع عن مدينة باخموت بأي ثمن، وأن تركز أكثر على الاستعداد لشنّ هجوم مضاد كبير.

وأصبحت مدينة باخموت المدمَّرة إلى حد كبير والتي ناهز عدد سكانها قبل الحرب 70 ألف نسمة، مركز القتال في شرق أوكرانيا مع استعمال المدفعية الثقيلة والتقدم البطيء والخسائر الكبيرة في صفوف الجانبين.

واكتست المعارك طابعاً سياسياً ورمزياً، فقد زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المدينة في ديسمبر قبيل توجهه للقاء نظيره الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض وإلقائه كلمة أمام الكونجرس في واشنطن.

لكنّ المسؤول الكبير بإدارة بايدن رأى أنَّ الأولوية المعطاة للقتال في باخموت تعرقل أوكرانيا في مهمتها الأساسية المتمثلة في التحضير لهجوم استراتيجي ضد الروس في جنوب البلاد خلال الربيع، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

وقدَّر المسؤول أنه كلما طالت مدة القتال في باخموت، تعزز وضع روسيا التي تمتلك إمكاناتٍ مدفعية أكبر وأفضليَّة عددية من ناحية المقاتلين.

"لا يغير مجرى الحرب"

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أنَّ انتصار روسيا في باخموت لن يغيّر مجرى الحرب، ويمكن للقوات الأوكرانية الانسحاب إلى مواقع يسهل الدفاع عنها.

وردد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي هذا الاستنتاج خلال مؤتمر صحافي، مشيراً إلى أن مجموعة فاجنر "ترمي حرفياً مقاتليها في مفرمة لحم" في سبيل السيطرة على باخموت ومدينة سوليدار القريبة.

وأضاف كيربي "حتى لو تمكنوا من (السيطرة على) باخموت وسوليدار، فإن ذلك لن يغير الدينامية الاستراتيجية في ساحة المعركة"، مضيفاً أن خسارة المدينتين لن تعني أن الأوكرانيين "سيكونون فجأة في موقف دفاع وانهزام".

من ناحية أخرى، رأى المسؤول الأميركي الكبير أنَّ تخفيف التركيز على المدينة يتيح لأوكرانيا تمكين عدد أكبر من عسكرييها من الاستفادة من برامج التسليح والتدريب التي تديرها الولايات المتحدة من أجل تشكيل مزيد من الوحدات عالية الكفاءة وتوظيفها في شنّ هجوم في الجنوب.

وأشار المسؤول إلى أنَّ أسلحة ستستعمل في الهجوم المضاد المرتقب تتدفق حالياً على أوكرانيا، من بينها مئات من المركبات المدرعة هذا الأسبوع، وهي من المعدات التي ستكون مطلوبة لتشكيل قوة هجومية متحركة.

"لا تحرير كاملاً لأوكرانيا في 2023"

وفي وقت سابق الجمعة، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي إنه "من الصعب جداً" دحر القوات الروسية من أوكرانيا بالكامل في 2023، مشيراً إلى أنه من وجهة نظر عسكرية فإن الحرب في أوكرانيا "صعبة للغاية" نظراً لامتداد القتال على مساحة شاسعة من الأراضي.

وأضاف: "من وجهة نظر عسكرية، هذه حرب صعبة للغاية تمتد جبهتها من خاركوف إلى خيرسون، هذه مساحة تغطي تقريباً من واشنطن إلى أتلانتا، وهي مساحة أرض كبيرة جداً".

وذكر أنه انطلاقاً من وجهة النظر هذه فإنه "سيكون من الصعب إخراج القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية المحتلة هذا العام". وزاد: "هذا لا يعني أنه لن يحدث أو أنه لا يمكن أن يحدث ولكن الأمر سيكون صعباً للغاية".

واستدرك ميلي أنه مع حزم الدعم العسكري التي أُعلن عنها لأوكرانيا وتضمنت قدرات عسكرية كبيرة، وكذلك حزم تدريبية للقوات الأوكرانية في ألمانيا والولايات المتحدة، فإن ما يمكن أن يحدث هو الحفاظ على الدفاعات الأوكرانية، وتحقيق الاستقرار على الجبهة وكذلك البدء في عملية هجومية لتحرير الأراضي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات