
اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الجمعة، أن محاولات أوكرانيا استعادة منطقة دونباس والأراضي التي تسيطر عليها روسيا بمنزلة "اعتداء على أراضينا" إذا كانت نتيجة "الاستفتاءات إيجابية".
وبدأت، الجمعة، عملية التصويت في الاستفتاء على تقرير المصير في 4 أقاليم أوكرانية هي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيا، والتي تهدف إلى الانضمام إلى روسيا، في خطوة اعتبرتها كييف ودول غربية عدة "صورية".
ويستمر التصويت الذي بدأ عند الساعة الخامسة بتوقيت جرينتش، حتى 27 سبتمبر، في المناطق الأربع التي تسيطر عليها روسيا في أعقاب انطلاق غزو أوكرانيا في فبراير الماضي.
وقال بيسكوف في مؤتمر صحافي رداً على سؤال بشأن ما إذا كانت محاولات كييف لإعادة هذه الأراضي ستعتبر هجمات على روسيا في حالة اتخاذ "قرار إيجابي" في الاستفتاءات "بالتأكيد".
وعند سؤاله عما إذا كان القانون الأساسي لروسيا سينطبق على هذه الأراضي عند انضمامها إذا قررت أوكرانيا مهاجمتها، قال إن "الدستور الروسي سيطبق في هذه الأراضي". وأضاف أن " إجراءات ما بعد استفتاء دونباس في روسيا ستتم في أسرع وقت".
ولفت إلى أنه "يتم توفير الأمن لإجراء الاستفتاءات في دونباس على المستوى المناسب"، معتبراً أن "عملية التفاوض مع أوكرانيا مطلوبة لتحقيق الأهداف، لكن كما قلنا من قبل لا نرى أي اشارات لعملية التفاوض".
وبشأن مبادرة لإجراء اتصال بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال المتحدث باسم الكرملين إنه "حتى الآن، لم تكن هناك مبادرات لتنظيم محادثة هاتفية بين الرئيسين. على الأرجح، ستظهر المبادرات التي تحدث عنها بعد أن يعود الرئيس الفرنسي إلى وطنه من نيويورك"، مؤكداً أن الاتصال "ليس على جدول الأعمال حتى الآن".
وعن عمليات تبادل الأسرى الذي تمت بين روسيا وأوكرانيا اليومين الماضيين، أشار بيسكوف إلى أن "كل عملية تبادل للأسرى هي نتيجة لعمل شاق للغاية"، مرحباً بـ"عودة الأشخاص من زنزانات نظام كييف".
وفي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الواقعتين شرق أوكرانيا، واللتين اعترف بوتين باستقلالهما حتى قبل بدء غزو أوكرانيا في فبراير الماضي، سيُطلب من السكان الإجابة عما إذا كانوا يؤيدون "انضمام جمهوريتهم إلى روسيا"، بحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس".
وفي خيرسون وزابوروجيا سيُطرح السؤال: "هل تؤيد الانفصال عن أوكرانيا، وإقامة دولة مستقلة وانضمامها إلى الاتحاد الروسي بوصفها تابعة للاتحاد الروسي؟".
وأوضحت وكالة " تاس" أنه "نظراً لضيق الوقت والافتقار إلى المعدات التقنية، اتخذ القرار بعدم إجراء تصويت إلكتروني، واستخدام البطاقات الورقية التقليدية".
وستكون الإجراءات في المناطق الأربع غير تقليدية إلى حد بعيد، بحسب "تاس". ففي الأيام الأربعة الأولى سيتوجه المسؤولون إلى منازل الأهالي لجمع البطاقات ثم تُفتح مراكز اقتراع في اليوم الأخير أي الثلاثاء، أمام السكان للإدلاء بأصواتهم.
وقال رئيس "جمهورية لوغانسك" المعلنة من جانب واحد ليونيد باسينشيك، لوكالة "تاس" إن "المنطقة تنتظر هذا الاستفتاء منذ 2014"، مضيفاً أن "حلمنا المشترك ومستقبلنا المشترك".
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي دان تلك الاستفتاءات واعتبرها "مهزلة"، مشيداً بالحلفاء الغربيين لإدانتهم الإجراءات الروسية، معرباً عن امتنانه "لكل شخص في العالم يدعمنا، ويدين بوضوح كذبة روسية أخرى".
تطورات ميدانية
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، قضاء قواتها على "أكثر من 500 فرد من الجنود الأوكرانيين والقوميين المتطرفين والمرتزقة الأجانب خلال الـ24 ساعة الماضية"، كما "أسقطت 3 طائرات حربية أوكرانية".
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف في إفادة صحفية إنه تم "استهداف وحدات من اللواء 81 منقول جواً قرب مدينة كراماتورسك في جمهورية دونيتسك، أدى إلى مصرع ما يزيد على 220 جندياً، كما تمت تصفية أكثر من 100 من المرتزقة الأجانب قرب مدينة سلافيانسك"، وفق تعبيره.
وذكر كوناشينكوف أن القوات الجوية الروسية "دمرت طائرة أوكرانية من طراز (ميج-29) في منطقة نيكولايف وطائرتين من طراز (سو-25) في منطقة خيرسون وجمهورية دونيتسك".
وأشار إلى أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت "19 طائرة مسيرة خلال يوم، كما اعترضت 42 قذيفة من راجمات الصواريخ (هيمارس) و(أولخا)".
تحقيق أممي
وبشأن جرائم الحرب في أوكرانيا، أكدت لجنة التحقيق الأممية بشأن أوكرانيا أن "جرائم حرب ارتُكبت" في هذا البلد منذ الغزو الروسي في أواخر فبراير الماضي.
وصرّح رئيس اللجنة إريك موزه في أول تقرير شفهي يرفعه أنه "استناداً إلى أدلة جمعتها اللجنة، خلصت إلى أن جرائم حرب ارتُكبت في أوكرانيا"، مشيراً إلى "عمليات القصف الروسية على مناطق مدنية والإعدامات العديدة وعمليات التعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي".
وأضاف "ذهلنا لعدد الإعدامات في المناطق التي زرناها. وتحقق اللجنة حالياً في هذه الوفيات في 16 مدينة وموقعاً"، مشيراً إلى تلقي اللجنة "مزاعم ذات مصداقية بشأن حالات إعدام عديدة أخرى نقوم حالياً بتوثيقها".
وتحمل جميع الجثث التي عُثر عليها آثار إعدامات واضحة مثل تكبيل اليدين خلف الظهر وآثار إصابات بالرصاص في الرأس أو قطع العنق.
وذكر رئيس اللجنة الأممية أن "شهوداً قدموا روايات متقاطعة عن سوء معاملة وأعمال تعذيب تعرضوا لها أثناء اعتقالهم بصورة غير قانونية".
وأضاف أن "بعض الضحايا بعد اعتقالهم لدى القوات الروسية في أوكرانيا، تم نقلهم إلى روسيا حيث احتجزوا على مدى أسابيع في سجون".