Open toolbar

مسيرة أميركية من طراز "MQ9" ريبر تابعة لوكالة الجمارك والحدود الأميركية بعد عودتها من مهمة على الحدود بين أريزونا والمكسيك. 4 نوفمبر 2023 - AFP

شارك القصة
Resize text
دبي-

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات لضمان ألا تقع المسيرة التي سقطت في البحر الأسود الثلاثاء، في حادثة انخرطت فيها مقاتلتان روسيتان، في "الأيدي الخطأ"، محذراً من تبعات "فورية وواسعة"، فيما أعلنت موسكو أنها ستحاول انتشالها.

وأضاف كيربي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية الأربعاء، "دون الدخول في الكثير من التفاصيل، ما يمكنني أن أقوله هو أننا اتخذنا خطوات لحماية ممتلكاتنا فيما يتعلق بهذه المسيرة تحديداً، وهذه المركبة بالتحديد. هذه ملكية للولايات المتحدة. نحن بالطبع لا نريد أن نري أي طرف يضع يده عليها بخلافنا".

ولدى سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة لديها أدلة تدعم روايتها بشأن الحادثة والتي اتهمت فيها الطيارين الروس بالاصطدام بمروحة المسيرة وإلقاء الوقود عليها، وهو ما نفته روسيا، قال كيربي إن الولايات المتحدة "تراجع الصور الملتقطة لترى ما إذا كانت هناك أية صور يمكن نشرها للعامة"، ولكنه قال إن القرار في هذا، سيتم القيام به في حينه.

وأعلنت الولايات المتحدة سقوط مسيرة من طراز "MQ-9" كانت تقوم بعملية روتينية فوق البحر الأسود، بعدما اعترضتها مقاتلتين روسيتين، اصطدمت إحداهما بمروحة المسيرة، وألقتا عليها وقوداً، ما أدى لسقوطها، وهي الرواية التي تنفيها موسكو.

واستدعت وزارة الخارجية الأميركية السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف للتعبير عن "اعتراضها الشديد" بعد الحادث.

وفي موسكو، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الأربعاء، إن روسيا ستحاول انتشال حطام المسيرة. وقال إن الحادثة تظهر أن واشنطن "منخرطة بشكل مباشر في النزاع في أوكرانيا"، وفق ما نقلت وكالة "تاس" الروسية.

"تبعات فورية وواسعة"

كما رفض كيربي النفي الذي أصدرته وزارة الدفاع الروسية، وقال: "بالطبع نحن ندحض النفي الروسي، وأنا أعتقد أن أي شخص بعد عام كامل (من الغزو الروسي لأوكرانيا)، وبالنظر لكل ما قاله الروس بشأن ما كانوا يفعلونه داخل وحول أوكرانيا، يجب أن يأخذ ما يقولونه ببعض التشكك".

وأشار كيربي إلى استدعاء السفير الروسي إلى وزارة الخارجية الأميركية كـ"أحد ميزات إبقاء خطوط التواصل مفتوحة".

وقال إن المسؤولين الأميركيين، استعرضوا أمام السفير خلال اللفاء "مخاوف كبيرة وحقيقية للغاية بشأن السلوك غير الآن وغير المهني للطيارين الروس". وجدد كيربي إدانته للحادثة، محذراً من تبعات "فورية وواسعة" .

وذكر أن الخارجية الأميركية أبلغت السفير بأن "على الروس أن يكونوا أكثر حذراً".

وقال: "نحن بالطبع لا نريد أن هذه الحرب تتصاعد لأبعد ما تم فعله للشعب الأوكراني". ووصف سلوك الطيارين الروس بأنه "غير ملائم، وغير آمن، وغير مهني".

"علاقات في أدنى مستوى"

واعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الأربعاء، أن العلاقات مع الولايات المتحدة في أدنى مستوياتها، وأصبحت "في حالة مؤسفة"، عقب حادثة المسيرة.

وأشار إلى أنه لم تحدث أية اتصالات رفيعة المستوى مع واشنطن عقب حادثة المسيرة، مشدداً على أن روسيا "لن ترفض أبداً الحوار البناء".

وقال إنه لا شيء لديه ليضيفه بشأن الحادثة بجانب ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية.

لا نريد مواجهة

والتقت مساعدة وزير الخارجية الأميركي كارين دونفريد، السفير الروسي في واشنطن لدى استدعائه للوزارة، قال السفير إن روسيا "لا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة"، ولكن "لا سبب للمسيرة الأميركية لتكون بالقرب من الحدود الروسية".

وأضاف أنتونوف للصحافيين بعد استدعائه إلى الخارجية الأميركية: "هل يمكنكم تخيل ما إذا ظهرت مسيرة كهذه بالقرب من نيويورك أو سان فرانسيسكو؟"

وتابع في تصريحات نقلتها شبكة "سي إن إن"، "هل يمكنكم تخيل رد فعل الصحافة الأميركية والبنتاجون على هذه المسيرة؟ ما نوع هذه المسيرة؟ فكروا قبل أن تستدعوني إلى وزارة الخارجية. إنها مسيرة متعددة الأغراض، مع قدرات لشن ضربات، مع شحنة متفجرة تبلغ 1700 كيلوجرام، أخبروني كيف سترد أي وزارة دفاع في أي دولة على ظهور تهديد خطر كهذا على حدودها؟"

وقال أنتونوف إنه يريد أن يوضح "مهنية الطيارين الروس في أفعالهم، إذ أنهم لم يتلامسوا مع المسيرة، ولم يستخدموا أسلحة مقاتلاتهم".

وأضاف أنه يعتقد أنه من الأفضل أن تناقش وزارة الخارجية "مناطق التعاون والعمل المشترك، ولكن للأسف تواصلي مع وزارة الخارجية مؤخراً كان عبارة عن رد على احتجاجاتهم على أفعال الاتحاد الروسي".

وبين أن الاتحاد الروسي "ليس مهتماً بمواجهة. الجانب الروسي مهتم بعلاقات براجماتية مع الولايات المتحدة، تراعي مصالح الشعبين الروسي والأميركي".

 الرواية الأميركية

وقال بيان للقيادة الأميركية في أوروبا إن مقاتلتين روسيتين من طراز "SU-27" نفذتا عملية اعتراض "غير آمنة وغير مهنية" ضد مسيرة من طراز ريبر "MQ-9"، موضحاً أن إحدى الطائرتين الروسيتين اصطدمت بمروحة الطائرة الأميركية، ما اضطر القوات الأميركية إلى إسقاط طائرتها في المياه الدولية.

وتابع البيان أنه ولعدّة مرات قبل الاصطدام "ألقت الطائرتان الروسيتان كميات من الوقود على الطائرة الأميركية وحلقت أمامها في تصرف متهور، وضار بالبيئة وغير مهني".

واعتبرت القيادة الأميركية في أوروبا أن الحادث "يُعبّر عن عدم الكفاءة، بالإضافة إلى كونه تصرفاً غير آمن وغير مهني".

وقال الجنرال جيمس هيكر، قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا: "طائرتنا MQ-9 كانت تنفذ عمليات روتينية في المجال الجوي الدولي عندما اعترضتها واصطدمت بها الطائرة الروسية، ما أدّى إلى تحطم وخسارة الطائرة الأميركية بالكامل".

وأضاف أن "السلوك غير الآمن وغير المهني من قبل الروس، كاد يؤدي إلى تحطم كلتا الطائرتين".

وتابع هيكر أن "طائرات الولايات المتحدة وحلفائها سوف تستمر في العمل في المجال الجوي الدولي، وندعو الجانب الروسي إلى التصرف بشكل احترافي وآمن".

رواية روسيا

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أنها رصدت المسيرة تحلق فوق البحر الأسود باتجاه الحدود الروسية، وأكدت أن المقاتلات الروسية لم تصطدم مع المسيرة، حسب ما أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية: "تم تحليق الطائرة من دون طيار مع إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال في انتهاك لحدود منطقة النظام المؤقت لاستخدام المجال الجوي، والتي تم إنشاؤها لغرض إجراء العملية العسكرية الخاصة، وتم إبلاغ جميع مستخدمي المجال الجوي الدولي بذلك ونشره وفق المعايير الدولية".

وأضاف البيان: "من أجل التعرف على المتسلل، انطلقت مقاتلات روسية في الجو، ونتيجة للمناورة الحادة حوالي الساعة 9.30 (بتوقيت موسكو)، خرجت المسيرة الجوية من دون طيار "MQ-9" عن السيطرة واصطدمت بسطح الماء، دون استخدام أي أسلحة من القوات الروسية".

وتابع البيان أن المقاتلين الروس لم يستخدموا أسلحة محمولة جواً ولم يتلامسوا مع الطائرة من دون طيار وعادوا بأمان إلى مطار قاعدتهم.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.