روسيا تنفي دعمها هجوماً إلكترونياً على أنظمة الحزب الجمهوري الأميركي

time reading iconدقائق القراءة - 4
شعار اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، خلال الاجتماع الشتوي السنوي للجنة في واشنطن- 20 يناير 2006 - Reuters
شعار اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، خلال الاجتماع الشتوي السنوي للجنة في واشنطن- 20 يناير 2006 - Reuters
دبي-أ ف ببلومبرغالشرق

رفضت روسيا الاتهام الموجه إليها بدعم عملية قرصنة مزعومة لأنظمة الحاسوب الخاصة باللجنة الوطنية التابعة للحزب الجمهوري الأميركي، قائلة إنها اتهامات "لا أساس لها"، تعيق المناقشات الروسية الأميركية والعمل في مجال الأمن السيبراني.

وقالت السفارة الروسية في واشنطن، في بيان نقلته وكالة "تاس" الروسية: "اطلعنا على ما نشرته وكالة بلومبرغ في 6 يوليو بشأن الانتهاك المزعوم من قبل متسللين تابعين للحكومة الروسية لأنظمة الحاسوب الخاصة باللجنة الوطنية التابعة للحزب الجمهوري"، معربة عن "رفضها البات" لما وصفته بـ"الافتراءات".

ولفتت السفارة إلى أن "الحزب نفسه نفى وقوع هجوم إلكتروني"، فيما أكد دبلوماسيون روس لوكالة "تاس" أن "لا أدلة على وقوع الهجوم".

وذكّرت السفارة بأنه "أثناء انعقاد قمة الرئيسين الروسي والأميركي في جنيف (في يونيو)، احتلت قضية الأمن السيبراني موقعاً مركزياً في المناقشات، وتم التوصل إلى اتفاق لاستئناف حوار الخبراء حول هذا الموضوع المهم". 

وأضافت: "نحن على ثقة بأن المناقشة المهنية لكل القضايا المتعلقة بالفضاء السيبراني ستسمح للمتخصصين بتحسين أمن البنية التحتية المعلوماتية لبلدينا من خلال العمل المشترك"، لكن "الاتهامات التي لا داعي لها، والتي لا تستند إلا لشهادات بعض المصادر المجهولة، تفسد مثل هذا العمل"، وفق قولها.

وكانت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أفادت، الثلاثاء، بأن قراصنة إلكترونيين تابعين للحكومة الروسية اخترقوا أنظمة الحاسوب الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري الأميركي، الأسبوع الماضي.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن القراصنة هم جزء من مجموعة تعرف باسم "APT 29" أو "Cozy Bear"، مشيرة إلى "ارتباط هذه المجموعة بجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي".

ولفتت إلى اتهام هذه المجموعة سابقاً باختراق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في عام 2016، وتنفيذ هجوم إلكتروني شمل شركة "سولار وايندز" الأميركية، نتج عنه اختراق 9 وكالات حكومية أميركية.

ووفق "بلومبرغ"، لم يتم التعرف بعد على البيانات التي اطلع عليها القراصنة أو سرقوها، أو ما إذا كانوا في الأساس قد تمكنوا من النفاذ إلى أي بيانات.

استباق اختراق أنظمة اللجنة

ووفق "بلومبرغ"، نفى ناطق باسم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري اختراق أنظمة اللجنة، ولكنه أشار إلى إمكان تعرّض شركة التزويد بتكنولوجيا المعلومات "سينيكس كورب" لذلك.

وقال الناطق مايك ريد، في بيان: "أبلغتنا مايكروسوفت بأن أحد موردينا، شركة سينيكس، قد يكون تعرّض لاختراق"، مشيراً إلى أنها قامت على الفور "بحظر حسابات سينيكس كافة من الوصول إلى البيئة السحابية للجنة".

وأوضح أن "فريق اللجنة عمل مع مايكروسوفت لإجراء مراجعة لأنظمة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، وبعد تحقيق شامل، تبيّن أنه ليس هناك ما يشير إلى اختراقها أو سرقة أي معلومات منها"، مشيراً إلى أنها "ستستمر في العمل مع مايكروسوفت والأجهزة الفيدرالية بخصوص هذه القضية".

"سينيكس" تقرّ: محاولة هجوم على عملائنا

ونقلت الوكالة عن مصدرين مطلعين أنه يُشتبه بأن المتسللين هاجموا اللجنة من خلال شركة "سينيكس" لتكنولوجيا المعلومات، التي تتخذ من مدينة فريمونت في كاليفورنيا مقراً لها.

وقالت "سينيكس"، في بيان، إنها "على علم ببعض الحالات التي حاولت فيها جهات خارجية الوصول، من خلال سينيكس، إلى تطبيقات العملاء داخل بيئة مايكروسوفت السحابية".

وحاولت "بلومبرغ" التواصل مع ناطق باسم السفارة الروسية في واشنطن لاستيضاح الأمر، ولكنها لم تلقَ تجاوباً.

فوضى الهجمات

وقال أحد الأشخاص المطلعين، لـ"بلومبرغ"، إن قراصنة الاستخبارات الروسية يستغلون الفوضى التي أحدثتها حملة الفدية العالمية، لمهاجمة أهداف استخباراتية قيمة.

وفي الآونة الأخيرة، تعرّضت شركات أميركية عدة، ومجموعة المعلوماتية "سولار ويندز"، وشبكة أنابيب النفط "كولونيال بايبلاين"، وعملاق اللحوم العالمي "جي بي إس"، لهجمات بفيروس الفدية، وهو برنامج يقوم بتشفير أنظمة الكمبيوتر ويطلب فدية لإعادة تشغيلها. ونسبت الشرطة الفيدرالية الأميركية بعض هذه الهجمات إلى قراصنة في روسيا.