تركيا: لا مشكلة مع السعودية.. ونرغب في تحسين علاقتنا بالإمارات

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو - REUTERS
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو - REUTERS
إسطنبول - الشرق

قال المتحدث باسم الخارجية التركية، تانجو بيلغيتش، الجمعة، إن بلاده تولي أهمية كبيرة لأمن واستقرار منطقة الخليج، معرباً خلال مؤتمر صحافي، عن رغبة أنقرة في تطوير التعاون مع دول الخليج والمنطقة.

وأشار بيلغيتش إلى أنه "لا توجد مشكلة سياسية ثنائية بين تركيا والسعودية"، مؤكداً أن "هناك إرادة لدى الطرف التركي لتحسين العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة"، معتبراً أن "العلاقات التركية المصرية مهمة للغاية لاستقرار وازدهار المنطقة".

المسؤول التركي أشار إلى "عملية تدريجية" في عودة العلاقات مع القاهرة، وتابع "مصر هي الشريك التجاري الأكبر لتركيا في إفريقيا، ولذلك نولي أهمية للعلاقات التاريخية والثقافية المشتركة بين الشعبين (المصري والتركي). هدفنا هو زيادة النقاط التي نتفق عليها بشأن القضايا الثنائية والإقليمية على حد سواء، وتطوير تفاهم مشترك بيننا".

وانطلقت، في الخامس والسادس من مايو الماضي، في العاصمة المصرية القاهرة، جولة استكشافية للمشاورات بين مصر وتركيا، برئاسة نائب وزير الخارجية المصري حمدي سند لوزا، ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، تعتبر الأولى من نوعها عقب خلافات دامت أكثر من 8 سنوات.

وعقب اختتام المباحثات أعلنت القاهرة وأنقرة في بيان مشترك، أن المناقشات كانت "صريحة ومعمقة"، وأن الجانبين سيقومان بتقييم نتيجة هذه الجولة من المشاورات والاتفاق على الخطوات المقبلة.

وكانت مصادر مطلعة قد قالت لـ"الشرق"، الخميس، إن مصر رفضت دعوة تركية لعقد جولة مفاوضات جديدة في أنقرة، لحل القضايا الخلافية بين الطرفين.

وأوضحت المصادر أن القاهرة اشترطت على أنقرة "سحب جميع مقاتليها أولاً من الأراضي الليبية"، مشيرة إلى أن "الإدارة المصرية تؤكد ضرورة وجود رغبة حقيقية لدى تركيا، لإنهاء المشكلات".

مؤتمر برلين

وفي شأن آخر، قال المتحدث باسم الخارجية التركية إن بلاده شددت في مؤتمر "برلين 2"، على "عدم السماح بمساواة مدربيها ومستشاريها في ليبيا مع المرتزقة"، مضيفاً خلال المؤتمر الصحافي ذاته "أعربنا عن تحفظنا على بعض البنود التي تتعارض مع الحقائق على الأرض".

وتحدث بيلغيتش عن العملية السياسية في ليبيا، مشيراً إلى أنه تم التوصل إلى تفاهم مهم خلال المفاوضات".

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، في وقت سابق، عن مسؤول أميركي كبير، أن روسيا وتركيا اتفقتا مؤقتاً على البدء بسحب 300 عنصر من القوات الأجنبية الموجودة في ليبيا، وذلك على هامش "مؤتمر برلين 2".

وفي نوفمبر 2019 تم توقيع مذكرتي تفاهم، بين كل من الرئيس التركي أردوغان، ورئيس حكومة المجلس الرئاسي آنذاك فايز السراج، إحداها تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، والأخرى تخص تحديد الصلاحيات البحرية، وترسيم الحدود المائية بين البلدين، وعلى أساسها تقوم أنقرة بأنشطة التنقيب في مناطق شرق البحر المتوسط.

اتفاق أثينا

أما بخصوص الاتفاق المتعلق بحظر التدريبات العسكرية في بحر إيجة خلال الموسم السياحي، فأوضح المسؤول التركي أنه لم تجرِ أي مناورات في المنطقة خلال الأعياد الدينية والوطنية في الفترة بين 15 يونيو و15 سبتمبر، في إطار "اتفاق أثينا" الموقع عام 1988.

وأكد أن تركيا أبلغت اليونان عزمها تعديل فترة الاتفاق بخصوص مناطق المناورات لتشمل التواريخ المذكورة، لافتاً إلى أن الأخيرة لم تجرِ التعديلات اللازمة بهذا الخصوص، وفق قوله.

وتابع بيلغيتش "إثر ذلك، حدّثنا مناطقنا بالطريقة نفسها، حيث نحن ملتزمون باتفاق أثينا ولكن ينبغي ألا ينتظر أحد منا أن نشاهد بصمت الجانب اليوناني ينتهك هذه الاتفاقية علانية". وأوضح بيلغيتش أن تركيا أبلغت الجانب اليوناني عدة مرات سابقاً أنها مستعدة لإزالة مناطق المناورات طويلة الأمد في بحر إيجة بشكل متبادل.

ويخيم التوتر على العلاقات التركية اليونانية جراء عدد من الملفات العالقة، أبرزها قضية جزيرة قبرص، والنزاع على الحدود البحرية شرق المتوسط، والمجال الجوي، ومسألة تدفق اللاجئين من الطرف التركي، وتسليح الجزر (منزوعة السلاح) التابعة لليونان والقريبة من تركيا.

وتصاعدت حدة النزاع بين أثينا وأنقرة بعد أن أرسلت الأخيرة، في يوليو الماضي، سفناً للتنقيب عن النفط إلى المناطق المتنازع عليها في شرق المتوسط.