تقرير: الانسحاب الأميركي من أفغانستان يثير مخاوف من زيادة أعداد اللاجئين

time reading iconدقائق القراءة - 5
تحميل هليكوبتر من طراز CH-47 Chinook في طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية ضمن خطة الانسحاب من أفغانستان - 16 يونيو 2021 - REUTERS
تحميل هليكوبتر من طراز CH-47 Chinook في طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية ضمن خطة الانسحاب من أفغانستان - 16 يونيو 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

قال تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إن سرعة سيطرة حركة "طالبان" على عدة بلدات أفغانية، بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد بعد 20 عاماً من الحرب، يثير مخاوف من خلق مزيد من الأزمات المتعلقة باللاجئين الأفغان، ما يتسبب في "أزمة إنسانية كبيرة".

ونقلت المجلة عن تحليل صادر عن مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، وهي مركز بحث يتابع تمرد الحركة عن كثب، قوله إن الحركة "استولت على 122 بلدة بين مايو الماضي ويوليو الجاري، إذ تنسحب القوات الأفغانية من مواقعها العسكرية مخلفةً وراءها أسلحتها التي تستولي عليها الحركة".  

وأشار التحليل إلى أنه ومع استمرار أعمال العنف يجد الأفغان أنفسهم مضطرين إلى الفرار بأرواحهم وذويهم، إذ نزح أكثر من 56 ألف أفغاني خلال الأيام الأخيرة بالجزء الشمالي من البلاد، وفقاً لأحدث إحصاءات من الأمم المتحدة.  

وأضاف التقرير أنه "خلال العام الجاري نزح أكثر من 205 آلاف شخص من جميع أنحاء البلاد"، متوقعاً أن يفاقم انسحاب القوات الأميركية الذي اكتمل حتى الآن بنسبة 90%، من حدة الصراع وأن يهيئ المسرح الأفغاني لأزمة لاجئين طاحنة. 

3 ملايين لاجئ أفغاني

ووفقاً لـ"فورين بوليسي" فإن أزمات اللاجئين وبعد أكثر من 40 عاماً من الحرب، باتت مألوفة، إذ يوجد نحو 3 ملايين لاجئ أفغاني مسجلين في جميع أنحاء العالم، أي ما يعادل نحو "1 من كل 10 لاجئين". 

وأشار التقرير إلى أن مجموعة من العوامل، بينها "التمرد الوحشي وزيادة العنف، فضلاً عن الانسحاب الأميركي وعملية السلام المتداعية"، جميعها تدل على أن الأزمة القادمة "ستكون على الأرجح أكثر حدةً وقابلة لمزيد من التفاقم والتعقيد". 

ورجّح التقرير أن يسعى النازحون إلى "دخول باكستان وإيران، اللتين تأويان عدة ملايين من الأفغان"، إذ سعت كلاهما خلال السنوات الأخيرة إلى "إعادة اللاجئين إلى أفغانستان بسبب الكلفة الاقتصادية والأمنية المترتبة على إيوائهم".  

وقالت الأمم المتحدة إن 585 ألف أفغاني عادوا من إيران بطرق "غير قانونية"، في حين عاد من باكستان 7 آلاف أفغاني خلال العام الجاري، بينما أصبحت أوروبا عبر بوابة البحر المتوسط، "مقصداً مفضلاً للاجئين الأفغان"، كما رحّل الاتحاد الأوروبي آلاف الأفغان.  

هجرات متلاحقة

وأشار التقرير إلى أن القتال المتصاعد في شمال أفغانستان "يعني أن دول آسيا الوسطى ستواجه أيضاً هجرات متلاحقة في الفترة المقبلة"، مستشهداً بهروب أكثر من ألف جندي أفغاني، الاثنين الماضي، بعد أيام من استيلاء طالبان على المعبر الحدودي الرئيسي مع طاجيكستان. 

وأكد التقرير أنه في حال نشوب أزمة لاجئين، فإن العديد من الدول "ستواجه ضغوطاً دولية متزايدة لاستيعابهم، إلا أن هذه الضغوط ستواكبها ضغوط داخلية أخرى، لعدم قبول هؤلاء اللاجئين".  

وفي باكستان، التي تبني حالياً سياجاً على طول حدودها مع أفغانستان، تم الكشف هذا الأسبوع، عن أن أحد المشتبه بهم في هجوم وقع أخيراً يعود إلى لاجئ أفغاني.

ونقل التقرير عن مؤيد يوسف، مستشار الأمن القومي الباكستاني قوله: "نقول مراراً إن اللاجئين الأفغان إخواننا وأخواتنا، لكن الوقت قد حان لعودة تحفظ عليهم كرامتهم".

"حلول أقل خطورة"

وأشار التقرير إلى أن الخيار الأقل خطورة من الناحية السياسية للدول المجاورة لأفغانستان يتمثل في "إيواء اللاجئين بمنشآت على الجانب الآخر لحدودهم مباشرة، أملاً في أن تساعد الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة في تمويلهم، بعد أن رحّلت تلك الدول خلال السنوات الأخيرة، للاجئين الأفغان بحجة أنهم مهاجرون اقتصاديون وليسوا لاجئين".

واعتبر تقرير "فورين بوليسي" أن الأزمة التي تتشكل ملامحها الآن في الأفق الأفغاني "فرصة سانحة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للوفاء بتعهدها بالمساعدة في استعادة الولايات المتحدة زمام القيادة العالمية".  

ولتحقيق هذا الغرض، أوصى التقرير بضرورة "زيادة التمويل الأميركي للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمؤسسات ذات الصلة، لضمان حصول باكستان وإيران ودول آسيا الوسطى على ما يحتاجونه من الدعم لمساعدة اللاجئين الأفغان".

وأضاف التقرير أنه ينبغي على واشنطن أيضاً وبالتنسيق مع كابول ودول حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وجماعات المساعدات الدولية، "الضغط على طالبان لإنشاء مناطق آمنة للنازحين داخل أفغانستان".

اقرأ أيضاً: