الأسد: سنقاوم أي غزو تركي.. ولهذا نؤيد روسيا في أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق - via REUTERS
الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق - via REUTERS
دبي -الشرق

قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن روسيا "جزء من التوازن العالمي وأن قوتها تعيد ذلك التوازن، ولذا فإن سوريا تؤيد عمليتها الخاصة في أوكرانيا"، مشدداً في الوقت ذاته على أن سوريا "ستقاوم أي غزو تركي".

ووجه الأسد في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" بثت الخميس، نقداً لاذعاً لجامعة الدول العربية، معتبراً أن عودة سوريا إليها "مسألة شكلية".

وشدد على أن العلاقات مع الدول العربية لم تتغير في المضمون "حتى خلال الحرب"، وقال إن حتى تلك الدول التي سحبت بعثاتها الدبلوماسية "حافظت على علاقاتها مع دمشق"، مضيفاً أن "معظم الدول العربية وقفت مع سوريا".

وأكد أن "لا أحقاد ولا ضغائن" تجاه أي دولة عربية، وأنه سيكون سعيداً بزيارة أي دولة عربية لكن ذلك يجب أن يكون بدعوة أولاً، في إشارة إلى القمة العربية المقبلة في الجزائر، مشيداً بـ"العلاقات الثابتة منذ الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي" مع الجزائر.

وقال إن "لا معتقلين سياسيين" في سوريا، وأن "المعارضة مكفولة شرط ألا تمس القضايا الوطنية". ورفض الأسد العلاقات مع إسرائيل "بغض النظر عن التسمية"، معرباً عن رفضه القاطع لمصطلح "تطبيع"، إلا أنه عاد وقال إنه في حال عودة الجولان المحتل "فسيكون لكل حادث حديث".

الوقوف مع روسيا

وأشار الأسد إلى أن "تأييد سوريا لموسكو في حربها ضد أوكرانيا، يأتي لأن روسيا تتعرض لحرب مستمرة منذ ما قبل الحقبة الشيوعية، وأن انتصارها في المعركة مربح لنا".

وشدد على أن "الدور الروسي أساسي كجزء من التوازن الدولي"، مضيفاً أنها "حليف إذا انتصر في معركة، أو إذا أصبح موقعه السياسي على الساحة العالمية أقوى فهذا مربح لنا".

واعتبر أن "قوة روسيا تشكل استعادة للتوازن الدولي المفقود ولو كانت استعادة جزئية، وهذا التوازن الذي ننشده ينعكس بالدرجة الأولى على الدول الصغرى، وسوريا واحدة منها".

"مقاومة الغزو التركي"

وعن العملية التركية التي يتم الحديث عن إمكان حصولها في شمال سوريا، قال الأسد: "إذا كان هناك غزو سيكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى" لأن الجيش السوري ليس متواجداً في تلك المنطقة، لكن إذا سمحت الظروف بالمواجهة العسكرية "فسيحدث ذلك حسب الإمكانات".

وأضاف: "عندما تسمح الظروف العسكرية للمواجهة المباشرة سنفعل هذا الشيء، حصل ذلك منذ عامين ونصف العام حين حدث صدام بين الجيشين السوري والتركي، وتمكّن الجيش السوري من تدمير بعض الأهداف التركية التي دخلت  الأراضي السورية، سيكون الوضع ذاته بحسب ما تسمح الإمكانيات العسكرية، عدا عن ذلك سيكون هناك مقاومة شعبية".

وشدد على أن "أي أرض محتلة من قبل التركي أو الإرهابي سيتم تحريرها مع الوقت".

سوريا والدول العربية

وقال الأسد إن "العلاقات السورية - العربية خلال الحرب لم تتبدل كثيراً بالمضمون"، لافتاً إلى أن "معظم الدول العربية حافظت على علاقتها مع سوريا، وكانت تقف مع سوريا معنوياً".

وأضاف الرئيس السوري أنه "حتى الدول التي سحبت بعثاتها الدبلوماسية، حافظت على علاقاتها مع دمشق، وحافظت على العواطف الإيجابية تجاه سوريا من دون أن تكون قادرة على القيام بأيّ شيء".

وأكد أن "لا ضغينة مع الدول التي تخلت عن سوريا"، قائلاً: "نحن نسعى لعلاقات عربية – عربية".

واعتبر أن "العتب واللوم لا يحقق نتيجة"، مضيفاً: "العتاب لا يغير شيء، الدمار حصل، الخسارة حصلت، الدماء نزفت، فإذاً لنتحدث بشكل إيجابي، هذه هي المنهجية السورية".

وقال إنه سيكون "سعيداً بزيارة أي دولة عربية"، وإن "من الطبيعي ومن البديهي أن أفكر بزيارة الدول العربية، لأنّه بالرغم من كلّ الوضع العربي السيء بلا حدود، علينا أن نخفف الأضرار، وأن نتلافى المزيد من السقوط، فالحوار مع الدول العربية ومع المسؤولين العرب هو شيء أساسي". لكنه قال إن ذلك "لا يتم من دون دعوة".

دمشق وطهران

وعن تأثير العلاقات السورية مع إيران على علاقاتها مع الدول العربية، قال الأسد، إن "علاقات سوريا مع أيّ دولة غير خاضعة للنقاش مع أيّة جهة في هذا العالم"، وأن "لا أحد يحدد لسوريا مع مَنْ تبني علاقات ومع مَنْ لا تبني علاقات، لا يحددون لنا ولا نحدد لأحد". 

وتابع: "الآن هناك حوار بين دول خليجية عدة وإيران، نحن ننظر إلى ذلك بشكل إيجابي بغض النظر عن علاقاتنا مع هذه الدول الخليجية".

وأعرب الرئيس السوري عن استعداده للعب دور الوسيط بين إيران والمملكة العربية السعودية، حال عودة العلاقات لطبيعتها مع دمشق". ولكنه استدرك "أننا لا نملك هذه العلاقة الطبيعية الآن مع كلّ الأطراف، وبالتالي لا نستطيع أن نلعبها في الوقت الحالي".

رفض التطبيع

وعن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أعرب الأسد عن رفضه لمصطلح "تطبيع"، وقال إن "سوريا ضد العلاقة مع اسرائيل بغض النظر عن تسمية تطبيع أو غيرها منذ أن بدأت مع مصر في منتصف السبعينات وحتى هذه اللحظة نحن في المكان ذاته".

وقال إنه "من جهة نظر سوريا، فإن العلاقات مع إسرائيل أضرت بقضيتنا السورية". وشدد على أن دمشق "لن تغير موقفها طالما أن هناك أرضاً محتلة هي الجولان، وعندما يعود الجولان لكلّ حادث حديث".

العودة إلى الجامعة العربية

وعن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، قال إن "القضية ليست عودة سوريا، أو عدم عودتها"، معتبراً أن كلمة عودة "خاطئة لأنّ سوريا ما زالت في الجامعة العربية"، ولكن عضويتها معلّقة.

وانتقد الأسد "الجامعة العربية"، قائلاً إنها "لم تحقق شيئاً خلال العقود الثلاث الماضية".

وتابع: "المسألة هي ماذا ستفعل الجامعة العربية في المستقبل سواء كانت سوريا أو لم تكن؟ هل ستحقق شيء من آمال المواطن العربي؟".

شاهد:

تصنيفات