إثيوبيا.. القوات الحكومية تعلن السيطرة على بلدة في تيغراي

time reading iconدقائق القراءة - 6
وحدات من الجيش الإثيوبي في إقليم تيغراي  - AFP
وحدات من الجيش الإثيوبي في إقليم تيغراي - AFP
دبي-وكالات

قالت حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن قواتها سيطرت على بلدة جديدة في إقليم تيغراي شمال البلاد، مساء الأحد، في تطور جديد للصراع المستمر منذ نحو أسبوعين مع قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي المحلية.

وجاء في بيان نشرته صفحة حكومية على تويتر مخصصة لحالة الطوارئ في إقليم تيغراي أن "قوات الدفاع الوطني الإثيوبية حرّرت بلدة ألاماتا من أيدي قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

وأضافت أنه بعد هزيمتهم، فرّ مقاتلو الجبهة الشعبية "ومعهم حوالي 10 آلاف أسير"، دون أن توضح من أين أخذوهم. وأضافت أن الشباب، الذين تفوق أعمارهم 14 سنة، هربوا من البلدة قبل تجنيدهم من قبل قوات الجبهة الشعبية.

واعتبرت الحكومة الإثيوبية أن سيطرة قواتها على بلدة ألاماتا تُظهر أن الحملة العسكرية "تتقدم بشكل فعال، مع كل الاحتياطات الضروية لتجنب تأثيرها على المدنيين".

ولم يصدر تعليق فوري من زعماء تيغراي على الأحداث في ألاماتا، وهي بلدة قريبة من الحدود مع إقليم أمهرة، على بعد 120 كيلومتراً من ميكيلي عاصمة تيغراي، في وقت يصعب فيه التأكد من الأنباء الواردة من الإقليم، بسبب التعتيم الإعلامي وتعطل معظم الاتصالات في تيغراي.

اتهامات مضادة

على الجانب الآخر، حث دبرتسيون غبراميكائيل، زعيم إقليم تيغراي، الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على إدانة القوات الاتحادية الإثيوبية التي يقول إنها استخدمت أسلحة متطورة منها طائرات مسيرة في هجمات قال إنها هدمت سداً ومصنعاً للسكر.

وقال غبراميكائيل إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد "يشن هذه الحرب على شعب تيغراي، وهو المسؤول عن المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب وتدمير مشروعات كبيرة للبنية الأساسية".

وأضاف "لسنا من بدأ هذا الصراع ومن الحتمي أن أبي أحمد شن هذه الحرب كمحاولة لتعزيز نفوذه الشخصي"، وحذر من أن تتحول إثيوبيا إلى دولة فاشلة أو أن تتفكك.

اتساع نطاق القتال

وأصبح القتال في تيغراي يتخذ طابعاً إقليمياً، بعد أن اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إريتريا بإرسال دبابات وآلاف الجنود عبر الحدود لدعم القوات الاتحادية الإثيوبية، بينما تنفي أسمرة ذلك.

وقال دبرصيون غبراميكائيل، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، في تصريحات لوكالة رويترز الأحد، إن قواته تقاتل "16 فرقة" من فرق الجيش الإريتري على جبهات عدة.

وأكد زعيم إقليم تيغراي، الأحد، أن قواته قصفت مطار العاصمة الإريترية أسمرة مساء السبت، ليؤكد بذلك تقارير دبلوماسيين عن إطلاق 3 صواريخ من تيغراي نحو إريتريا.

واعتبر دبرتسيون أن "القوات الإثيوبية تستخدم مطار أسمرة" في عمليتها العسكرية ضد منطقته، ما يجعله (المطار) "هدفاً مشروعاً" على حد تعبيره للضربات التي وقعت ليل السبت.

وبتبنّيها إطلاق الصواريخ، أثبتت "جبهة تحرير شعب تيغراي" قدرتها على توسيع رقعة النزاع المحلي وتحويله إلى نزاع إقليمي، علماً أن قائد الجيش الإثيوبي برهان جولا، سبق أن أكد في 5 نوفمبر أن "الحرب لن تصل إلى وسط البلاد" و"ستنتهي" في تيغراي.

مجزرة

سبق لإثيوبيا وإريتريا أن خاضتا معارك طاحنة بين عامي 1998 و2000، إبان سيطرة "جبهة تحرير شعب تيغراي" على القرار السياسي والأمني في أديس أبابا.

وبقي العداء سائداً بين البلدين إلى أن تولى آبي أحمد رئاسة الحكومة الإثيوبية عام 2018 ووقع اتفاق سلام مع أمهرة، ما أسهم بشكل أساسي في منحه جائزة نوبل للسلام في عام 2019.

ويسود استياء كبير، خاصة في صفوف عرقيتي "أورومو" و"أمهرة" (الأكبر في البلاد)، تجاه "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي تمتعت بسلطة واسعة طوال نحو ثلاثة عقود.

وبعدما همّشها تدريجياً آبي أحمد المنتمي إلى عرقية "أورومو"، منذ تولّيه رئاسة الحكومة بعد احتجاجات شعبية، بدأت "جبهة تحرير شعب تيغراي" منذ أشهر تحدي الحكومة المركزية، ما دفع آبي أحمد لإعلان انطلاق هجوم عسكري في منطقة تيغراي الشمالية ونزع السلاح من الجبهة يوم 4 نوفمبر الجاري.