
ألقت تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا بظلالها على إمدادات الأسمدة والأعلاف، ما أدى إلى ارتفاع أسعار منتجات الألبان بشكل كبير، وسط توقعات بأن تشهد السوق، الضيقة بالفعل، مزيداً من الاضطرابات مع استمرار الحرب.
وذكر تقرير لصحيفة "فاينناشيال تايمز"، أنه إضافة إلى الحرب في أوكرانيا، فإن الطقس السيئ وارتفاع أسعار الغاز واضطرابات سلاسل التوريد المرتبطة بتداعيات فيروس كورونا، كلها تضغط الآن على أكثر 5 دول منتجة للألبان في العالم، من بينها الولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا.
وأفاد التقرير بأن إجمالي إنتاج الألبان في كل من نيوزيلندا التي تسيطر على 35% من الصادرات العالمية، والاتحاد الأوروبي، وأستراليا، والولايات المتحدة، والأرجنتين انخفض 1.7% في يناير، مقارنة بالعام الماضي، وسجلت نيوزيلندا وأستراليا انخفاضاً بأكثر من 6%، بحسب إحصاءات لوسيط السلع "StoneX".
أرقام قياسية
وفي نيوزيلندا، ارتفعت أسعار المنتجات الأساسية بشكل أكبر، إذ سجلت أسعار دهن الحليب رقماً قياسياً يقدر بـ7111 دولاراً للطن في 15 مارس، فيما وصل سعر مسحوق الحليب كامل الدسم، المنتج الأكثر تداولاً، إلى أعلى مستوى له في 8 سنوات هذا الشهر، وفقاً لمؤشر تجارة الألبان العالمية، الذي يراقب أسعار منتجات الألبان في نيوزيلندا.
وقال مايلز هوريل الرئيس التنفيذي لشركة "فونتيرا" النيوزيلندية التي تعد أكبر مصدر لمنتجات الألبان في العالم، الأسبوع الماضي، إن "الصراع في أوكرانيا أثر على سلاسل التوريد العالمية، وأسعار النفط، والإمداد العالمي للحبوب وأثر علينا أيضاً".
من جهته، أشار مايكل هارفي المحلل في شركة "رابوبنك" المصرفية، إلى أنه على الرغم من أن مصنعي الألبان وشركات الأغذية يتحملون وطأة التكاليف، إلا أنه من المرجح أن يواجه المستهلكون زيادات في الأسعار.
وأضاف هارفي أن الغزو الروسي لأوكرانيا من شأنه أن يؤثر على تكاليف إنتاج الحليب، إذ إن كلا البلدين من المصدرين الرئيسيين للأسمدة القائمة على النيتروجين والقمح، وهو علف مهم للماشية إلى جانب الذرة وفول الصويا.
وتمثل نيوزيلندا والاتحاد الأوروبي حوالي 70% من صادرات الألبان، تليهما الولايات المتحدة وأستراليا والبرازيل والأرجنتين.
وقال كريج هوج، مدير السياسة والاستراتيجية في "مزارع أستراليا للألبان"، إن ارتفاع تكلفة العلف كان "مشكلة كبيرة" لمزارعي الألبان لأنها تمثل 70-80% من التكاليف، مشيراً إلى أن مزارعي الألبان الأستراليين استوردوا معظم الأسمدة من الصين.
لكن أزمة إمدادات الغاز في أعقاب حرب أوكرانيا والقيود الوبائية في الصين حيث تواجه البلاد تفشي فيروس كورونا بشكل متزايد، تعني أنه "من الصعب الحصول على الأسمدة، والأمر مكلف للغاية".