قدم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تشكيلته الحكومية المقترحة، الأربعاء، إلى مجلس الشورى (البرلمان)، لمناقشتها والتصديق عليها، خلال أسبوع يبدأ من السبت المقبل.
وجاء في مقدمة الأسماء التي اختارها الرئيس الإيراني الجديد، حسين أمير عبد اللهيان، الذي يمتلك علاقات وثيقة مع النخبة العسكرية في البلاد، ليحل خلفاً لمحمد جواد ظريف في وزارة الخارجية، ما يؤكد التحول في مسار السلطة الإيرانية الجديدة بشأن العديد من الملفات وأبرزها الاتفاق النووي مع القوى العالمية، بحسب وكالة "بلومبرغ" الأميركية.
ويجيد وزير الخارجية الإيراني المرشح عبد اللهيان، اللغة العربية بطلاقة، وشغل في السابق، منصب نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية.
وفي حال تمت المصادقة على تعيين عبد اللهيان، البالغ من العمر 57 عاماً، وهو محافظ مناهض للغرب ومقرب من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، سيقود فريق التفاوض الإيراني بمجرد استئناف محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وعلى ما يبدو فإن طموحات الرئيس الأميركي جو بايدن المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران باتت تتضاءل، بحسب "بلومبرغ" التي أشارت إلى أن إشراف عبداللهيان على الملف قد يؤدي إلى سعي طهران لدفع صفقة أكثر صعوبة بشأن تراجع سريع عن برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات، وربما حتى الإطاحة بالعملية برمتها.
وقال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، لـ"بلومبرغ"، إنه "إذا تمكنت الأطراف من المضي قدماً، فإن آراء عبداللهيان التي تتماشى مع وجهات نظر الحرس الثوري والمرشد الإيراني علي خامنئي قد تكون مفيدة. إذ سيكون محاوراً صعباً بالنسبة للغرب".
إدارة بايدن، التي كانت تأمل في الوصول إلى اتفاق في الفترة ما بين فوز رئيسي في الانتخابات يونيو الماضي، وتنصيبه الشهر الجاري، تتطلع الآن إلى قياس المسار الذي يريد أن يسلكه الرئيس الإيراني بشأن الملف النووي، في وقت تقترب بلاده فيه من صنع قنبلة نووية مع تزايد أعمال تخصيب اليورانيوم في منشآتها.
وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي لكن انعدام الثقة في دوافعها دفع القوى العالمية إلى السعي لإبرام الاتفاق النووي لعام 2015.
بدائل إدارة بايدن
وقالت مصادر مطلعة لـ"بلومبرغ"، إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تدعو إلى العودة السريعة إلى الاتفاق، والوصول إلى صفقة "أقوى"، إلا أنها مستعدة للنظر في البدائل، بما في ذلك الخطوة المؤقتة لتخفيف العقوبات.
وتراقب أسواق النفط عن كثب موعد بدء جولة جديدة من المفاوضات إذ قد يؤدي اتفاق إلى زيادة صادرات الخام الإيراني في وقت لاحق من العام.
وكان أمير حسين عبد اللهيان، أحد أعضاء فرق التفاوض النووية الإيرانية في الماضي، سواء في عهد الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، أو المحافظ محمود أحمدي نجاد.
وقال وعاظ، إن تعيين عبداللهان قد يثير مخاوف أيضاً بين دول المنطقة المجاورة لإيران، حيث سيكون مرتبطاً بأسلوب التدخل في صنع السياسات الذي يوسع نفوذ طهران في دول مثل سوريا والعراق، وأوضح: "إذا كان يريد تصحيح تلك الصورة، فعليه أن يضرب بنبرة أكثر تصالحية لبناء الثقة المفقودة".
وبحسب وسائل إعلام إيرانية رسمية، فإن مجلس الشورى الإيراني، عقد جلسة مغلقة لاستعراض قائمة الترشيحات التي قدمها الرئيس الجديد، الأربعاء.
وبحسب قائمة نشرتها وكالة "إرنا" الإيرانية، فرشح رئيسي إلى جانب عبد اللهيان، رضا فاطمي أمين لوزارة الصناعة والتعدين، وحميد سجادي لوزارة الشباب والرياضة، وسعيد محمد لوزارة الطرق والتخطيط العمراني.
وشملت الترشيحات أحمد وحيدي لوزارة الداخلية، وعيسى زارع بور لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومحمد رضا فرزين لوزارة الاقتصاد، وعباس علي آبادي لوزارة الطاقة، وفيروز أصلاني لوزارة العدل، ومحمد علي زلفي لوزارة العلوم والبحوث.
كما تضمنت قائمة مرشحي الحكومة الإيرانية الجديدة أمير حسين قاضي زاده هاشمي لوزارة الصحة، وعلي عبد اللهي لوزارة الأمن والاستخبارات.
اقرأ أيضاً: