أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه "لا يمكن لإيران الإفلات من العقاب" ونصحها بـ"الحذر"، عندما سئل عن الرسالة التي يوجهها لطهران عقب الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقع تابعة لكتائب "حزب الله" العراقية وكتائب "سيد الشهداء" في مدينة البوكمال شرقي سوريا.
وقال بايدن للصحافيين خلال رحلته إلى تكساس لمعاينة الأضرار الناجمة عن عاصفة شتوية شديدة: "لن تفلتوا من العقاب، احذروا".
وفي السياق، نقلت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية عن مصدرين مطلعين قولهما إن القوات الأميركية في العراق رفعت حالة تأهبها، وتم وضع المتعاقدين الأميركيين في قاعدة بلد الجوية في حالة تأهب قصوى، خوفاً من الرد على الضربات الجوية الأميركية.
وأشارت الشبكة إلى أن هذا الإجراء قد يستمر أياماً عدة، ويعتبر إجراء احترازياً روتينياً، نظراً للظروف الحالية التي تشهدها المنطقة. فيما قال أحد المصادر إن "حماية قوات التحالف هي الأولوية الأولى، لذا فإن رفع مستويات حماية القوة أمر صائب".
وتم اتخاذ قرار منفصل في قاعدة بلد الجوية من قبل شركة Sallyport Global المتعاقدة مع الإدارة الأميركية بوضع المتعاقدين الأميركيين في حالة تأهب قصوى، بحسب ما قال شخص مطلع لـ"فوكس نيوز".
ومن الساعة 6:30 مساء إلى 5:00 صباحاً بتوقيت العراق، لن يُسمح إلا بالحركة الضرورية داخل قاعدة بلد الجوية، الواقعة شمال العاصمة بغداد، والتي تعرّضت لهجوم صاروخي بالكاتيوشا نهاية الأسبوع الماضي، وأصيب فيه شخص.
من جهتها قالت مراسلة شبكة "بي بي سي" البريطانية في الشرق الأوسط، نفيسة كوهنافارد، نقلاً عن مصدر عسكري عراقي، إن "بعض الجماعات المدعومة من إيران في حالة تأهب قصوى"، مضيفة أن "هناك احتمالاً لشن هجوم من قبل مجموعات مرتبطة بإيران على التحالف الدولي في العراق"، وبالتالي "وقوع رد أميركي فوري على هذا الهجوم"، ولكنها ذكرت أن هذه التقارير بحاجة إلى مزيد من التأكيد.
ضربة بموافقة بايدن
وقال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، في بيان حصلت عليه "الشرق"، الجمعة، إنه "بتوجيهات من الرئيس جو بايدن نفّذت القوات الجوية الأميركية غارات دمرت عدة منشآتِ بنية تحتية، عند نقطة مراقبة حدودية تستخدمها جماعات عسكرية مدعومة من إيران".
يأتي ذلك فيما قالت مصادر سورية لـ"الشرق"، في محافظة دير الزور على الحدود السورية العراقية، إن الغارات وقعت في الساعات الأولى من صباح الجمعة على الطريق الواصل بين مدينتي القائم في العراق والبوكمال على الجانب السوري.
وأشارت المصادر إلى أن "سكان المنطقة سمعوا دويّ انفجارات من داخل أحد المعسكرات التي توجد فيها مجموعات تابعة لإيران والمسماة قاعدة الإمام عليّ، وهي تضم مقاتلين عراقيين من كتائب حزب الله العراقي وأفغاناً وباكستانيين، بالإضافة إلى مجموعات من حزب الله اللبناني"، وشاهدوا ما يبدو أنه "4 شاحنات مشتعلة".
وتابعت المصادر أن "سيارات الإسعاف التي وصلت تباعاً إلى المكان نقلت الجرحى إلى المستشفى الوطني ومستشفى عائشة" في المنطقة.
وبحسب المصادر، فإن تلك المجموعات تمتلك شبكة من الأنفاق في المنطقة، وكان هناك تقارير منذ أشهر عن نصب قواعد صواريخ بمدى متوسط في المعسكر المستهدف.
وأفاد مصدر أمني سوري، لـ"الشرق"، بأن "شخصين على الأقل لقيا مصرعهما، وهما من الجنسية العراقية"، لافتاً إلى أن عدد الضحايا مرشح للزيادة، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 17 مقاتلاً موالياً لإيران في الغارات الأميركية، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية، بحسب بيانها، أن تلك الغارات تأتي في إطار الرد على الهجمات التي استهدفت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمحاربة داعش المتمركزة في العراق، مشيرة إلى أن الغارات دمرت عدة منشآت تابعة للفصيلين الموالين لإيران.
واعتبر بيان البنتاغون أن الضربات تأتي مصحوبة بإجراءات دبلوماسية شملت مشاورات مع الشركاء في التحالف.
وبحسب وزارة الدفاع الأميركية، فإن "الغارات ترسل رسالة لا لبس فيها بأن الرئيس بايدن سيتحرك لحماية القوات الأميركية وقوات التحالف". واختتم البيان بالتأكيد على أن الضربات "تهدف إلى تهدئة الأوضاع في كل من شرق سوريا والعراق".
وعادةً ما تُستهدف المنطقة بغارات إسرائيلية وأميركية وأحياناً مجهولة، بشكل متكرر، بحسب المصدر الأمني السوري الذي أشار إلى وجود قاعدة أميركية في منطقة الركبان على الحدود "العراقية الأردنية السورية"، جنوبي البوكمال على بعد 200 كيلومتر، وهي قاعدة تضم طائرات مسيّرة أميركية.