دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون مسؤولي الحكومة إلى إحداث "تغيير جذري" في الإنتاج الزراعي، وسط مخاوف من تفاقم نقص الغذاء في البلاد.
وقال كيم إن تحقيق أهداف إنتاج الحبوب هذا العام أولوية قصوى، وشدد على أهمية استقرار الإنتاج الزراعي، خلال اليوم الثاني من اجتماع حزبي موسع الاثنين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
ولم يوضح التقرير الإجراءات التي ستتخذها كوريا الشمالية، لكن كيم قال إن التغييرات يجب أن تحدث في السنوات القليلة المقبلة.
يقول باحثون إن المزارع الجماعية تمثل الغالبية العظمى من الزراعة في كوريا الشمالية. وعادة ما يتشارك في مثل هذه المزارع العديد من صغار المزارعين الذين ينتجون المحاصيل بعمالة مشتركة.
نقص الغذاء
وتأتي تصريحات كيم وسط تقارير عن تزايد مشاكل نقص الغذاء في البلاد، رغم نفي بيونج يانج عدم قدرتها على توفير الغذاء للمواطنين.
وفي وقت سابق من الشهر، قالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، إن الوضع الغذائي في الشمال "يبدو أنه تدهور".
وقالت الوزارة في ذلك الوقت إنه كان من النادر أن تعلن كوريا الشمالية عن اجتماع خاص بشأن استراتيجية الزراعة كان من المقرر عقده في أواخر فبراير.
وذكرت الوكالة أن كيم أشار في خطابه، الاثنين، إلى "أهمية نمو القوى الإنتاجية الزراعية" في دعم البناء الاشتراكي.
تخضع كوريا الشمالية لعقوبات دولية صارمة بسبب أسلحتها النووية، وبرامجها للصواريخ الباليستية، وتعرض اقتصادها لمزيد من الضغط بسبب إجراءات الإغلاق الصارمة للحدود التي تفرضها على نفسها، بهدف وقف انتشار كوفيد-19.
والبلاد معرضة بشدة لكوارث طبيعية، بينها فيضانات وجفاف، بسبب نقص مزمن في البنى التحتية، وقطع أشجار الغابات، وعقود من سوء الإدارة العامة، وفق "فرانس برس".
وتفاقم الوضع مع إغلاق الحدود الذي فرضته الدولة منذ بداية جائحة كورونا، ولم تُخفَّف هذه القيود إلا مؤخراً للسماح ببعض التبادل التجاري مع الصين المجاورة.
وشهدت البلاد مجاعات بشكل دوري، تسببت إحداها في تسعينيات القرن الماضي، بوفاة مئات آلاف الأشخاص، وربما الملايين بحسب بعض التقديرات، وفق "رويترز".
أسوأ أزمة منذ عقود
وذكر موقع "38 نورث" المتخصص بشؤون كوريا الشمالية، أنّ البلاد تعاني حالياً من أسوأ نقص في الغذاء منذ عقود، وفق وكالة "فرانس برس".
وأكد تقييم نشره الموقع في يناير الماضي، أن حكومة بيونج يانج تواجه "حالة طوارئ إنسانية معقدة، في صلبها انعدام الأمن الغذائي".
وأشار "38 نورث" إلى أنّ تحليل ثمن الأرز والذرة في العالم وفي كوريا الشمالية يظهر اختلافاً "كبيراً" في الأسعار منذ بداية 2021، ما يعني أن الغذاء أغلى بكثير في الشمال، و"يدل على انقطاع" الإمدادات.
في المقابل، نقلت صحيفة "رودونج سينمون" الرسمية في كوريا الشمالية، نقلاً عن الحكومة قولها، إنّ البلاد يجب أن تستمر في التمسك "باقتصاد الاكتفاء الذاتي" في إطار حربها ضد "الإمبرياليين" وفق وصفها.