الجيش الإسرائيلي يقتل مراسلة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة خلال اقتحام جنين

time reading iconدقائق القراءة - 9
الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في مدينة القدس  - Twitter/ShireenNasri
الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في مدينة القدس - Twitter/ShireenNasri
رام الله/ دبي - الشرق

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، برصاصة في الرأس خلال اقتحام مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وأضافت وزارة الصحة الفلسطينية أن الصحافي علي السمودي أصيب برصاصة في الظهر، مشيرة إلى أن "وضعه مستقر".

وقالت "الجزيرة" إن شيرين أبو عاقلة أصيبت برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها غارة للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين، مشيرة إلى أنها كانت ترتدي سترة الصحافة أثناء استهداف قوات الجيش الإسرائيلي لها. 

"استهداف متعمد"

واتهمت "الجزيرة" قوات الاحتلال الإسرائيلي بتعمد استهداف أبو عاقلة، لافتة إلى أن الرصاصة التي أطلقتها القوات الإسرائيلية أصابت الصحافية الفلسطينية أسفل الأذن، وهي منطقة لا تغطيها الخوذة الواقية من الرصاص التي كانت ترتديها. 

كما طالبت المجتمع الدولي بإدانة ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي لتعمدها استهداف وقتل شيرين أبو عاقلة قصداً، محمّلة السلطات الإسرائيلية مسؤولية سلامة الصحافي علي السمودي الذي استُهدف مع الزميلة شيرين أبو عاقلة بإطلاق النار عليه في الظهر أثناء التغطية. 

الجيش الإسرائيلي قال في بيان إن مراسلين صحافيين أصيبوا خلال اشتباك بين قواته ومسلحين في الضفة الغربية. 

وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه يتم التحقيق في إمكانية تعرّض صحافيين لإطلاق نار، زاعماً أن مصدره "قد يكون مسلحين فلسطينيين".

إسرائيل تعرض تحقيقاً مشتركاً

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن "السلطة الفلسطينية رفضت عرضاً إسرائيلياً لإجراء تحقيق مشترك بعد وفاة صحافية قناة الجزيرة"، بعدما ذكر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أن الحكومة الإسرائيلية عرضت على الفلسطينيين "إجراء تحقيق مشترك".

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس أن التحقيقات الأولية "لا يمكنها أن تشير إلى مصدر إطلاق النار"، لافتاً إلى أنه "لا يمكنني استبعاد أي خيار في ظل الفوضى العملياتية التي كانت على الأرض".

ونقل بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية عن جانتس قوله، في تصريحات لصحافيين أجانب "لسنا متأكدين من كيفية مقتلها ولكننا نريد أن نصل إلى حقيقة هذا الحادث. وكشف الحقيقة بقدر ما نستطيع". 

وأضاف: "ليس لدينا حالياً طريقة لإجراء تحقيق شرعي كامل، لذلك طلبنا من الفلسطينيين تزويدنا برأس الرصاص (الرصاص الفارغ) الذي وجدوه.. والذي قتل شيرين وفقاً لتقديرهم. وآمل أن نحصل على تعاونهم، ونريد إجراء تحقيق شامل من جانبنا يشمل تحليل وعملية الطب الشرعي، وليس فقط استجواباً عسكرياً".

وأوضح أنه بدون "نتائج (تقرير) الطب الشرعي، سيكون من الصعب علينا معرفة ما حدث بالضبط على الأرض.

تحقيقات أولية

من جهتها، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي لم يظهر ما إذا كان رصاص الجيش الإسرائيلي ما قتل أبو عاقلة.

وأوضحت الصحيفة أن الصحافية الفلسطينية كانت على بعد 150 متراً من القوات الإسرائيلية عندما أصيبت بالطلق الناري وتوفيت، بحسب التحقيق الذي أكد أن جنود من وحدات النخبة أطلقوا بضع عشرات من الرصاصات خلال عملية الاقتحام في جنين، ولكن التحقيق قال إن مصدر إطلاق النار "ما زال غير معروف".

وأوضحت الصحيفة أن الرصاصة التي أصابت رأس أبو عاقلة يبلغ قطرها 5.56 ملم، وأطلقت من بندقية "إم-16"، منوهة بأن هذه البنادق تستخدم من قِبل الجيش الإسرائيلي، وموجودة لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية".

وذكرت الصحيفة أنه خلال اقتحام مخيم جنين "تم إطلاق مئات الرصاص على القوات الإسرائيلية التي ردت بإطلاق عشرات الرصاص"، وأضافت: "اتجهت معظم النيران الإسرائيلية باتجاه الجنوب، فيما تمركزت أبو عاقلة ومصور رويترز الذي أصيب، في شمال القوات الإسرائيلية. ومع ذلك، يبدو أن بعض النيران الإسرائيلية وجهت شمالاً أيضاً".

وأشارت إلى أن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن فحص المقذوفات لأسلحة القوات الإسرائيلية؛ يمكن أن يؤكد أو يدحض الادعاء بأن الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة أطلقها جندي إسرائيلي.

نقل النتائج لقطر

كما كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن تل أبيب تعتزم نقل نتائج التحقيق العسكري الكامل إلى قطر، التي تملك قناة "الجزيرة" حيث عملت الصحافية الراحلة.

وقالت الصحيفة إن قطر تلقت النتائج الأولية للتحقيق، بما في ذلك التقييم الإسرائيلي بأن أبو عاقلة "لم تصب بنيران الجيش الإسرائيلي وإنما بنيران نشطاء فلسطينيين"، وفق الزعم الإسرائيلي.

استهداف الصحافيين

وفي السياق، أوضحت مصادر محلية، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن القوات الإسرائيلية أطلقت الرصاص الحي تجاه الشبان الفلسطينيين والطواقم الصحافية.

ونقلت "وفا" عن الصحافي المصاب علي السمودي الذي كان برفقة شيرين أبو عاقلة ومجموعة من الصحافيين في محيط مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قرب مخيم جنين، أن "الجميع يرتدون الخوذ والسترات الخاصة بالصحافيين".

وأضاف السمودي أن قوات الاحتلال "استهدفت الصحافيين بشكل مباشر"، ما أدى إلى إصابته برصاصة في الظهر، وقتلت أبو عاقلة بعد إصابتها برصاصة في الرأس.

وأكد الصحافي الفلسطيني المصاب أن المكان الذي كان الصحافيون يتواجدون فيه "كان واضحاً لجنود الاحتلال"، وأنه "لم يكن هناك أي مسلح أو مواجهات في تلك المنطقة"، مشدداً على أن استهدافهم "جرى بشكل متعمد".

السلطة الفلسطينية تحمّل إسرائيل المسؤولية

الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدوره حمّل إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن قتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة. 

وقالت الرئاسة الفلسطينية إن الحكومة الإسرائيلية تتحمل "المسؤولية الكاملة" في ما وصفته بـ"جريمة إعدام الصحافية شيرين أبو عاقلة، وإصابة الصحافي علي السمودي"، مشيرة إلى أن ذلك "جزء من سياسة الاحتلال باستهداف الصحافيين لطمس الحقيقة، وارتكاب الجرائم بصمت".

وذكرت الخارجية الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية ارتكبت "هذه الجريمة.. بشكل مقصود ومتعمد"، وذلك "في محاولة إسرائيلية ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة، وللتغطية على جرائم الاحتلال ومستوطنيه".

وحمّلت الخارجية الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت "المسؤولية"، وقالت إن "أبو عاقلة هي ضحية مباشرة لإرهاب دولة الاحتلال المنظم التي تتصرف بعقلية العصابات الصهيونية، وهي ضحية ازدواجية المعايير الدولية والصمت المريب للجنائية الدولية".

وطالب السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نيدز، الأربعاء، بإجراء "تحقيق شامل" للكشف عن ملابسات قتل مراسلة "الجزيرة" الصحافية "الأميركية الفلسطينية" شيرين أبو عاقلة، وإصابة أحد زملائها في جنين بالضفة الغربية.

وعبّر السفير الأميركي، في تغريدة على تويتر، عن حزنه الشديد بسبب الحادث.

ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "بأشد العبارات" قتل إسرائيل للصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مؤكداً أن "ما حدث جريمة بشعة في حق الصحافة وحرية الإعلام لا ينبغي السماح بمرورها مر الكرام، ما يستوجب تحقيقاً شاملاً".

ونقل مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية عن أبو الغيط قوله إن "الجريمة ليست بمستغربة على الاحتلال (الإسرائيلي) الذي درج على ألا يعبأ بأي معايير لاحترام حقوق الإنسان، ويسعى إلى إسكات الصوت الفلسطيني"، محمّلاً الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية عن هذه الجريمة المُفجعة".

من جهتها، أبدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة "استياءها" إثر مقتل شيرين أبو عاقلة مطالبة بتحقيق مستقل بشأن ملابسات الحادث.

وقالت المفوضية في تغريدة على تويتر إن "أجهزتنا موجودة على الارض للتحقق من الوقائع"، مطالبة بـ"وقف الإفلات من العقاب" وبتحقيق "مستقل وشفاف بشأن مقتل" الصحافية.

كان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط تور وينسلاند، قد أدان بشدة مقتل الصحفية الفلسطينية، في وقت سابق الأربعاء عبر تويتر.

وأعرب وينسلاند عن خالص التعازى لأسرتها وتمنى الشفاء العاجل لزميلها الصحافى الذى أصيب فى الحادث، داعياً إلى إجراء تحقيق فورى وشامل ومحاسبة المسئولين، مؤكداً أنه لا ينبغى أبداً استهداف العاملين فى وسائل الإعلام.

تصنيفات