ساد التفاؤل بين المشاركين بعد الاجتماع الأول الخاص بالجولة الجديدة للمفاوضات النووية، في العاصمة النمساوية فيينا، الاثنين، والذين عادوا للاجتماع بعد خمسة أشهر من تعليق المحادثات.
وقال مسؤول الاتحاد الأوروبي الذي ينسق محادثات إحياء الاتفاق النووي، إنه يشعر بالتفاؤل بعد المباحثات الأولى في فيينا مع المفاوضين الإيرانيين الجدد، الذين قال إنهم "أظهروا رغبة في المشاركة بجدية".
وأضاف إنريكي مورا للصحافيين، أن "إيران متمسكة بمطلبها الخاص برفع كل العقوبات"، لكنه أردف أنه "برغم الإحساس بالأهمية، فليس هناك جدول زمني محدد للعملية".
من جهته، قال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف في تغريدة على تويتر، إنه جرى الاتفاق على المزيد من الخطوات الفورية خلال الجولة السابعة من المفاوضات النووية في فيينا.
وأضاف أن اجتماع اللجنة المشتركة بشأن خطة العمل الشاملة المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني "بدأ بنجاح كبير".
من جهته، قال المفاوض الإيراني علي باقري كني، إنه "متفائل بعد المحادثات التي أجريت الاثنين".
وفي وقت سابق، الاثنين، شددت إيران على أنه لا سبيل للعودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015، دون رفع جميع العقوبات المفروضة عليها، منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018.
وقالت طهران في بيان، إنها يجب أن تستفيد من رفع العقوبات بالكامل عنها، مؤكدة أن عودة واشنطن للاتفاق ستكون بلا معنى، من دون ضمانات لمنع "تكرار التجربة المريرة في الماضي"، في إشارة للانسحاب الأميركي من الاتفاق.
واعتبرت إيران أن تلك الفرصة للعودة إلى الاتفاق النووي "ليست نافذة يمكن أن تظل مفتوحة للأبد".
وتوقفت المحادثات في يونيو وسط أجواء إيجابية، إذ قال المشاركون في المفاوضات إنهم "قريبون" من التوصل إلى اتفاق، لكن وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة الإيرانية غيّر المعطيات، إذ تجاهلت الحكومة الجديدة دعوات الدول الغربية لاستئناف المحادثات لمدة أشهر، فيما عملت على تعزيز قدرات برنامجها النووي.
واستباقاً للجولة الجديدة من المفاوضات، أقيمت اجتماعات ثنائية وثلاثية على مستوى الخبراء ورؤساء الوفود بين الوفد الإيراني والروسي والصيني، بإلإضافة إلى منسق محادثات فيينا المسؤول الأوروبي إنريكي مورا.
تحضيرات مكثفة
وقال إنريكي مورا الاثنين، إنه التقى بمفاوضين من الصين وروسيا وإيران الأحد، وسيلتقي بالفريقين الأوروبي والأميركي الاثنين، قبل المحادثات الرسمية.
وأضاف مورا على "تويتر" من فيينا: "العمل التحضيري جار على نحو مكثف".
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب واشنطن من الاتفاق المبرم عام 2015، والذي بموجبه تم رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية، فيما أعاد ترمب فرض عقوبات صارمة عليها، ووسّعت طهران بعدها تملصها من بنود الاتفاق وعززت نشاطها النووي.
وتأتي هذه الجولة الجديدة وسط مخاوف سبقت انعقادها، وفي ظل عدم التوصل إلى توافق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول القضايا الفنية العالقة، وأبرزها عرقلة مفتشي الوكالة، ومنعهم من دخول منشأة تركيب وتطوير أجهزة الطرد المركزية الخاصة بتخصيب اليورانيوم في كرج، غرب إيران.
إيران تضع شروطها
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن الولايات المتحدة يجب أن "تلغي الحظر بصورة كاملة وتقدم الضمانات"، مؤكداً أنه من دون إلغاء واشنطن العقوبات عن إيران "لا يمكنها المشاركة" في المفاوضات النووية.
وأضاف زاده، أن بلاده تريد "ضمانات عملية" من الولايات المتحدة بشأن التزاماتها في إطار الاتفاق النووي، وأوضح أن "طهران لا تريد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود"، وفق ما نقلت عنه قناة "العالم" الإيرانية.
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إيران ذهبت إلى المفاوضات بإرادة جادة للتوصل إلى النتائج المرجوة"، مضيفاً: "نحن الآن على أعتاب مفاوضات جديدة نتمنى أن تكون مثمرة".
ولم يعلن زاده عن وقت محدد لنهاية المفاوضات، مؤكداً "لا نعرف كم من الوقت ستستغرق"، وواصل: "سنصل إلى نتيجة إذا أبدت واشنطن جدية".
توعّد أميركي
المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي توعد، السبت، بأن تمارس واشنطن وشركاؤها ضغوطاً على طهران، إذا استخدمت المحادثات "ذريعة" لتسريع برنامجها النووي.
وقال مالي في مقابلة مع "بي بي سي ساوندز": "إذا كانت إيران تعتقد أن بإمكانها استغلال هذا الوقت لتعزيز قوتها، ثم تعود وتقول إنها تريد شيئاً أفضل، فلن ينجح ذلك، وسنفعل نحن وشركاؤنا كل ما بوسعنا لعدم حدوث ذلك".
وأضاف مالي الذي يرأس الوفد الأميركي في المفاوضات: "إذا كان هذا هو موقف إيران، وهو محاولة استخدام المفاوضات كغطاء لتعجيل البرنامج النووي، وكما أقول التباطؤ في المحادثات النووية، فسيتعين علينا الرد بطريقة لا نفضّلها، ويجب ألا يفاجأ أحد إذا كان هناك ضغط متزايد على إيران في هذه المرحلة".