
أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الاثنين، أنه سيلتقي نظيرَيه السويدي والفنلندي لمناقشة طلبَي دولتيهما الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" على هامش اجتماع للحلف في بوخارست، الثلاثاء، مشيراً إلى أن الأمور "تسير بإيجابية".
وقال جاويش أوغلو: "سنجتمع بوزيرَي الخارجية السويدي والفنلندي غداً (الثلاثاء) في بوخارست في إطار تنسيق ثلاثي".
وتتّهم تركيا السويد وفنلندا، المرشحّتين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بالتساهل مع "حزب العمال الكردستاني" وحلفائه؛ على غرار وحدات حماية الشعب الكردية، والتي تصنفهم أنقرة "تنظيمات إرهابية".
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركمانستاني راشد مرادوف، أوضح جاويش أوغلو أنه حتى الآن "لم تتمكن السويد وفنلندا من الإقدام على بعض الخطوات الملموسة"، و"لم يلبوا تطلعات أنقرة في ما يتعلق بإعادة المطلوبين للقضاء".
وأشار جاويش أوغلو في تصريحاته إلى أن "العملية تتطور بشكل إيجابي، لكن لا تزال هناك خطوات يجب اتخاذها". وأضاف: "في الواقع، السويد هي البلد الذي يحتاج إلى اتخاذ المزيد من الخطوات".
وتخلت ستوكهولم وهلسنكي عن سياستهما التقليدية المتمثلة في الحياد، بإعلان رغبتهما في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بعد بدء غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير.
آلية ثلاثية
ووقّعت تركيا والسويد وفنلندا، في 28 يونيو الماضي، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في الناتو، على هامش قمة الحلف في مدريد، بعد تعهد البلدين الأوروبيين بالاستجابة لمطالب أنقرة وتبديد مخاوفها الأمنية.
وفي إطار المذكرة، تم تشكيل آلية مشتركة دائمة عقدت أول اجتماعاتها في 26 أغسطس الماضي بمدينة فانتا الفنلندية، فيما عُقدت الثانية في العاصمة السويدية ستوكهولم، الجمعة الماضي.
وتتهم تركيا، السويد وفنلندا بتأمين ملاذ آمن لـ" حزب العمال الكردستاني"، الذي تدرجه على قوائم "الإرهاب"، وبرفض تسليمها "إرهابيين"، بما في ذلك مؤيّدون للداعية التركي المعارض، فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في عام 2016.
وزار رئيس الوزراء السويدي الجديد أولف كريسترسون أنقرة في وقت سابق هذا الشهر، للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكانت ستوكهولم تأمل في الحصول على موافقة تركيا.
وقبل تلك الرحلة، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، الذي التقى جاويش أوغلو وأردوغان في إسطنبول، إن البلدين ملتزمان بالعمل مع تركيا لمعالجة مخاوف أنقرة، مضيفاً أن الوقت قد حان للترحيب بهما.
من بين جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي، لم يبقَ سوى المجر وتركيا للمصادقة على طلبَي هلسنكي وستوكهولم. وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن البرلمان سيصادق العام المقبل على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي.