
قالت وزارة الدفاع البريطانية، السبت، إن روسيا من المرجح أن تكون قد سحبت هذا الشهر عدداً من الجنرالات من مناصب قيادية رئيسية في الصراع الأوكراني من بينهم، بحسب صحيفة "التلغراف" البريطانية، قائد القوات الروسية في أوكرانيا الجنرال ألكسندر دفورنيكوف وذلك نتيجة "التقدم البطيء" في منطقة الدونباس.
وأضافت الوزارة في سلسلة تغريدات على تويتر: "منذ بداية يونيو (الجاري)، يُرجح إلى حد كبير أن تكون القيادة العليا الروسية قد سحبت العديد من الجنرالات من مناصب رئيسية في قيادة العمليات في الحرب في أوكرانيا".
وأوضحت الوزارة البريطانية أن "الكرملين أقال مؤخراً عدداً من الجنرالات، بمن فيهم الجنرال دفورنيكوف وقائد القوات المحمولة جواً الجنرال أندريه سيرديوكوف".
صحيفة "التلغراف" اعتبرت في تقرير أن إقالة الجنرال ألكسندر دفورنيكوف الملقب بـ"بجزار حلب" والذي اختير، في أبريل الماضي، لقيادة الهجوم في شرقي أوكرانيا، بـ"مثابة تغيير كبير آخر للقيادة العسكرية الروسية".
وعلى الرغم من أنه قاد القوات الروسية في أوكرانيا منذ أبريل الماضي، إلا أن دفورنيكوف لم يُشاهد علناً منذ أكثر من شهر، بحسب صحيفة "تلغراف" التي أشارت إلى أن "بوتين محبط من طريقة تطور الحرب".
ونقلت "التلغراف" عن وسائل إعلام متخصصة بالتحقيقات الاستقصائية أن "الجنرال جينادي زيدكو قد حل محل دفورنيكوف كقائد عام للقوات الروسية في أوكرانيا".
ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية بعد على هذه الأنباء، لكن الصحيفة ذكرت أن "ذلك يأتي بعد أسابيع من الشائعات غير المؤكدة حول استياء بوتين من أداء دفورنيكوف".
ولفت الصحيفة إلى أن بوتين سبق وأن شعر في مارس الماضي، بـ"الإحباط بسبب فشل قواته في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف"، مشيرةً إلى أنه أقال حينها "8 جنرالات بالجيش الروسي بالإضافة إلى رئيس وحدة الاستخبارات".
وتأتي هذه التصريحات فيما اعترف الجيش الأوكراني، في وقت سابق السبت، بسقوط مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية، الواقعة في منطقة دونباس بشرق البلاد، في يد القوات الروسية، مؤكداً انسحاب القوات الأوكرانية من المدينة "بالكامل".
من هو دفورنيكوف؟
ويعد دفورنيكوف البالغ من العمر 60 عاماً أول قائد للعمليات العسكرية الروسية في سوريا، بعد أن أرسل بوتين قوات بلاده هناك في سبتمبر 2015 لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وخلال قيادة دفورنيكوف في سوريا التي استمرت حتى يونيو 2016، دعمت الطائرات الروسية نظام الأسد الذي فرض حصارًا على شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، إذ نفذت الطائرات قصفاً واسعاً النطاق وعشوائية استهدفت مدنيين، وأحياء، ومستشفيات.
وكانت روسيا تمتلك قاعدة بحرية واحدة في سوريا قبل الحرب، ودعمت الأسد دبلوماسياً منذ بداية الأزمة. وابتداءً من عام 2015، ساعدت موسكو الحروب الجوية التي شنها الأسد ضد المدن والمدنيين السوريين، ما حّول الأمر لصالح الأسد.
ومنذ ذلك الحين، استعاد الرئيس السوري السيطرة على جميع أنحاء البلاد تقريباً، ولكن معظم الأنحاء ما زالت تعاني من الجروح العميقة التي خلفتها سياسة "الأرض المحروقة" التي اتبعها تحالف الأسد.
وحصل دفورنيكوف على وسام بطل الاتحاد الروسي في عام 2016، عن قيادته لعمليات الروسية في سوريا، فيما تسلم عقب ذلك دفورنيكوف الإشراف على القوات الروسية في جنوب وشرق أوكرانيا، قبل أن يتولى مهام قيادة الحرب في أبريل الماضي.
وجاءت الخطوة بعد تعثر الجهود الأولية لروسيا للاستيلاء على كييف وما تبقى من أوكرانيا في مواجهة مقاومة "أقوى من المتوقع" من قبل القوات الأوكرانية، بالإضافة إلى عوامل أخرى شملت الإخفاقات اللوجستية وانخفاض الروح المعنوية بين الجنود الروس.
وقال الباحث في معهد "رويال يونايتد سيرفيسز" في لندن صموئيل راماني لـ"التلغراف" إن دفورنيكوف "ربما استغرق وقتاً طويلاً من أجل السيطرة على دونباس، التي كانت أولوية لبوتين منذ فشله في الاستيلاء على كييف في مارس الماضي".
ولفت إلى أن "دفورنيكوف حُدد له تاريخ 10 من يونيو الجاري كهدف للاستيلاء على منطقة سيفيرودونتسك"، موضحاً أنه "عقب فوات الموعد المستهدف استخدم تكتيكاته الهجومية تشابه العمليات التي نفذت في حلب" السورية.
اقرأ أيضاً: