يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، في البيت الأبيض، الجمعة، في أول اجتماع شخصي للرئيس الأميركي مع زعيم أجنبي بالبيت الأبيض، منذ توليه سدة الحكم في يناير الماضي.
وبحسب شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، يعكس قرار بايدن باستضافة سوغا في أول اجتماع مباشر له، اهتمام إدارته بتعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها في آسيا، في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على مواجهة الصين، التي باتت أكثر قوة وصرامة.
وتتوقع الشبكة الأميركية، أن يبدأ سوغا سلسلة اجتماعاته باجتماع بنائبة الرئيس، كامالا هاريس، في مقر إقامتها في المرصد البحري. ويعقب ذلك اجتماع خاص مع الرئيس بايدن في البيت الأبيض. ويليه اجتماعات موسعة مع كبار مسؤولي الإدارة وعدد من الوزراء.
وصرح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لـ "إن بي سي نيوز"، بأنه من المتوقع أن تشهد هذه الاجتماعات مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالصين، بما في ذلك "الأنشطة العسكرية الصينية المتزايدة في مضيق تايوان"، و"انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ وهونغ كونغ".
وبرغم الضغوط لمواجهة الصين بشكل أكثر مباشرة، تجد اليابان نفسها في وضع حرج بسبب علاقاتها الاقتصادية مع بكين وتقاربهما الجغرافي.
وأوضح المسؤول الأميركي للشبكة الإخبارية، أن أياً من الدولتين لا تريد تصعيد حدة التوترات مع الصين، أو إثارتها، "لكننا، في الوقت نفسه، نحاول إرسال إشارة واضحة"، مضيفاً: "إننا ندرك جيداً حجم وعمق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين اليابان والصين، ونقدر تماماً حرص رئيس الوزراء الياباني على اتباع مسار بالغ الدقة".
وبحسب "إن بي سي نيوز" أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن المقابلة الشخصية الثانية للرئيس بايدن ستكون مع الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، نهاية الشهر المقبل، في واشنطن، ما يشير بجلاء إلى التزام الرئيس الأميركي بتعزيز تحالفات واشنطن في المنطقة.
وقام وزيرا الخارجية والدفاع بزيارة اليابان وكوريا الجنوبية في أولى رحلاتهما خارج البلاد الشهر الماضي.
ومن المرجح أن تكون كوريا الشمالية أيضاً على رأس جدول أعمال الاجتماع الرئاسي، الجمعة، بعد أن اختبرت بيونغيانغ إطلاق صاروخين بالستيين في بحر اليابان، الشهر الماضي، في أعقاب إجراء اختبارين أصغر للصواريخ.
ودان بايدن عمليات إطلاق الصواريخ البالستية الثانية، التي تمثل انتهاكاً لقرار الأمم المتحدة.
وأوضح المسؤول لـ "إن بي سي نيوز"، أن بايدن سيمنح الأولوية أيضاً لمناقشة "علاقات اليابان المتوترة مع كوريا الجنوبية"، حيث قررت الحكومة اليابانية، هذا الأسبوع، البدء في "إطلاق المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما النووية المحطمة إلى المحيط الهادئ في غضون عامين"، وهو ما انتقدته كوريا الجنوبية بشدة، وتعهدت بالتصدي له.
وقال المسؤول: "إنه لمن دواعي قلقنا إلى درجة مؤلمة، أن نرى العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية تتردى إلى هذا المستوى"، مضيفاً: "نعتقد دائماً أن التوترات السياسية تعوق قدراتنا على أن نكون فعالين في شمال شرق آسيا".
وترجح "إن بي سي نيوز"، أن تبرز دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020، المقرر إقامتها هذا العام في طوكيو، أيضاً كإحدى أولويات أجندة الاجتماع الرئاسي الأميركي الياباني، الجمعة، وسط تزايد الشكوك في إمكانية إقامة هذه البطولة بأمان مع تفشي الموجة الرابعة من جائحة فيروس كورونا.
لكن من غير المرجح أن يضغط بايدن على سوغا لإلغاء هذه البطولة المؤجلة من العام الماضي. وقال المسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس بايدن لـ "إن بي سي نيوز": "على المستوى الأساسي، الرئيس متعاطف للغاية، وهو محب للرياضة".
وتتوقع الشبكة الإخبارية الأميركية أن تشمل قائمة أعمال الاجتماع أيضاً مناقشة موضوعات تتعلق بقضايا التجارة والتغير المناخي والجائحة وسلاسل الإمدادات وتكنولوجيا الجيل الخامس، من ضمن موضوعات أخرى.