لأول مرة منذ "أزمة الغواصات".. وزير الخارجية الأميركي يزور فرنسا

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقاء مع قادة العمل المحليين في ولاية بنسلفانيا - 30 سبتمبر 2021 - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقاء مع قادة العمل المحليين في ولاية بنسلفانيا - 30 سبتمبر 2021 - REUTERS
واشنطن -الشرق

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، أنه سيزور فرنسا، الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أنه التقى السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة فيليب إيتيان، وخاض معه "نقاشاً مثمراً حول خطوات التقدم في العلاقة بين الولايات المتحدة وفرنسا، وناقشنا التعاون الدولي".

وقال مسؤول بالوزارة، إن بلينكن سيؤكد خلال الزيارة، أن الشراكة مع فرنسا تُشكل إحدى أقوى العلاقات بالنسبة للولايات المتحدة.

الزيارة هي الأولى من نوعها في أعقاب استدعاء فرنسا سفيرها في واشنطن، على خلفية أزمة الغواصات، حيث وقعت واشنطن وأستراليا وبريطانيا اتفاقية لتوريد غواصات أميركية إلى أستراليا، ما أدى إلى إلغاء صفقة فرنسية بقيمة 66 مليار دولار. 

وأشار المسؤول في تصريحات صحافية عبر الهاتف، إلى أن تحالف "أوكوس" بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، والذي تم على إثره توقيع اتفاقية توريد الغواصات أميركية لأستراليا، لن يكون بديلاً عن التحالفات الأميركية القائمة، مرحباً بانضمام فرنسا إلى هذه الشراكة.

ومن المتوقع أن يزور بلينكن فرنسا في الفترة من 4 إلى 6 أكتوبر الجاري بحسب بيان الخارجية الأميركية، وذلك في أول زيارة رسمية لمسؤول أميركي إلى باريس بعد أزمة الغواصات، حيث سيترأس بلينكن اجتماع المجلس الوزاري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وأضاف المسؤول الأميركي: "الفرنسيون كانوا واضحين في شعورهم بشأن زعزعة الثقة بالولايات المتحدة. وزيارة وزير الخارجية تأتي لتمهيد الطريق لكيفية تعميق التعاون والتنسيق بين البلدين".

وتابع: "تلتزم الولايات المتحدة بشدة بتعزيز العلاقات عبر الأطلسي. ونحن نتطلع إلى تعميق التعاون مع فرنسا في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، وستلعب فرنسا دوراً حاسماً في استراتيجية الاتحاد الأوروبي هناك".

وأوضح بيان الخارجية الأميركية أن بلينكن سيلتقي نظيره الفرنسي لمواصلة النقاش حول تعزيز العلاقات الحيوية إلى جانب مجموعة من القضايا تشمل الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وألغت أستراليا منتصف سبتمبر الماضي صفقة غواصات فرنسية بقيمة 66 مليار دولار، بعد توقيعها تحالفاً دفاعياً جديداً مع الولايات المتحدة وبريطانيا تحت اسم "أوكوس"، وهو شراكة أمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادي ستساعد أستراليا في الحصول على 8 غواصات أميركية تعمل بالطاقة النووية، من المتوقع أن يتم تسلمها بين عامي 2035 و2040.

وأجرى الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً هاتفياً في الأسبوع التالي تعهّدا خلاله ببدء "مشاورات مكثفة" حول علاقات البلدين.

وتسبب إلغاء الصفقة في توتر كبير بين فرنسا من جهة وأستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا من ناحية أخرى، إذ اعتبرت فرنسا القرار "طعنة في الظهر"، وأن معاملة الولايات المتحدة لحلفائها تشبه الدرب الذي سار عليه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وكانت الولايات المتحدة، تعهدت بالانتقال من الأقوال إلى "الأفعال" للتغلب على الأزمة مع فرنسا، ولكنها أقرت في الوقت ذاته، على غرار باريس، بأن الأمر سيستغرق "وقتاً"،

وخلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال بلينكن إن بلاده تدرك أن المصالحة مع فرنسا "ستستغرق وقتاً وتتطلب عملاً دؤوباً" من جانب واشنطن، متعهداً بالعمل على إعادة بناء الثقة مع فرنسا، الحليف الأقدم لأميركا، مشيراً إلى المصالح المشتركة بما في ذلك الحملة الفرنسية ضد تنظيم "داعش".

وتابع: "نحن ندرك أن هذا سيتطلب وقتاً وعملاً دؤوباً، ولن يُترجَم ببياناتٍ فحسب، بل أيضاً بأفعال".

كما تحدث الوزير الأميركي مطولاً عن أهمية فرنسا، لا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي أعلنت فيها واشنطن التحالف مع أستراليا وبريطانيا. 

وتأتي زيارة بلينكن إلى باريس الأسبوع المقبل في إطار مساعي الولايات المتحدة إلى تهدئة التوتر الذي أعقب صفقة الغواصات مع أستراليا، لاسيما أن فرنسا أبدت استياءها ممّا وصفته غياب الثقة بين الحلفاء.

اقرأ أيضاً: