بوتين: الغرب تجاهل مخاوفنا.. ورئيس وزراء المجر: الاتفاق بشأن أوكرانيا ممكن

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي مشترك في موسكو - 1 فبراير 2022 - via REUTERS
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي مشترك في موسكو - 1 فبراير 2022 - via REUTERS
موسكو/ دبي -وكالاتالشرق

أكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الثلاثاء، عقب مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، أن الاتفاق بين روسيا والقوى الغربية بشأن الأزمة في أوكرانيا "ممكن"، في حين اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الغرب "تجاهل" مخاوف بلاده بشأن أوكرانيا. 

والمجر عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" وفي الاتحاد الأوروبي، بينما جزء من التوتر الحالي بين موسكو من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى ناجم عن تخوّف روسيا من انضمام أوكرانيا الواقعة على حدودها إلى الحلف العسكري.

وقال أوربان في مؤتمر صحافي عقب لقاء بوتين، إنه يمكن الوصول إلى "نقط التقاء" بشأن الخلافات بين الغرب وروسيا، لكنه أشار إلى أن استعداد أعضاء "الناتو"، للموافقة على مقترحات الضمانات الأمنية التي قدمتها روسيا "ما يزال بعيداً".

ولفت رئيس الوزراء المجري، إلى أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا "ألحقت أذى أكبر بالمجر من روسيا".

في المقابل، قال بوتين إنه "من الواضح" أنّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اختارا "تجاهل" مخاوف روسيا الأمنية بدليل رفضهما الشروط الروسية في إطار المواجهة بشأن أوكرانيا.

وأضاف بوتين بعد لقائه رئيس الوزراء المجري: "نحلّل الردود الخطية التي تلقّيناها من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (...) لكن من الواضح من الآن تجاهل مخاوف روسيا المبدئية".

"لقاء شبه استثنائي"

وفي بداية لقائهما، قال أوربان اليميني المحافظ، إنه وبوتين سيبقيان على رأس السلطة في بلديهما لفترة طويلة، وفق ترجمة روسية لكلامه الذي نُقل على التلفزيون.

وسيخوض أوربان في أبريل المقبل، انتخابات تشريعية ستتسم بمنافسة شديدة، في مواجهة مرشّح تحالف معارض. وتتّهمه المعارضة بكسر الوحدة الأوروبية عبر زيارة الكرملين.

ولا يستقبل بوتين مسؤولين أجانب، إلا نادراً، بفعل القيود المفروضة لاستيعاب جائحة كوفيد-19. وفي حدث أيضاً شبه استثنائي، عقد معه مؤتمراً صحافياً مشتركاً.

وكان الكرملين أعلن أن الزعيمين سيناقشان التجارة والطاقة إلى جانب "المشاكل القائمة حالياً والمتمثلة في ضمان أمن أوروبا"، في إشارة إلى الخلاف بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.

وأفاد أوربان بدوره أنه سيسعى للتوصل إلى اتفاق على زيادة واردات الغاز من روسيا إلى بلاده، في وقت تتهم فيه أطراف في أوروبا، روسيا بالتسبب بأزمة طاقة بهدف الضغط على الدول الأوروبية.

وأصدرت أحزاب المعارضة المجرية بيانا مشتركا نهاية الأسبوع دعت فيه أوربان إلى إلغاء الزيارة التي اعتبرت أنها "تتعارض مع مصالحنا الوطنية".

ولفتت المعارضة المجرية إلى أن اللقاء "سيشجّع الرئيس الروسي على تصعيد الوضع الحالي المتوتر بشكل إضافي".

الأزمة الأوكرانية

واتّهم الرئيس الأميركي جو بايدن موسكو بالتخطيط لغزو أوكرانيا عبر حشد قوات عند الحدود ولوّح بعقوبات اقتصادية قاسية حال قيامها بذلك.

ويرجّح بأن تُقابل زيارة أوربان بعدم ارتياح لدى حلفاء المجر الأقرب في الاتحاد الأوروبي، لا سيما بولندا.

وتزامناً مع زيارة أوربان إلى موسكو، سيزور حليفه المقرّب رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافسكي كييف للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المدعوم من الغرب.

وخلال اجتماع للتيارات الأوروبية المحافظة نظّمه اليمين المتشدد الإسباني في مدريد نهاية الأسبوع وحضره مورافسكي أيضاً، أكد أوربان أنّ أوكرانيا "مسألة مهمة للغاية" بالنسبة لوسط أوروبا.

وشدّد على أنه يفضّل "السلام وخفض التصعيد"، وفق ما نقل عنه مكتبه. في الأثناء، نأى بنفسه عن ترديد المخاوف السائدة في الاتحاد الأوروبي حيال حشد روسيا قواتها على حدود أوكرانيا.

موقف المجر

واتّبعت المجر التي انضمت إلى حلف شمال الأطلسي عام 1999 والاتحاد الأوروبي في 2004، نهجاً مهادناً حيال أوكرانيا التي تشاطرها حدوداً برية قصيرة.

ولفت وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو إلى أن بودابست تبحث في طلب أميركي لنشر قوات حلف شمال الأطلسي في المجر، لكنه وصف التقارير التي أشارت إلى أن عديدها قد يصل إلى آلاف الجنود بـ"الأنباء الزائفة".

وسبق أن أشار إلى أن المجر عضو مخلص لحلف شمال الأطلسي، ولا ترغب في "حرب باردة جديدة".

وأعلن بايدن، خططاً لإرسال جنود أميركيين إلى الدول الأعضاء في حلف الأطلسي في شرق أوروبا، لكن ليس إلى أوكرانيا نفسها غير المنضوية في الحلف.

ويحظى أوربان بشعبية واسعة في الداخل رغم أنّ معارضين يتّهمونه بالفساد وبتحويل المجر إلى دولة استبدادية بشكل متزايد.

وتأتي زيارة موسكو قبل شهرين من تنظيم انتخابات غاية في الأهمية في المجر حيث تشير الاستطلاعات إلى أن الفارق ضئيل بين أوربان وتحالف معارض.

وباتت بودابست في عهد أوربان الذي بدأ مسيرته السياسية في حركة في المجر مدافعة عن الديموقراطية ومناهضة للسوفيات، من بين أقرب شركاء روسيا في الاتحاد الأوروبي.

وفي مؤشر على هذا التقارب، كانت المجر أول دولة في الاتحاد الأوروبي توافق على استخدام لقاح "سبوتنيك-في" الروسي ضد فيروس كورونا، علما أنه لم يحصل قط على الضوء الأخضر من وكالة الأدوية الأوروبية.

تصنيفات