
تعهدت حركة طالبان الأفغانية، السبت، بعدم التدخل في الجهود الدولية لتوزيع المساعدات على عشرات آلاف الأفغان الذين تضرروا جراء الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد هذا الأسبوع.
وجاء زلزال الأربعاء، في وقت تعاني فيه أفغانستان من أزمات اقتصادية وحياتية كبيرة مع تقلص تدفق المساعدات وخاصة المالية منها منذ عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس الماضي 2021.
والمنطقة الشرقية الوعرة على طول الحدود مع باكستان هي الأكثر تأثراً بالزلزال الذي بلغت قوته 5.9 درجات، وأودى بحياة أكثر من ألف شخص أثناء تواجدهم في بيوتهم بينما شُرد الآلاف.
واشتكت منظمات الإغاثة في الماضي من تحويل سلطات طالبان المساعدات إلى المناطق التي تدعمها، أو حتى مصادرة السلع وتوزيعها بنفسها.
لكن خان محمد أحمد المسؤول الرفيع في ولاية بكتيكا المتضررة بشدة، أفاد أنه "لن يتم التدخل في جهود الإغاثة التي تقوم بها المنظمات الدولية".
وتابع: "سواء كان برنامج الأغذية العالمي أو اليونيسف أو أي منظمة أخرى (...) المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة (...) فهم سيقومون بالتوزيع بأنفسهم"، مؤكداً أن "عناصرنا (طالبان) سيواكبونهم دوماً (للمساعدة)".
تحد كبير
وتشكل الكارثة تحدياً لوجيستياً كبيراً لحكومة طالبان التي عزلت نفسها عن معظم أنحاء العالم من خلال فرض قيود مشددة خاصة على النساء والفتيات.
ورغم ذلك سارع المجتمع الدولي إلى الاستجابة لكارثة الزلزال وبدأ في إرسال المساعدات، مع عدم ضمان وصولها دائماً إلى من هم بأمس الحاجة إليها.
وأثنى كبير مسؤولي الأمم المتحدة في أفغانستان رامز آلاكباروف على "صمود الأفغان وشجاعتهم" بعد قيامه بجولة، السبت، في منطقة الكارثة.
وأضاف لوكالة "فرانس برس": "ما هذا الثبات في وجه هذه المحنة (...) التي يمكن أن اقول إنها محنة لامتناهية".
وشدد على أن "المصاعب والمأساة متواصلة، ورغم ذلك هؤلاء الناس رحومين وأقوياء جداً وعلى استعداد لتخطيها، وهم متحدون كجماعة ومجتمع".
وأصبح تقديم المساعدات أكثر صعوبة لأن الزلزال ضرب مناطق شهدت قبل ذلك تساقط أمطار غزيرة، ما تسبب في سقوط صخور وانزلاق أتربة جرفت قرى صغيرة منتشرة بشكل عشوائي على المنحدرات الجبلية. كما تضررت أبراج شركات الاتصالات وأعمدة خطوط الكهرباء.
وقدّر مسؤولون، أن نحو ألف منزل قد دُمر بسبب الزلزال، وهو رقم خطير بالنظر إلى أن معدل أفراد الأسرة الذين يقطنون في منزل واحد يصل إلى أكثر من 20 فرداً.
وأفغانستان بلد عرضة للزلازل خاصة في سلسلة جبال هندو كوش، بالقرب من تقاطع الصفائح الأوراسية والهندية.
وكان أقوى زلزال شهدته البلاد في السنوات الأخيرة في عام 1998 في ولايتي تخار وبدخشتان بشمال شرق البلاد وأسفر عن مقتل 5 آلاف شخص.