تواصل الاحتجاجات ضد شح المياه في إيران.. و"الحرس الثوري" يتدخل

تواصلت الاحتجاجات ضد شح المياه في محافظة خوزستان الإيرانية، مساء الاثنين، لليلة الخامسة على التوالي، وتدخلت الشرطة والحرس الثوري لقمعها بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع.

وبحسب موقع "إيران إنترناشيونال"، شارك في التظاهرات أهالي 11 مدينة من المحافظة الواقعة جنوب غربي إيران، بما في ذلك العاصمة طهران، ومدن الخفاجية والفلاحية، وكوت عبدالله، والحميدية، والخلفية، ورامز، ومعشور، وويس، والجراحى، وشاوور، وأجزاء كبيرة من الأحواز، وذلك رغم انتشار آلاف القوات الخاصة والوحدات الأمنية.

ونقل الموقع، أن مجموعة من الإيرانيين خرجت في مظاهرة ضد النظام الإيراني، وهتف المتظاهرون: "الموت لنظام الجمهورية الإسلامية والموت لولاية الفقيه"، وفقاً للموقع.

وكان نشطاء إيرانيون في الأحواز وعموم إيران، طالبوا المحافظات الأخرى بالتضامن مع مظاهرات المدن الأحوازية التي خرجت في تظاهرات لليوم الخامس، وتنظيم مظاهرات مشابهة.

تظاهرات في الأحواز

وفي الأحواز، خرج متظاهرون في أزقة حي علوي وكمبلو ومندلي إلى الشوارع للاحتجاج، فتم إرسال الشرطة و"الحرس الثوري" الإيراني إلى المنطقة. وأطلق عناصر القوتين الرصاص الحي على المتظاهرين، بشكل مباشر، إضافة إلى الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل، وفق ما نقله موقع "إيران إنترناشيونال" عن مصادر محلية، وأكده بناء على أحد مقاطع الفيديو التي تلقاها.

وفي الخفاجية، ورغم الاشتباكات العنيفة مع الشرطة وقوات الأمن يوم الأحد، نزل الأهالي إلى الشوارع، وتظاهروا مجدداً ليل الاثنين، هاتفين بشعارات تطالب باستقالة المحافِظ، وإطلاق سراح السجناء، وفق ما نقله "إيران إنترناشيونال" عن مقاطع الفيديو التي تلقاها.

وفي مدينة ويس، تجمعت مجموعة من الأهالي ليل الاثنين للانضمام إلى احتجاجات شح المياه؛ وكذلك في كوت عبد الله، مرکز مدينة كارون، نزل الأهالي إلى الشوارع ورددوا هتافات احتجاجية، وأيضاً في مدينة الجراحي، حيث انضم الأهالي إلى الاحتجاجات ونظموا مظاهرات في حي تشمران.

وعلى الرغم من الأجواء الأمنية المشددة والوجود الكبير للقوات الخاصة في الحميدية، احتج أهالي المدينة، وكانت مشاركة النساء أكثر وضوحاً في مظاهرات مساء الاثنين، بحسب ما نقله "إيران إنترناشيونال" عن مصادر محلية.

وانضمت مجموعة من أهالي الخلفية/رامشير إلى احتجاجات نقص المياه في المحافظة، وتظاهروا في شوارع هذه المدينة.

وفي شاوور، حضت قوات الوحدة الخاصة المتظاهرين على فض الاحتجاج، مخاطبة إياهم عبر مكبر الصوت بالقول "ارجعوا إلى بيوتكم، التجمع في الشارع ممنوع"، وفق ما نقله الموقع عن مقطع فيديو.

مشاركة نسائية فاعلة

وبحسب "إيران إنترناشيونال"، كان حضور النساء في احتجاجات ليلة الاثنين أكثر من الليالي الأربع الماضية. 

ففي الخفاجية، انضم عدد من النساء إلى احتجاجات الشوارع بين الرجال والشباب المتظاهرين. وكذلك في الأحواز، شاركت النساء في تظاهرات حي علوي، ودعت إحداهن الناس إلى الاحتجاج على قمع أهالي الخفاجية، قائلة: "كلنا اجتمعنا، فلننتقل إلى الأمام"، "ملعونون هؤلاء القوم الظالمون"، وفق ما ظهر في أحد مقاطع الفيديو.

وكانت الاحتجاجات اندلعت ليلة الخميس الماضي، بسبب نقص حاد في المياه في محافظة خوزستان الغنية بالنفط، ما أثر على الأسر، ودمر الزراعة وتربية الماشية، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مدن وبلدات عدة.

وخلال بعض الاحتجاجات، صب الناس غضبهم على المرشد الإيراني علي خامنئي، وهتفوا "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي"، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز".

وأكدت مصادر مستقلة لـ"إيران إنترناشيونال" مقتل شابين على الأقل هما مصطفى نعيماوي وقاسم خضيري برصاص قوات الأمن. كما اعتقلت الشرطة وقوات الأمن عشرات المتظاهرين في مدن مختلفة من خوزستان.

رسالة بهلوي للعسكريين

ووفق "إيران إنترناشيونال"، فإنه بالإضافة إلى قوات الأمن والباسيج والحرس الثوري ووحدة شرطة خوزستان الخاصة، تم نقل آلاف من قوات الأمن والوحدات الخاصة إلى خوزستان براً وجواً، لقمع التظاهرات.

وأمام هذا الواقع، قال رضا بهلوي، نجل شاه إيران الراحل، إن "خامنئي مسؤول بشكل مباشر عن سفك دماء خوزستان ظلماً". 

وفي رسالة وجهها الثلاثاء وحملت عنوان "رسالة للعسكريين والمواطنين بخصوص الاحتجاجات في خوزستان"، خاطب بهلوي القوات المسلحة في إيران، قائلاً إن "واجبكم الوطني والإنساني كجنود إيرانيين هو الدفاع عن شعبكم وحمايته. ليس لكم الحق في إطلاق النار على الناس، دافعوا عن مواطنيكم المتعطشين للدفاع عن وطنهم".

وأضاف بهلوي: "اعلموا أن التضامن مع الوطن والعيش بكرامة أكثر أماناً من العبودية للمجرمين". وأكد أنه "من جهتي، في اليوم التالي لتحرير إيران، سأدافع عن أولئك الذين أداروا ظهورهم للنظام ولجؤوا إلى حضن إيران".

أسوأ جفاف منذ 50 عاماً

وتواجه إيران أسوأ جفاف منذ 50 عاماً. وتظهر الدراسات الدولية أن جداول المياه الجوفية الإيرانية تم تفريغها بشدة بسبب الاستخدام الواسع لها، إذ أعلنت المجلة العلمية "نيجر" استخراج 74 كيلومتراً مربعاً من المياه من جداول المياه الجوفية تحت الأرض الإيرانية منذ عام 2002 إلى عام 2015.

وقبل أسبوعين تقريباً، قال مدير شركة المياه والصرف الصحي الإيرانية، حميد رضا جانباز، في تصريح صحافي، إنه "من بين 304 مدن تتعرّض لنقص المياه، هناك 101 مدينة إيرانية في حالة حمراء (أسوأ الدرجات) من حيث توفر المياه".