واشنطن تحض أنقرة على "وقف فوري" للتصعيد في سوريا

time reading iconدقائق القراءة - 7
صورة نشرها التلفزيون السوري لحريق منشأة نفطية بعد غارة جوية تركية قرب تل عودة في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا- 23 نوفمبر 2022 - AFP
صورة نشرها التلفزيون السوري لحريق منشأة نفطية بعد غارة جوية تركية قرب تل عودة في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا- 23 نوفمبر 2022 - AFP
دبي/ واشنطن/ بيروت-الشرقرويترزأ ف ب

أعلنت الولايات المتحدة أنّها تتفهم ما سمته "المخاوف الأمنية المشروعة" لتركيا في ما يتعلق "بالإرهاب"، لكن دعتها إلى "الوقف الفوري" للتصعيد في شمال سوريا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان، إن "الولايات المتحدة تدعو إلى وقف فوري للتصعيد في شمال سوريا".

وأضاف: "نشعر بقلق بالغ إزاء الأعمال العسكرية الأخيرة التي تزعزع استقرار المنطقة، وتهدد هدفنا المشترك لمحاربة داعش، وتُعرّض المدنيين والجنود الأميركيين للخطر"، معرباً عن خالص التعازي لوقوع خسائر في أرواح المدنيين في سوريا وتركيا.

وتابع: "نتفهم أن تركيا لديها مخاوف أمنية مشروعة في ما يتعلّق بالإرهاب. في الوقت نفسه، عبرنا باستمرار عن مخاوفنا الجدية بشأن تأثير التصعيد في سوريا على أهدافنا (لمحاربة) داعش، وعلى المدنيين على جانبي الحدود".

تهديد سلامة الأميركيين

من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الأربعاء، بأن الضربات الجوية التركية الأخيرة في شمال سوريا "هددت سلامة العسكريين الأميركيين"، مشيرة إلى أن "الوضع المتصاعد يعرِض للخطر سنوات من التقدم ضد مقاتلي تنظيم داعش".

وقال المتحدث باسم البنتاجون، البريجادير جنرال بات رايدر، في بيان، إن "الضربات الجوية الأخيرة في سوريا هددت بشكل مباشر سلامة الأفراد الأميركيين الذين يعملون في سوريا مع شركاء محليين لهزيمة تنظيم داعش".

وفي وقت سابق، الأربعاء، قالت القيادة المركزية للجيش الأميركي، إنَّ غارة تركية في شمال سوريا عرَّضت قواتها "للخطر".

واستهدفت مسيّرة تركية، الثلاثاء، قاعدة عسكرية مشتركة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، والتحالف الدولي بقيادة واشنطن في محافظة الحسكة (شمال شرقي)، وفق ما أعلنته "قسد"، مشيرة إلى سقوط اثنين من عناصرها.

وقال المكتب الإعلامي للقيادة المركزية لوكالة "فرانس برس"، الأربعاء: "تلقينا معلومات.. أفادت بأنه كان ثمة خطر على القوات والأفراد الأميركيين" جراء القصف التركي، من دون تسجيل أي إصابات في صفوفهم.

والتحالف الدولي هو الداعم الرئيس لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، وعمودها الفقري "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تصنّفها أنقرة منظمة "إرهابية"، وتعتبرها امتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني".

وينتشر بضع مئات من عناصر قوات التحالف الدولي، وأبرزها القوات الأميركية، في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، ويتمركزون في قواعد في محافظة الحسكة والرقة (شمال) ودير الزور (شرق).

"قسد": أميركا لديها "واجب أخلاقي"

من جانبه، اعتبر اللواء مظلوم كوباني قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال سوريا، أنّ الولايات المتحدة لديها "واجب أخلاقي" لبذل مزيد من الجهد، من أجل منع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من إصدار أمر بشن هجوم بري على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال شرقي سوريا.

وقال في مقابلة مع موقع "أكسيوس" الأميركي، الأربعاء، إنه على الرغم من أنه تلقى معلومات استخباراتية مقلقة تفيد بأن تركيا طلبت من وكلائها المحليين الاستعداد لهجوم بري، لا يزال بإمكان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إقناع أردوغان بالتراجع.

وأوضح مظلوم أن استراتيجية تركيا تتمثل في الإعلان عن عملية، وإجراء بعض الاستعدادات، ثم اختبار ردود أفعال الولايات المتحدة وروسيا.

ومضى قائلاً: "أعتقد أنه بمجرد أن ترى (تركيا) أنه لا توجد معارضة قوية من الأطراف الفاعلة الرئيسية، فإنهم سيمضون قدماً"، معرباً عن اعتقاده بأن "ردود الفعل ليست كافية حتى الآن لمنع الأتراك من شن هذه العملية".

نلتزم بمنع "التصعيد"

وأشار مظلوم إلى أنّ مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا (لم يذكر أسماءهم) أبلغوا قوات سوريا الديمقراطية بأنهم لم يتم إخطارهم من قبل تركيا قبل الضربات، مؤكداً أنّ قواته ملتزمة بمنع "التصعيد"، لكن "إذا حدث القتال فإن قواتنا ستدافع عن نفسها وشعبها حتى سقوط آخر واحد منا".

وحذر من أن "العملية هذه المرة لن تكون محدودة، وستكون هناك فوضى على طول الحدود مع تركيا".

وأردف: "نعتقد أن الرئيس بايدن سيفي بوعوده ويحمي الأكراد من التطهير العرقي في المنطقة من قبل الأتراك، كما وعد خلال حملته الرئاسية"، وتابع أنه بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها "قسد" في الحرب ضد "داعش"، التي راح ضحيتها أكثر من 12 ألف جندي "نعتقد، وشعبنا يفعل الأمر ذاته، أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول لديها واجب أخلاقي للدفاع عن أسر هؤلاء الضحايا، وشعب هذه المنطقة".

اختراق المجال الجوي

وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر تركية وأخرى من المعارضة السورية، الثلاثاء، أن طائرات حربية تركية استخدمت المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة، لمهاجمة "وحدات حماية الشعب" الكردية في سوريا.

وقال مسؤول أمني تركي كبير، وشخصيتان بارزتان في المعارضة السورية على اتصال بالجيش التركي لـ"رويترز"، إنَّ طائرات مقاتلة حلَّقت في الأجواء السورية التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" المدعومة من الولايات المتحدة، وإن أنقرة على اتصال مع روسيا بشأن هذا الأمر.

وأوضح المسؤول الأمني ​​التركي أن "الطائرات التركية استخدمت المجال الجوي الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وروسيا. وأُجري بعض التنسيق مع هذين البلدين".

ضربات تركية

وتواصل تركيا استهداف مواقع المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، في حين أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "تصميمه" على التدخل لتأمين الحدود الجنوبية لبلاده. 

وقال أردوغان، الأربعاء، خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه "العدالة والتنمية" في العاصمة أنقرة: "لدى تركيا الوسائل لملاحقة ومعاقبة الإرهابيين المتورطين في الهجمات ضدها، داخل حدودها وخارجها".

وأضاف أن تركيا عازمة أكثر من أي وقت مضى على تأمين حدودها الجنوبية، وأن عملياتها "ستضمن وحدة أراضي سوريا وكذلك العراق"، حيث نفذت أيضاً عمليات ضد مسلحين أكراد.

وأطلقت تركيا ليلة السبت - الأحد، سلسلة ضربات جوية طاولت مواقع لـ"حزب العمال الكردستاني"، الذي يتخذ مقرات له في شمال العراق، والوحدات الكردية في سوريا، بعدما اتهمتهما بالوقوف خلف تفجير عبوة ناسفة في إسطنبول في 13 نوفمبر، أسفر عن سقوط ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح، فيما نفى الطرفان أي دور لهما في الاعتداء.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات