قصف روسي على كييف.. وبريطانيا تتوقع تغيير استراتيجية بوتين في أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
جندي أوكراني يلقّم مدفعاً من طراز "هاوتزر" استعداداً لقصف القوات الروسية بالقرب من خيرسون جنوب شرق البلاد - 28 يوليو 2022 - REUTERS
جندي أوكراني يلقّم مدفعاً من طراز "هاوتزر" استعداداً لقصف القوات الروسية بالقرب من خيرسون جنوب شرق البلاد - 28 يوليو 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يسعى إلى تغيير استراتيجيته في الحرب التي تشنها بلاده على أوكرانيا، فيما تعرّضت العاصمة الأوكرانية كييف البعيدة عن ساحات القتال في شرق البلاد وجنوبها، الخميس، إلى قصف روسي بالقذائف والصواريخ للمرة الأولى منذ أسابيع.

ويواصل الجيش الأوكراني استعداداته لشن هجوم مضاد في خيرسون التي تسيطر عليها موسكو، بينما تغادر أول سفينة محملة بالحبوب، في أعقاب الاتفاق بين كييف وموسكو بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية، ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، الجمعة، في حال عدم وجود "قوة قاهرة تمنع ذلك". 

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عسكريين قولهم إن صاروخ كروز من طراز "كاليبر" سقط على قاعدة عسكرية في منطقة "فيشجورود" شمال كييف، كما تم إطلاق ما لا يقل عن 20 صاروخاً من بيلاروس على شمال البلاد.

ولفتت إلى أن 9 من الصواريخ الروسية استهدفت منطقة تشيرنيغوف، بينما قضت أنظمة الدفاع الجوي على الصواريخ الأخرى، كما تعرّضت مناطق خاركوف وميكولايف شمال شرقي أوكرانيا وجنوبها للقصف خلال الليل. 

وقال أوليكسي جروموف، المسؤول البارز في هيئة أركان القوات المسلحة الأوكرانية، إن "الضربة التي تعرّضت لها القاعدة العسكرية في شمال كييف دمرت مبنى وألحقت أضراراً بمبنيين آخرين"، مشيراً إلى أنه "تم إسقاط صاروخ كروز آخر أيضاً، ولكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات". 

"الحرب لم تنتهِ بعد في كييف"

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الضربات أنهت الفترة التي اتسمت بالهدوء في كييف، في وقت أصبحت الهجمات الصاروخية جزءاً من الحياة اليومية بالقرب من ساحات القتال في جنوب البلاد وشرقها. 

وقال حاكم منطقة كييف، أوليكسي كوليبا، إن الضربة التي شهدتها العاصمة كانت بمثابة "تذكير بأن الحرب لم تنتهِ بعد". 

من جانبه، يواصل الجيش الأوكراني الاستعداد لشن هجوم مضاد في خيرسون جنوب البلاد، التي احتلتها القوات الروسية منذ الأسابيع الأولى للحرب، فيما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الخميس، أن القوات الأوكرانية دمرت جسرين في المنطقة يستخدمهما الروس لإعادة إمداد قواتهم. 

وفي شرق أوكرانيا، واصلت القوات الروسية تقدمها نحو مدينتي سيفرسك وباخموت، حيث تمضي قدماً للاستيلاء على الأراضي المتبقية التي تسيطر عليها أوكرانيا في حوض دونباس. 

ووفقاً لمعهد دراسة الحرب، ومقره واشنطن، فإنه على الرغم من استمرار القوات الروسية في الاستيلاء على الأراضي، إلا أنها تبدو غير قادرة على شن عمليتين هجوميتين في أوكرانيا في وقت واحد. 

وأضاف المركز في تقرير أوردته الصحيفة: "خصصت القوات الروسية موارد كافية لشنّ هجمات برية شبه يومية والاستيلاء على الأراضي، ولكنها لم تتمكن من الحفاظ على وتيرة عمليات هجومية أو تحقيق مكاسب على الأرض مماثلة لأماكن أخرى في أوكرانيا". 

"تغيير استراتيجية بوتين"

وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يسعى إلى تغيير استراتيجيته في الحرب التي تشنها بلاده على أوكرانيا منذ فبراير الماضي، خصوصاً "بعد الإخفاق في مجالات كثيرة".

وأضاف في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية: "الروس يفشلون في الوقت الحالي على الأرض في عدة مجالات ... لقد فشلت خطة بوتين (أ، ب، ج)، وربما ينظر  حالياً في الخطة (د) المقبلة".

تأتي التصريحات بعدما قالت وزارة الدفاع البريطانية، في تقييمها اليومي، إن أفراداً من مجموعة "فاجنر" شبه العسكرية الروسية الخاصة كُلفت بقطاعات متعددة على خط المواجهة، بسبب نقص كبير في قوات المشاة القتالية شرقي البلاد.

وأضافت الوزارة في سلسلة تغريدات عبر تويتر: "من المحتمل أن يكون أفراد فاجنر قد تم تكليفهم بقطاعات محددة من خط المواجهة بطريقة مماثلة لوحدات الجيش العادية، ما يعد تغييراً كبيراً عن التوظيف السابق للمجموعة منذ عام 2015، عندما كانت تضطلع بمهام مختلفة عن النشاط العسكري الروسي المنتظم العلني والواسع النطاق".

وتابعت: "قوات فاجنر تعمل في أوكرانيا بالتنسيق مع الجيش الروسي منذ مارس الماضي، سيقوّض ذلك مستوى تكامل سياسة السلطات الروسية طويلة الأمد المتمثلة في إنكار الروابط بين الشركات العسكرية الخاصة والدولة الروسية".

وأشارت إلى أن دور مجموعة فاجنر "ربما تغيّر لأن وزارة الدفاع الروسية تعاني نقصاً كبيراً في مجموعات المشاة القتالية، ولكن من غير المرجح أن تكون تلك القوات كافية لإحداث فرق كبير في مسار الحرب".

تصدير الحبوب الأوكرانية

وفي سياق اتفاق تصدير الحبوب، قال مصدر مطلع لوكالة "ريا نوفوستي"، إن أول سفينة محملة بالحبوب ستغادر ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، الجمعة، في حال عدم وجود "قوة قاهرة تمنع ذلك".

وقعت روسيا وأوكرانيا الأسبوع الماضي اتفاقاً لاستئناف صادرات الحبوب والأسمدة العالقة في البحر الأسود، ولكن مخاوف تسود من أن يشكل عدم إيجاد عدد كاف من البحارة المستعدين للإبحار بالسفن العالقة في موانئ أوكرانيا تحدياً كبيراً أمام نجاح اتفاق ممر الحبوب المقترح الذي يهدف إلى تخفيف أزمة الغذاء العالمية.

وفيما افتتحت تركيا، الأربعاء، مركزاً لتنسيق استئناف الشحنات، لا تزال هناك قرابة 80 سفينة عالقة في أوكرانيا. وبعد إجلاء معظم أفراد طاقم تلك السفن بسبب الغزو الروسي، تبرز الحاجة لمزيد من البحارة في المنطقة لنقل الشحنات.

وفي بداية الصراع، تقطعت السبل بنحو ألفي بحار من جميع أنحاء العالم على متن 94 سفينة في الموانئ الأوكرانية.

وتشير بيانات المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، ومصادر من صناعة الشحن، إلى أن نحو 450 بحاراً فقط ظلوا على متن السفن المتبقية التي يقدر عددها بنحو 80 سفينة، معظمها تحمل الحبوب إلى جانب سفن شحن تنقل سلعاً أخرى.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات