الاستخبارات الأميركية تعترف: عاجزون عن تحديد أصول كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 5
معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في مدينة ووهان بالصين خلال زيارة فريق التحقيق حول منشأ كورونا من منظمة الصحة العالمية، 3 فبراير 2021 - REUTERS
معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في مدينة ووهان بالصين خلال زيارة فريق التحقيق حول منشأ كورونا من منظمة الصحة العالمية، 3 فبراير 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

قالت وكالات الاستخبارات الأميركية، الجمعة، إن فيروس كورونا "لم يُطور كسلاح بيولوجي"، مشيرة في الوقت نفسه إلى عجزها عن حسم منشأ الفيروس، في حين تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالضغط على الصين لحملها على التعاون.

جاء ذلك في تقرير استخباراتي أصدره مكتب مدير المخابرات الوطنية بناءً على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن بإجراء تحقيق في منشأ الفيروس الذي تسبب في وفاة 4.6 مليون شخص حول العالم منذ ظهوره.

ووصفت السفارة الصينية بالعاصمة الأميركية واشنطن، التقرير بأنه "غير موثوق علمياً"، مضيفة في بيان، السبت، أن التقرير، "ادعى بشكل خاطئ أن بكين تواصل إعاقة التحقيق العالمي في منشأ كورونا".

ووفقاً لما نقلته وكالة رويترز عن التقرير الذي رفعت السرية عن أجزاء منه، الجمعة، فإن وكالات الاستخبارات الأميركية تظل منقسمة حول المصدر الأكثر ترجيحاً لمنشأ الوباء، مشيرة إلى أن 3 من أجهزة الاستخبارات لا تزال عاجزة عن التوصل إلى تقييم نهائي في هذا الصدد، مع اختلاف محلليها بين من يرجح فرضية الأصل الطبيعي، ومن يميل نحو الأصل المختبري.

تقييمات مختلفة

وبحسب ما ورد في التقرير، تعتقد إحدى وكالات الاستخبارات أن الإصابة البشرية الأولى بالفيروس، كانت على الأرجح نتيجة لحادث في المختبر.

ووفقاً لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، فإن 4 وكالات استخباراتية قالت إن لديها ثقة منخفضة في أن الفيروس كان له أصل طبيعي.

لكن شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، قالت إن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن المسؤولين الصينيين لم يكونوا على دراية مسبقة بالفيروس، قبل ظهور تفشيه الأولي، مرجحة أن يكون الفيروس ظهر من خلال التعرض على نطاق صغير في مدينة ووهان الصينية.

"معلومات جديدة"

وأكد التقرير أنه من دون الحصول على معلومات جديدة، فإن الاستخبارات الأميركية ستظل عاجزة عن تقديم شرح قطعي لمنشأ كوفيد-19.

ولفت إلى أن مجتمع الاستخبارات، والمجتمع العلمي حول العالم، يفتقران إلى العينات السريرية والفهم الكامل للإصابات المبكرة بالفيروس، مشيراً إلى أنهما لو  حصلا على معلومات أكثر حول ظروف الإصابات الأولى لتغير تقييمهما لفرضيات المنشأ.

وقالت الاستخبارات الأميركية إلى إن "تعاون الصين سيكون على الأرجح ضرورياً من أجل التوصل إلى تقييم نهائي حول منشأ الفيروس"، متهمة الصين بالاستمرار في "عرقلة التحقيق الدولي، والامتناع عن مشاركة المعلومات، وإلقاء اللوم على الدول الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة".

واعتبرت الاستخبارات الأميركية هذه التصرفات دليلاً على عدم ثقة الصين في النتائج التي قد يسفر عنها التحقيق، وخوفها من استخدام المجتمع الدولي لهذه القضية لممارسة الضغط السياسي عليها، بحسب ما ورد في التقرير.

الضغط على الصين

وتعليقاً على التقرير، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، "توجد معلومات مهمة حول أصول هذا الوباء في جمهورية الصين الشعبية، ولكن منذ البداية، عمل المسؤولون الصينيون على منع المحققين الدوليين من الوصول إليها".

واتهم بايدن، الصين، بالاستمرار في "حجب المعلومات حتى يومنا هذا" على الرغم من استمرار ارتفاع حصلية الضحايا، مؤكداً أن الولايات المتحدة "ستواصل العمل مع شركائها في جميع أنحاء العالم للضغط على الصين لمشاركة المعلومات بشكل كامل، والتعاون مع المرحلة الثانية من تحقيق منظمة الصحة العالمية".

كما أكد أن واشنطن ستبذل كل ما "في وسعها لتتبع جذور هذه الجائحة التي تسببت في الكثير من الألم والموت في جميع أنحاء العالم، حتى نتمكَّن من اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لمنع حدوثها مرة أخرى".

البحث عن إجابات

وقال بايدن "يستحق العالم إجابات ولن أرتاح حتى نحصل عليها. إن الدول المسؤولة لا تتهرب من مسؤولياتها تجاه بقية العالم".

ويأتي هذا التقييم بعد سباق مع الزمن على مدى 90 يوماً، حيث كلف بايدن وكالاته الاستخباراتية، في مايو الماضي، بإعداد تقرير "يمكن أن يقربنا من استنتاج نهائي" بشأن أصول الفيروس.

وكان كثير من العلماء يشككون في أن هذه المراجعة الأميركية ستتمكن من حسم هذه المعضلة، وقال البعض إن التحقيق قد يتطلب "سنوات من البحث".

وقال ديفيد ريلمان، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة ستانفورد، الذي دفع باتجاه إجراء تحقيق موسع في كل الفرضيات المتعلقة بأصل الفيروس، "لا ينبغي أن نفكر في طي هذه الصفحة أو التراجع، بل علينا مضاعفة الجهود".

بدورها تنفي الصين بشدة أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر ووهان،  وتدفع بدلاً من ذلك بنظريات هامشية أخرى بما في ذلك تسرب الفيروس من مختبرات في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: