العراق يعلن الحداد بعد مصرع 23 شخصاً في حريق بمستشفى لمصابي كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 6
رجال الإطفاء يحاولون السيطرة على الحريق داخل مستشفى "ابن الخطيب" في بغداد - الشرق
رجال الإطفاء يحاولون السيطرة على الحريق داخل مستشفى "ابن الخطيب" في بغداد - الشرق
بغداد -الشرق

أعلن العراق، الأحد، الحداد الوطني 3 أيام، على أرواح ضحايا حريق مستشفى "ابن الخطيب" المخصص لاستقبال المصابين بفيروس كورونا جنوب شرق بغداد، بعدما أودى بحياة 23 شخصاً و28 حالة اختناق، بحسب مصادر طبية.

وأكد عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية الدكتور علي البياتي لـ"الشرق"، أن حصيلة ضحايا الحادث غير محددة حتى الآن، مشيراً إلى أنه تتراوح ما بين 30 إلى 45 حالة وفاة، فيم لم يقدم أي حصيلة متعلقة بأعداد المصابين، وهي أرقام لم يتم تأكيدها من مصادر رسمية.

وانتقدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، وزارة الصحة، على خلفية الحادث الذي وصفته بـ"الجريمة". وطالبت الحكومة العراقية باتخاذ "موقف مسؤول".

وكان مدير الدفاع المدني اللواء كاظم بوهان، قال في وقت سابق، إن قواته تمكنت من إنقاذ 90 شخصاً بين مريض ومرافق من أصل 120 شخصاً، وإن الحصيلة حتى الآن تقف عند 15 ضحية، في حريق المستشفى الواقع بمنطقة جسر ديالى بالعاصمة العراقية.

وأكدت فرق الدفاع المدني نجاحها في تنفيذ عمليات الاقتحام المباشر والسيطرة على نيران حريق هائل بعد أن استكملت عمليات إنقاذ المرضى في ردهات المستشفى، بمشاركة فريق البحث والإنقاذ الدولي التابع لها.

وقالت قوات الدفاع المدني إن فرقها بذلت جهوداً كبيرة لإنقاذ المرضى المصابين بكورونا، من خلال النوافذ وسلالم الطوارئ بالتزامن مع عمليات الاقتحام المباشر والسيطرة على النيران وإخمادها بشكل تام مع تسجيل إصابات وخسائر بشرية نتيجة الحادث وشدت النيران.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الدفاع المدني أنّ "المستشفى يخلو من منظومة استشعار الحرائق وإطفائها.. وأن الأسقف الثانوية عجّلت من انتشار النيران بسبب احتوائها على مواد فلّينية سريعة الاشتعال".

وأوضح الدفاع المدني، أنّ "أغلب الضحايا انقطع عنهم الأكسجين بسبب نقلهم من ردهات المستشفى أثناء عمليات الإخلاء والإنقاذ وكذلك استنشاق البعض منهم نواتج الحريق".

بدورها أصدرت وزارة الصحة بياناً، قالت فيه إنّها "ستعلن في وقت لاحق الموقف الدقيق لأعداد الضحايا والجرحى".

وكانت مصادر طبية أفادت في وقت سابق لـ"الشرق"، بإخلاء 20 جثة وأكثر من 40 مصاباً من مستشفى "ابن الخطيب" المخصص لعلاج كورونا.

وقالت المصادر إن الحريق كان بسبب انفجار منظومة الأوكسجين المخصصة لردهات العزل الطبي للمصابين بكورونا بالمستشفى، وأن هناك حالات اختناق، بعضها خطير.

تحقيق حكومي 

أمر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بفتح تحقيق فوري في أسباب وقوع الحريق مع المعنيين في الوزارة.

وأمر الكاظمي باستقدام مدير المستشفى ومدير الأمن والمسؤولين عن صيانة الأجهزة في المستشفى، للتحقيق الفوري معهم على خلفية الحادث والتحفظ عليهم لحين إكمال التحقيقات ومحاسبة المقصرين، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي.

ونعى رئيس مجلس الوزراء شهداء الحادث المأساوي الذي وقع في مستشفى ابن الخطيب في العاصمة بغداد. كما وجه بمنح عائلات شهداء الحادث كل حقوق الشهداء، وتوجيه إمكانات الدولة لمعالجة جرحى الحريق بما في ذلك العلاج خارج العراق.

اجتماع طارئ

وعقد الكاظمي اجتماعاً طارئاً مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية والمسؤولين في مقر قيادة عمليات بغداد على خلفية الحادث المأساوي في مستشفى ابن الخطيب.

وقال الكاظمي في بيان لرئاسة الوزراء العراقية: "الحادث الأليم الذي وقع الليلة في مستشفى ابن الخطيب حدث مؤلم، ولهذا كان يجب أن نجتمع في الليلة نفسها، وبهذه الساعة المتأخرة لنتحدث معكم ومع شعبنا بوضوح".

وأضاف: "الرحمة للأرواح التي أُزهقت نتيجة هذا الحادث الأليم، وجهنا باعتبارهم شهداء، كما وجهنا برعاية الجرحى على كل المستويات داخل وخارج العراق".

وتابع: "أقولها بصراحة، الحادث هو مسّ بالأمن القومي العراقي، وهو نكسة بكل ما للكلمة من معنى ويجب ألا نترك مثل هذه الأحداث تمر مرور الكرام. لهذا وجهت بفتح تحقيق فوري والتحفظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة وكل المعنيين إلى حين التوصل إلى المقصرين ومحاسبتهم"، مطالباً بالإعلان عن نتائج التحقيق خلال 24 ساعة "لمحاسبة المقصّر مهما كان".

وأكد رئيس الوزراء العراقي في بيانه، أن "الإهمال بمثل هذه الأمور ليس مجرد خطأ، بل جريمة يجب أن يتحمل مسؤوليتها جميع المقصرين"، لافتاً إلى ضرورة "تشكيل فريق فني من كل الوزارات المعنية لضمان تدقيق إجراءات السلامة بجميع المستشفيات والفنادق والأماكن العامة خلال أسبوع واحد وفي كل أنحاء العراق".

مجلس النواب ينعي الضحايا

وأصدرت رئاسة مجلس النواب بياناً نعت فيه الضحايا، وطالبت فيه لجنة الصحة والبيئة النيابية إلى اجتماع عاجل لممارسة الدور الرقابي مع الجهات ذات العلاقة في الحكومة، للوقوف على الأسباب التي أدت إلى هذه الفاجعة، ومحاسبة الجهات والشخصيات المقصرة وتقديمهم إلى العدالة، وكذلك متابعة إسعاف المصابين بسبب الحريق وعلاجهم داخل وخارج العراق وتعويض ذوي الضحايا.

يأتي ذلك في وقت أطلق فيه نشطاء وأكاديميون عراقيون وسماً، يطالبون فيه بإقالة وزير الصحة العراقي بعد حادث حريق المستشفى، وعلّقت وزارة الصحة العراقية خاصية التعلقيات عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. 

بدوره وجّه محافظ بغداد المهندس محمد جابر العطا، بفتح المستشفيات في قطاعي الرصافة والكرخ، لاستقبال المرضى القادمين من مستشفى ابن الخطيب، ودعا المحافظ في بيان لوزارة الصحة العراقية، إلى تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادث وتقديم المقصرين إلى العدالة.