استئناف اجتماعات الأمم المتحدة وسط إجراءات استثنائية

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقر الأمم المتحدة من الخارج في نيويورك - REUTERS
مقر الأمم المتحدة من الخارج في نيويورك - REUTERS
نيويورك/ أثينا: رويترز

يعود زعماء العالم إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، لحضور الاجتماعات السنوية للجمعية العامة، في الفترة ما بين 21 و27 سبتمبر، بعد أن أرغمتهم جائحة "كوفيد-19" العام الماضي على إلقاء البيانات عبر الفيديو.

وسيركز الزعماء على ملفات مكافحة التغير المناخي وجائحة "كوفيد-19"، وسيتطرق الرئيس الأميركي جو بايدن، لقضايا "الدفاع عن حقوق الإنسان والديموقراطية، والنظام القائم على قواعد عالمية".

ونظراً لاستمرار انتشار فيروس كورونا، فإن نحو ثلث الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعددها 193 دولة، تخطط لإرسال بياناتها بالفيديو غير أن بقية الدول، ستوفد رؤساء أو رؤساء وزراء أو وزراء خارجية إلى الولايات المتحدة.

وحاولت الولايات المتحدة ثني الزعماء عن المجيء، وذلك في محاولة للحيلولة دون تحول الجمعية العامة إلى "مناسبة لنشر العدوى"، بالرغم أن جو بايدن، سيوجه شخصياً كلمة إلى الاجتماع في أول زيارة يقوم بها للأمم المتحدة منذ أن أصبح رئيساً.

نظام شرفي 

ويقضي نظام شرفي بأن يعلن الداخل إلى اجتماع الجمعية العامة أنه "تلقى اللقاح من دون أن يضطر لإبراز الدليل على ذلك".

ومن المتوقع أن يتعرض هذا النظام "للانتهاك" عندما تُلقي البرازيل أول خطاب في الجمعية العامة، إذ إن الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، من المشككين في اللقاحات، وأعلن الأسبوع الماضي أنه "لا يحتاج للقاح، لأن لديه حصانة بعد إصابته بكوفيد-19".

وإذا غير رأيه، فقد جهزت مدينة نيويورك عربة فان، خارج مقر الأمم المتحدة طوال الأسبوع، لإجراء فحوص وتقديم لقاح "جونسون آند جونسون" مجاناً لغير الملقحين.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لـ"رويترز"، إن المباحثات حول عدد الدبلوماسيين المسافرين، الذين يحتمل أن يكونوا قد تلقوا اللقاح تبرز "مدى انعدام المساواة اليوم في ما يتعلق بالتطعيم".

وينادي دزنيريش بوضع خطة عالمية لتطعيم 70% من سكان العالم بنهاية النصف الأول من العام المقبل. ولم يصل إفريقيا سوى 2% من 5.7 مليار جرعة من اللقاحات، استخدامت في مختلف أنحاء العالم.

وفي السياق ذاته، من المقرر أن يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، اجتماعاً عبر الإنترنت من واشنطن، مع الزعماء ورؤساء الشركات المعنية الأربعاء، بهدف تعزيز التوزيع العالمي للقاحات.

الأولويات الأميركية

وقالت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، إن بايدن "سيتحدث عن أولوياتنا القصوى، عن إنهاء جائحة كوفيد-19، ومكافحة التغير المناخي، والدفاع عن حقوق الإنسان، والديمقراطية والنظام القائم على قواعد عالمية".

وبسبب الجائحة ستقتصر الوفود على أعداد أقل كثيراً من المعتاد، وستقام معظم الفعاليات الجانبية، عبر الإنترنت أو ستكون مزيجاً من الحضور الشخصي، والمشاركة عبر الإنترنت. وستكون أفغانستان وإيران من الموضوعات الأخرى، التي يتوقع أن يبحثها الوزراء خلال الأسبوع.

وقبل بدء الخطب السنوية، سيبدأ جوتيريش، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأسبوع بقمة تعقد الاثنين، "لمحاولة إنقاذ قمة مناخية للأمم المتحدة من المقرر أن تبدأ في جلاسجو باسكتلندا في 
31 أكتوبر من الفشل".

زمام المبادرة

من جهة أخرى، قال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، إنه يتعين على دول البحر المتوسط أن تملك زمام المبادرة في معالجة "تغير المناخ" محذراً من أن ثمن عدم التحرك يستحيل تصوره، إذ قد تبذل البشرية جهداً مضنياً من أجل البقاء لما بعد مطلع القرن المقبل.

وقال ميتسوتاكيس في مقابلة مع "رويترز" "لم أعد أريد التحدث عن تغير المناخ. أريد التحدث عن أزمة المناخ، إنها موجودة بالفعل".

ومضى قائلاً:"من أجل معالجتها نحتاج إلى سياسات تكاملية تتغلغل، بالضرورة في كل جانب من جوانب حياتنا الاقتصادية والاجتماعية".

وحذرت لجنة للمناخ بالأمم المتحدة من أن موجات الحر المميتة والأعاصير الكبرى، وأحداث الطقس السيئ الأخرى ستصبح أكثر حدة.

واجتاحت حرائق الغابات ودرجات الحرارة بالغة الارتفاع، هذا الصيف، اليونان وتركيا وقبرص، وحذر العلماء من أن المنطقة تحولت إلى "بؤرة لحرائق الغابات"، كما شهدت ألمانيا وتركيا والصين فيضانات مدمرة.

محور ارتكاز 

ووضع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس (53 عاماً)، الذي درس في جامعة "هارفارد" الأميركية، ملف المناخ من محاور "ارتكاز سياسات حكومته"، بعد انتخابه في يوليو 2019 وأعلن حظر محطات الطاقة، التي تعمل بالفحم ابتداء من عام 2028، وأنشأ في الآونة الأخيرة وزارة للحماية المدنية كُلفت بالتصدي للأزمة.

واستضاف ميتسوتاكيس، الجمعة في أثينا، زعماء 9 دول في جنوب أوروبا تعتبر في واجهة تبعات تغير المناخ، حيث دعوا إلى إجراء دولي عاجل في إطار "إعلان أثينا" الذي صدر بمبادرة من ميتسوتاكيس.

وقال رئيس الوزراء اليوناني لـ"رويترز" إن أزمة المناخ ستمثل في "أسوأ صورة ممكنة لها دمار الحضارة الإنسانية كما نعرفها".

اقرأ أيضاً: