شددت الصين وروسيا، في لقاء بين كبير دبلوماسيي بكين وسكرتير مجلس الأمن الروسي، على ضرورة الحفاظ بـ"حزم" على السلام والاستقرار في إقليم آسيا-الباسيفيك، ومعارضتهما لـ"عودة عقلية الحرب الباردة".
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، إن كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي التقى في موسكو سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف وقادة آلية التشاور الروسية الصينية، وأن الجانبين ناقشا طرق "تحسين الحوكمة العالمية"، وتبادلا الآراء بشأن الوضع في أوكرانيا، دون ذكر تفاصيل بهذا الشأن.
وأضافت الخارجية الروسية أن الجانبين عبرا عن رغبتهما في "تعددية حقيقية" ومعارضة كل أشكال "التنمر الأحادي، وتعزيز دمقرطة العلاقات الدولية والتعددية القطبية في العالم".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لا يستبعد اجتماعاً بين وانج يي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلاً إن هناك "الكثير ليتحدثوا عنه".
"متينة كالصخر"
ووصل كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي، الثلاثاء، إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة تستهدف التأكيد على علاقة البلدين في مواجهة التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة.
وقال الدبلوماسي الصيني الأرفع، في اجتماع مع سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، إن العلاقات بين الصين وروسيا "متينة كالصخر وستصمد أمام تحديات الوضع الدولي المتغير"، وفق ما نقلت "بلومبرغ"، التي أشارت إلى أن تلك التصريحات تأتي رغم تحرك بكين لتصوير نفسها على أنها "لاعب محايد" يمكنه التوسط من اجل السلام في أوكرانيا.
وأضاف وانج يي أن الصين "تسعى إلى تعزيز التعاون وتبادل المنفعة في جميع المجالات حيث يدافع البلدان عن المصالح الوطنية".
وشددت الصين وروسيا على ضرورة الحفاظ بـ"حزم" على السلام والاستقرار في إقليم آسيا-الباسيفيك، ومعارضتهما لـ"عودة عقلية الحرب الباردة".
الصين وسيطاً
وقال مصدر مطلع بالحكومة الصينية، لصحيفة "نيكاي آسيا" الاقتصادية، إن مركز أبحاث عسكري صيني قام مؤخراً بمحاكاة حالة الصراع في أوكرانيا وخلص إلى احتمال أن يدخل مرحلته النهائية هذا الصيف، مع احتفاظ القوات الروسية بالأفضلية.
وأضاف المصدر أنه مع استمرار عدم تحول القتال في أوكرانيا لصالح واشنطن، ستواصل الولايات المتحدة السعي إلى حض الصين على التعاون.
وقالت الصين إنها ستصدر قريباً مقترح سلام لحل الصراع في أوكرانيا، إذ من المتوقع أن تؤكد الوثيقة معارضة بكين لاستخدام الأسلحة النووية أو الهجمات على منشآت الطاقة النووية، وهو اقتراح قوبل بالتشكيك في الولايات المتحدة وأوروبا.
"نفوذ دبلوماسي"
واعتبرت الصحيفة أن زيارة وانج يي تهدف أيضاً إلى منح الصين "نفوذاً دبلوماسياً" مع الولايات المتحدة، حيث يواجه الرئيس جو بايدن ضغوطاً لتحقيق نتائج في أوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
وتوقعت الصحيفة أن تسلط الزيارة الضوء على تعميق التعاون الاقتصادي بين الصين وروسيا، إذ نمت التجارة الثنائية بنحو 30 % في عام 2022 إلى 190.3 مليار دولار.
وتظهر زيارة وانج إلى موسكو بعد عام تقريباً من غزو واسع النطاق لأوكرانيا، أن الصين ليس لديها نية كبيرة للتخلي عن شريكها الدبلوماسي القوي، رغم جهود بكين للحد من الأضرار التي سببتها الحرب.
بحسب الصحيفة، تدرس الصين اتخاذ تدابير للمساعدة في إعادة بناء اقتصاد أوكرانيا بعد الغزو، لـ"تحسين صورتها" المشوهة لدى الغرب، إذ لا تريد أن يُنظر إليها على أنها "منحازة تماماً" لموسكو.
مجلس الأمن
في مجلس الأمن الدولي، أعرب مندوب الصين الدائم تشانج جون عن دعم بلاده مشروع قرار روسيا المطروح على المجلس لإجراء تحقيق دولي في تفجيرات خطوط أنابيب "نورد ستريم"، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.
وقال تشانج جون، خلال جلسة بمجلس الأمن الدولي: "بإمكان الأمم المتحدة ممارسة دور نشط في إجراء تحقيق دولي، وضمان أمن البنية التحتية العابرة للحدود".
وأضاف أن "الصين ترحب بمشروع القرار الذي قدمته روسيا في المجلس، وتعتقد أن من المهم الشروع في إجراء تحقيق دولي بشأن تخريب خطوط أنابيب نورد ستريم".
وفي وقت سابق، أعدت روسيا مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في حادث تخريب خطوط نورد ستريم.
وفي 26 سبتمبر الماضي، وقعت هجمات إرهابية استهدفت خطوط أنابيب الغاز "نورد ستريم"، وذكرت الشركة المشغلة لخط الأنابيب "نورد ستريم إيه جي" أن الضرر كان غير مسبوق وأن من المستحيل تقدير الإطار الزمني للإصلاحات.
وكان الصحفي الأميركي سيمور هيرش، الحائز على جائزة بوليتزر، نشر تحقيقاً استقصائياً أجراه حول الانفجارات التي أصابت خطوط أنابيب الغاز "نورد ستريم"، خلص فيه إلى قيام غواصين أميركيين بوضع متفجرات تحت خطوط الأنابيب خلال مناورات "بالتوبس" التي كان يجريها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في صيف عام 2022، قبل أن يقوم النرويجيون بتفعيلها بعد 3 أشهر.