نيجيريا تنتخب الرئيس وسط غياب الأمن وأزمة اقتصادية

time reading iconدقائق القراءة - 5
أنصار حزب مؤتمر التقدميين الحاكم يحملون ملصقات ولافتات للرئيس النيجيري محمد بخاري والمرشح الرئاسي بولا أحمد تينوبو خلال حملة حزبية في يولا. 22 فبراير 2023 - REUTERS
أنصار حزب مؤتمر التقدميين الحاكم يحملون ملصقات ولافتات للرئيس النيجيري محمد بخاري والمرشح الرئاسي بولا أحمد تينوبو خلال حملة حزبية في يولا. 22 فبراير 2023 - REUTERS
لاجوس-أ ف ب

بدأ الناخبون في نيجيريا التصويت السبت، في انتخابات رئاسية نتائجها غير محسومة في البلد الأكبر تعداداً سكانياً في إفريقيا والغارق في أزمة اقتصادية وأمنية.

ولم يترشح الرئيس الحالي محمد بخاري (80 عاماً) بعد ولايتين شهدتا تفاقما لانعدام الأمن والفقر في هذا البلد الذي يشكّل البالغون الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما 60% من سكانه.

وللمرة الأولى منذ عودة النظام الديموقراطي في 1999، قد تشهد نيجيريا دورتين انتخابيتين بعدما أثرت شعبية حاكم سابق لإحدى الولايات اعلى هيمنة الحزبين الرئيسيين.

ودعي أكثر من 87 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في 176 ألف مركز تصويت لانتخاب رئيس خلفاً لبخاري من 18 مرشحاً بالإضافة إلى نواب وأعضاء في مجلس الشيوخ. ولم يسحب حوالى 6 ملايين ناخب من أصل 93 مليوناً مسجلين بطاقاتهم الانتخابية، وبالتالي لن يتوجهوا إلى مراكز الاقتراع.

وفتحت مراكز الاقتراع من الساعة 08,30 (07,30 ت غ) إلى الساعة 14,30 (13,30 ت غ)، لكن يمكن للناخبين المصطفين بانتظار الإدلاء بأصواتهم التصويت بعد الموعد النهائي.

وهذه الانتخابات حاسمة. فنيجيريا التي يبلغ عدد سكانها 216 مليون نسمة يُفترض أن تصبح في 2050 ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، بينما تواجه منطقة غرب إفريقيا خطر تراجع حادّ للديموقراطية وانتشار أعمال العنف.

وأصبحت نيجيريا قوة ثقافية عالمية بفضل قطاع نوليوود، الصناعة السينمائية النيجيرية القوية جداً، وموسيقى "أفروبيت" التي اجتاحت الكوكب مع فنانين مثل بورنا بوي وويز كيد.

لكن الرئيس المقبل لأكبر اقتصاد في القارة الإفريقية وأكبر دولة نفطية فيها سيرث سلسلة من المشاكل، من أعمال العنف الإجرامي والطائفي في الشمال والوسط إلى الاضطرابات الانفصالية في الجنوب الشرقي والتضخم الجامح والفقر المستشري.

وكان نقص في الوقود والأوراق النقدية أدى إلى اضطرابات مؤخراً.

"حاجة إلى التغيير"

عشية الانتخابات، قال أحد سكان لاجوس ويدعى عبد الله أودو (31 عاماً) أنه سيدلي بصوته لأن "البلد يحتاج إلى التغيير"، وأضاف: "ليس لدينا وقود ولا طعام والجميع يتألمون".

والوعد بالتغيير قطعه المرشحون الثلاثة الأوفر حظا للفوز في الاقتراع بمن فيهم بولا تينوبو (70 عاماً) مرشح الحزب الحاكم. والحاكم السابق للاجوس (1999-2007)، الملقب بـ"العراب" بسبب نفوذه السياسي ينتمي إلى قبائل اليوروبا المترمكزة في جنوب غرب البلاد، وهو مسلم ويؤكد أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه إصلاح نيجيريا.

وقد اتهم بالفساد ونفى ذلك، على غرار عتيق أبو بكر (76 عاماً) مرشح حزب المعارضة الرئيسي "حزب الشعب الديموقراطي" الذي حكم من 1999 إلى 2015. وهذه هي الانتخابات الرئاسية السادسة التي يترشح فيها هذا النائب السابق للرئيس (1999-2007) والمسلم والمتحدر من الشمال.

والتصويت الاتني والديني مهم في نيجيريا التي تضم أكثر من 250 مجموعة عرقية وتشهد استقطاباً بين الشمال بأغلبيته المسلمة والجنوب ذي الأكثرية المسيحية.

لكن في مواجهة هذين المرشحين المخضرمين، ظهر مرشح ثالث يتمتع بشعبية كبيرة خصوصاً في صفوف الشباب. فالحاكم السابق لولاية أنامبرا (جنوب شرق) بيتر أوبي (61 عاماً) وهو مسيحي مدعوم من الحزب العمالي، ويستقطب جيل الشباب والناحبين في منطقته.

وشهدت الحملة هجمات على مرشحين محليين وناشطين ومراكز للشرطة ومكاتب لمفوضية الانتخابات.

وقال سعيد الحسيني من "مركز الديموقراطية والتنمية" إن "خطر العنف يشكل مصدر قلق حقيقي".

ويفترض أن يسمح تحديد هوية الناخبين عن طريق التعرف على الوجه وبالوسائل الرقمية بالحد من عمليات التزوير التي شابت الانتخابات السابقة كما تأمل مفوضية الانتخابات.

والأمر نفسه ينطبق على النقل الإلكتروني للنتائج، لكن استخدام التقنيات الجديدة غير المسبوق على المستوى الوطني يثير أيضاً مخاوف من فشل.

والنقطة المجهولة الثانية هي نسبة المشاركة التي كانت ضعيفة في الانتخابات السابقة (33% في 2019)، فارتفاع عدد الناخبين المسجلين الجدد - عشرة ملايين 76% منهم دون سن الـ34 - إلى تغيير الوضع. 

وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن غياب الأمن بشكل عام "قد يُسبب اضطراباً في الاقتراع". وقد تم نشر نحو 400 ألف عنصر من قوات الأمن، ويفترض أن تعلن نتائج الانتخابات خلال 14 يوماً من الاقتراع.

ومن أجل الفوز في الانتخابات، يجب أن يفوز مرشح بأغلبية الأصوات وبـ25% على الأقل من الأصوات في ثلثَي المحافظات البالغ عددها 36.

وعادة ما تكون نسبة المشاركة في الانتخابات أعلى في الشمال، ما يجذب المرشحين إلى هذه المنطقة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات