بعد تضييق حكومي.. واشنطن تسهل إجراءات اتصال الإيرانيين بالإنترنت

time reading iconدقائق القراءة - 7
متظاهرون يشعلون النار خلال احتجاج على وفاة الشابة مهسا أميني في طهران، إيران. 21 سبتمبر 2022. - REUTERS
متظاهرون يشعلون النار خلال احتجاج على وفاة الشابة مهسا أميني في طهران، إيران. 21 سبتمبر 2022. - REUTERS
واشنطن/باريس-أ ف ب

أعلنت واشنطن، الجمعة، أنها خففت قيود تصدير التكنولوجيا المفروضة على إيران، لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت التي قيدتها الحكومة الإيرانية بشدة، وسط حملة لقمع التظاهرات المستمرة منذ أسبوع احتجاجاً على وفاة شابة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واعتبرت وزارة الخزانة الأميركية أن قطع طهران الإنترنت محاولة "لمنع العالم من مشاهدة حملتها العنيفة ضد المتظاهرين السلميين".

وقال نائب وزير الخزانة والي أدييمو في بيان، إن الإجراء الجديد سيسمح لشركات التكنولوجيا "بتوسيع نطاق خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين".

وأضاف أنه "مع خروج الإيرانيين الشجعان إلى الشارع للاحتجاج على وفاة مهسا أميني، تضاعف الولايات المتحدة دعمها لتدفق المعلومات بحرية إلى الشعب الإيراني".

وأعلنت الوزارة أنها تتخذ إجراءات للسماح بالوصول إلى البرامج، بما في ذلك أدوات مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة، بالإضافة إلى خدمة مؤتمرات عبر الفيديو لدعم "وصول الشعب الإيراني إلى معلومات تستند إلى حقائق".

وتابعت أنه "بهذه التغييرات نساعد الشعب الإيراني في أن يكون أفضل استعداداً لمواجهة جهود الحكومة في مراقبته والتضييق عليه".

غضب في الشارع

واندلعت الاحتجاجات قبل أسبوع بعد إعلان السلطات في 16 سبتمبر، وفاة مهسا أميني (22 عاماً) بعد 3 أيام على توقيفها بسبب "لباسها غير المحتشم". ولم تُعرف بالضبط ظروف وفاتها، وقالت السلطات إنها فتحت تحقيقاً في القضية.

وبدأت الاحتجاجات في محافظة كردستان مسقط رأس أميني في الشمال، ثم انتشرت في مختلف أنحاء البلاد.

ووصف الموقع التابع لـ"نتبلوكس"، وهي منظمة غير حكومية مقرها لندن لمراقبة الوصول إلى الإنترنت، تقييد الاتصال بالإنترنت بأنه "أشد قيود الإنترنت صرامة" في إيران منذ حملة قمع احتجاجات نوفمبر 2019، عندما شهدت البلاد انقطاعاً شبه كامل للإنترنت لم يسبق له مثيل حينها.

وقال إنه تم قطع شبكات الاتصال عبر الهاتف المحمول، على الرغم من وجود علامات على عودة الاتصال، وفُرضت قيود صارمة تبعاً للمحافظات، على الوصول إلى "إنستجرام" و"واتساب".

وقالت مهسا علي مرداني، الباحثة الإيرانية لدى مجموعة "المادة 19" المعنية بحماية حرية التعبير، إن "الأمر مختلف بشكل كبير عما رأيناه في نوفمبر 2019. إنه ليس شبه كامل وكامل كما كان في ذلك الوقت، ولكنه متقطع على نحو أكبر".

وأضافت: "لكن هناك بالتأكيد الكثير من الاضطرابات وعمليات انقطاع تحدث"، مشيرة إلى أن الناس "ما زالوا قادرين على الاتصال بالشبكة عبر الشبكات الافتراضية الخاصة".

وأوضحت أن السلطات الإيرانية قد تتصرف بحذر خشية من تأثير الحجب الكامل للإنترنت على الاقتصاد، بالإضافة إلى قضايا الحياة اليومية مثل المواعيد الطبية عبر الإنترنت وغيرها، مؤكدة أن هناك أيضاً انقطاعاً على شبكة المعلومات الوطنية، وهي بنية تحتية مستقلة تريد إيران تطويرها كشبكة إنترنت محلية.

وقالت إن القيود "أضافت عقبات" لنشر مقاطع فيديو للاحتجاجات، لكنها "ما زالت تصل".

وتضمنت مقاطع الفيديو المنتشرة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لنساء يحرقن حجابهن ومتظاهرين يمزقون صور بعض القادة الإيرانيين، وكذلك قوات الأمن تطلق النار على المتظاهرين.

وخلال موجة الاحتجاجات في نوفمبر 2019 التي اندلعت بسبب ارتفاع أسعار الوقود، قال نشطاء إن حجب الإنترنت سمح للسلطات بتنفيذ "قمع دام"، بعيداً إلى حد كبير عن أعين العالم.

نحو 50 ضحية

وفي الإطار، أكدت "هيومن رايتس إيران" غير الحكومية ومقرها في أوسلو، الجمعة، سقوط ما لا يقل عن 50 شخصاً في حملة قمع الاحتجاجات.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المنظمة قولها، إن ارتفاع الحصيلة جاء بعد وفاة ستة أشخاص "بنيران قوات الأمن" في بلدة ريزفانشهر في محافظة غيلان (شمال) مساء الخميس، مع تسجيل وفيات أخرى في بابل وآمل (شمال).

وقال هادي غائمي مدير "مركز حقوق الإنسان في إيران" ومقره في نيويورك، إن "إمكان حدوث إراقة دماء هائلة حقيقي الآن".

وأضاف: "منعت الحكومة الوصول إلى الإنترنت لأنها تريد منع الناس من إرسال أدلة على فظائع الدولة إلى العالم الخارجي".

كما قالت لجنة خبراء حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، إن "قطع الإنترنت يكون عادة جزءاً من جهد أكبر لخنق حرية سكان إيران في التعبير والتجمع، وللحد من الاحتجاجات الجارية"، ووصفت القيود بأنها "ثالث إغلاق من نوعه في إيران في عام".

وأضافت اللجنة أن "انقطاع الإنترنت الذي تفرضه الدولة، لا يمكن تبريره تحت أي ظرف من الظروف".

من جهتها، أعربت "منظمة العفو الدولية" عن "قلق بالغ" إزاء تعطيل الإنترنت وشبكات الهاتف المحمول، وحثت قادة العالم على اتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على إيران "لوقف قتل مزيد من المتظاهرين تحت ستار الظلام".

قلق منصات التواصل

ووصل القلق أيضاً إلى منصات التواصل الاجتماعي، إذ أعرب رئيس "إنستجرام" آدم موسيري عن قلقه بشأن قطع الإنترنت، في حين أكد تطبيق "واتساب"، وهو أيضاً جزء من شركة "ميتا" العملاقة لوسائل التواصل الاجتماعي، إنه ليس وراء أي انقطاع في الاتصال، وسيبذل كل ما في وسعه "من الناحية التقنية للحفاظ على الخدمات".

وأكدت خدمة الرسائل الآمنة "سيجنال" أنها لا تزال محظورة في إيران، وشجعت المستخدمين في الخارج على إعداد خادم بديل لمساعدة الأشخاص على الاتصال بالشبكة.

وأدى حظر طهران في السنوات الأخيرة لمنصات رئيسية، بما في ذلك "فيسبوك" و"تويتر" و"تيليجرام" و"يوتيوب" و"تيك توك"، إلى تحويل "إنستجرام" و"واتساب" إلى أكثر تطبيقات التواصل الاجتماع استخداماً في إيران.

وأكدت تقارير إعلامية رسمية أن المسؤولين أمروا بتقييد الوصول إلى الخدمتين. وأشار مراقبون أيضاً إلى انقطاع الإنترنت على نحو مستهدف في بعض المناطق، لا سيما في محافظة كردستان حيث وقعت بعض أعنف المواجهات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات