الصاروخ الصيني يتأهب لدخول "عشوائي" لغلاف الأرض الجوي

time reading iconدقائق القراءة - 5
لحظة انطلاق صاروخ "لونغ مارش بي 5" في جزيرة هاينان جنوب الصين - 5 مايو 2020.  - AFP
لحظة انطلاق صاروخ "لونغ مارش بي 5" في جزيرة هاينان جنوب الصين - 5 مايو 2020. - AFP
بكين -أ ف ب

يدخل صاروخ "لونغ مارتش 5 بي" الصيني، خلال عطلة نهاية الأسبوع غلاف الأرض الجوي بطريقة عشوائية، في حين ترى الصين والكثير من الخبراء أن فرضية تسببه بأضرار على الأرض "ضئيلة جداً".

ووضعت الصين نهاية الشهر الماضي، في المدار أول مكونات محطتها الفضائية المستقبلية، بواسطة صاروخ "لونغ مارتش 5 بي"، أقوى الصواريخ الصينية، ويُتوقع أن تعود الطبقة الأولى من هذا الصاروخ التي لا تزال في المدار الأرضي، إلى نقطة يصعب التكهن بموقعها على الأرض.

وأفادت التوقعات الأخيرة لوزارة الدفاع الأميركية بأن الصاروخ الصيني "سيدخل الغلاف الجوي السبت قرابة الساعة 23:00 بتوقيت غرينتش"، إلا أن هذه التوقعات تترافق مع هامش خطأ كبير، يصل إلى تسع ساعات. ويُنتظر أن تزداد هذه التوقعات دقة مع اقتراب الصاروخ من الغلاف الجوي.

وكانت بكين خرجت عن صمتها، الجمعة، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، خلال مؤتمر صحافي: "بسبب التصميم التقني لهذا الصاروخ، أكثرية مكوناته ستحترق وتُدمر خلال عودته للغلاف الجوي".

وأشار إلى أن "احتمال تسبب الصاروخ بأضرار للنشاطات الجوية، أو لأشخاص أو لمنشآت على الأرض، ضئيل جداً".

فرضيات سقوطه

وإذا ما بقيت أجزاء من الصاروخ مكتملة بعد دخول الغلاف الجوي، ثمة احتمال كبير في أن تتفتت في البحر؛ لأن كوكب الأرض يتكوّن بنسبة 70 % من المياه، لكن فرضية سقوطه على منطقة مأهولة أو سفينة في عرض البحر تبقى قائمة.

وقال مايك هاورد، الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة: "نأمل بأن يسقط في مكان لا يؤذي فيه أحداً"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "تتعقب مسار الصاروخ".

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد، الخميس، أن بلاده "لا تنوي أبداً تدمير الصاروخ"، لكنه ألمح إلى أن الصين "لم تخطط بعناية كافية لإطلاقه".

وقال فلوران ديليفي، عالم الفلك في مرصد "باريس بي إس إل": "نظراً إلى حجم الصاروخ ستبقى أجزاء كبيرة منه"، إلا أن أرجحية أن تصيب منطقة مأهولة "ضئيلة جداً، تقل عن واحد على مليون"، وفق ما أكده نيكولاس بوبرينسكي، رئيس قسم الهندسة والابتكار في "وكالة الفضاء الأوروبية".

شظايا معدنية

من جانبه، أوضح جوناثان ماكدويل، عالم الفلك في مركز "هارفرد- سميثسونيان" لعلم الفيزياء والخبير بالحطام الفضائي، أنه "لا ضرورة للقلق المفرط، لكن فكرة أن ينهال طن من الشظايا المعدنية على الأرض بسرعة مئات الكيلومترات بالساعة مقلقة، وعلى الصين أن تعيد النظر في تصميم مهمات لونغ مارتش 5 بي لتجنب ذلك".

وهذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها الصين السيطرة على مركبة فضائية، عند عودتها إلى الأرض، إذ سقطت شظايا صاروخ "لونغ مارتش" آخر، على بلدات في ساحل العاج العام الماضي، ما ألحق أضراراً من دون وقوع إصابات بشرية.

وفي أبريل 2018، تفكّك المختبر الفضائي "تيانغونغ-1" عند عودته إلى الغلاف الجوي بعد عامين من توقفه عن العمل، ونفت السلطات الصينية يومها أن تكون قد فقدت السيطرة عليه. وتستثمر الصين مليارات الدولارات على برنامجها الفضائي، سعياً إلى اللحاق بروسيا والولايات المتحدة في هذا المجال.

وأرسل البلد الآسيوي العملاق أول مواطن صيني إلى الفضاء عام 2003، كذلك وضعت في مطلع 2019، مركبة عند الجانب المظلم من القمر، في سابقة عالمية.

وجلبت بكين العام الماضي عينات من القمر، وأنجزت العمل بنظامها "بيدو" للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، وهو منافس لنظام "جي بي إس" الأميركي.

وتخطط الصين لإنزال روبوت صغير بعجلات على المريخ خلال الأسابيع المقبلة، ولإيفاد بعثات بشرية إلى القمر بحلول سنة 2030، كما أعلنت أنها تريد بناء قاعدة على القمر مع روسيا.

وستدور المحطة الفضائية الصينية المستقبلية المسماة "تيانغونغ"، في مدار الأرض المنخفض خلال 10 إلى 15 عاماً.