وزير خارجية الأردن لـ"الشرق": الحوار مع إيران هو السبيل الأفضل لمعالجة أي توترات

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مقابلة مع "الشرق"
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مقابلة مع "الشرق"
عمّان-دانيا المعايطة

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الحوار مع إيران هو "السبيل الأفضل لمعالجة أي توترات"، مستبعداً أن تسفر جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط عن حدوث اختراق "كبير" على صعيد القضية الفلسطينية واستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ عام 2014.

واعتبر وزير خارجية الأردن، خلال مقابلة مع "الشرق"، زيارة بايدن "فرصة لحوار مفتوح وصريح بشأن ما يمكن أن نقوم به معاً من أجل مواجهة التحديات وتحقيق الأمن والاستقرار".

ووصف علاقات الأردن مع الولايات المتحدة بأنها "استراتيجية وتاريخية"، مشيراً إلى لقاءات الملك عبد الله الثاني بن الحسين المتكررة مع بايدن، وحقيقة أن أميركا هي أكبر داعم للأردن.

وشملت جولة الرئيس الأميركي إسرائيل والأراضي الفلسطينية قبل أن يصل إلى السعودية، الجمعة، لبحث أوجه التعاون بين البلدين، وحضور قمة مشتركة تجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، السبت.

الحوار مع إيران

وحول الملف الإيراني، قال الوزير الأردني إن بلاده وكل الدول العربية "تؤكد أنها تريد علاقات صحية مع إيران، تقوم على حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، واعتبر أن الحوار هو "السبيل الأفضل لمعالجة أي توترات".

وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط "بها ما يكفيها من أزمات، ولا نحتاج إلى المزيد من التوتر، ولا بد من معالجات حقيقية لأسباب التوتر حتى نصل إلى علاقات صحية نريدها جميعاً مع إيران".

القضية الفلسطينية

الصفدي استبعد حدوث "اختراق كبير" فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال جولة بايدن في المنطقة، مرجعاً ذلك إل ما وصفه بـ"صعوبة التحديات"، ومرور إسرائيل بمرحلة انتقالية في ظل استعدادها لانتخابات عامة في نوفمبر.

وأشاد وزير الخارجية الأردني بمواقف إدارة بايدن من القضية الفلسطينية، ووصفها بأنها "مواقف إيجابية ومتطورة" عن المواقف السابقة، في إشارة إلى مواقف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وقال إن الإدارة الحالية تشدد على "حل الدولتين وترفض الإجراءات الأحادية التي تقوّض هذا الحل".

وأعرب عن أمله على الأقل بـ"التأكيد على الثوابت كمنطلق لعمل جماعي يستهدف تحقيق السلام العادل والشامل الذي يشكل استراتيجية عربية، يؤكدها كل العرب منذ عام 2002، وذلك عندما انطلقت مبادرة السلام العربية".

وأعرب كذلك عن أمله بوجود مساعٍ "لوقف التدهور وتثبيت الوضع الآن فيما يتعلق بوقف الإجراءات الأحادية التي تقوّض حل الدولتين، وبالتالي تقوّض فرص تحقيق السلام، والبحث عن آلية تدفع باتجاه أفق سياسي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين".

اليمن وسوريا

وبسؤاله عن إمكانية أن تشهد القمة في جدة الحديث عن ملفي اليمن وسوريا، قال الصفدي إن "هذه أزمات قائمة في المنطقة ولا بد من حلول لها"، مضيفاً أن الأردن "رحّب بالهدنة في اليمن ويدعو إلى تحويلها إلى اتفاقية من أجل حل الأزمة برمتها وفق المرجعيات المعتمدة"، مؤكداً أن "أمن واستقرار الخليج من أمن واستقرار الأردن".

وصف الصفدي الأزمة السورية بـ"الكارثة التي يجب أن تنتهي"، مشدداً على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة وفق قرار 2254، وبما يحمي وحدة سوريا وتماسكها ويخلصها من الإرهاب، ويحفظ سيادتها، ويهيئ الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين السوريين".

وأشار إلى أن بلاده تستضيف 1.3 مليون سوري، واصفاً ذلك بأنه "عبء كبير" على المملكة، داعياً المجتمع الدولي إلى استمرار تقديم الدعم اللازم لبلاده لمساعدتها في توفير العيش الكريم للاجئين إلى حين توفر ظروف تسمح بعودتهم الطوعية إلى سوريا.

وأشار إلى سوء الأوضاع على الحدود السورية مع الأردن، وقال إنها تشهد "عمليات ممنهجة لتهريب المخدرات"، مشدداً على الحاجة إلى "مقاربات تثبت الأمن والاستقرار في الجنوب السوري"، والذي اعتبره "مصلحة وطنية أردنية".

حلف "الناتو" العربي

وعن موقف الأردن بشأن تشكيل حلف عربي على غرار "الناتو"، أوضح الصفدي أن الحديث يجري عن نموذج يمكن البناء عليه ويشبه الناتو، وليس امتداداً لحلف الناتو القائم حالياً".

وقال: "لم يتحدث معنا أحد حول أي حلف، ولكن كلنا في المنطقة نشعر بأننا نحتاج لتعزيز آليات التعاون العربي لخدمة مصالحنا وتحقيق الأفضل لشعوبنا ودولنا".

وأضاف أن "اتفاقيات الدفاع العربي المشترك موجودة منذ الخمسينات، ولكنها غير مفعّلة"، مؤكداً أن المنطقة العربية تحتاج إلى آليات تعاون مؤسساتية جديدة تساعد في مواجهة التحديات".

وأوضح أن بلاده تدعم أي "طرح أو جهد يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك"، وأنها لا تتحدث عن التهديدات الأمنية فقط، مشيراً إلى الأمن الغذائي الذي اعتبره "قضية أساسية تمس الأمن القومي العربي، إضافة إلى الأمن المائي والتحديات الاقتصادية وخلق فرص عمل".

المشاريع الاقتصادية

وصف الصفدي العلاقات بين الأردن والسعودية بأنها "تاريخية واستراتيجية وقائمة ومستمرة"، وقال إنها "تقوم على إدراك مشترك للحاجة إلى عمل مشترك، وأيضاً مع بقية الدول الأشقاء"، مشيراً إلى مشروع الربط الكهربائي بين الدولتين.

وأشار إلى استقبال بلاده مؤخراً لولي العهد السعودي الأمير محمد من سلمان، ووصف الزيارة بأنها "موفقة وأكدت رغبة البلدين في العمل معاً لتطوير التعاون في مختلف المجالات للبناء على هذه العلاقات التاريخية لخدمة مصالحهما وخدمة القضايا العربية".

وحول التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن على الصعيد الاقتصادي، قال الصفدي إن "الهدف هو إيجاد التكامل بيننا من أجل خدمة مصالحنا".

وأوضح أنه "في إطار هذه الآلية نتحدث عن عدة مشاريع مثل إنشاء منطقتين صناعية وحرة على الحدود، إضافة إلى تعاون في الربط الكهربائي وأنبوب النفط من البصرة إلى العقبة ثم إلى مصر، وكلها مشاريع تخدم الدول الثلاث"، مؤكداً أنها "آلية مفتوحة ترحب بانضمام أي دولة عربية ترى مصلحة لها فيها" لتعزيز العمل العربي المشترك.

أزمة أوكرانيا

ووصف وزير الخارجية الأردني تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية بأنها "كارثية"، وقال إنها "ألقت بظلالها على العالم كله وليس الأردن فقط، لا سيما على صعيد أسعار الطاقة وسلاسل توريد السلع والأمن الغذائي وغير ذلك الكثير".

وقال إن بلاده ترى أنه "يجب أن يعمل العالم كله من أجل حل هذه الأزمة والحد من تداعياتها"، معتبراً أن "الأمن الغذائي قضية أساسية وأسعار الطاقة كذلك، خصوصاً بالنسبة لنا في الأردن".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات