العقوبات تهوي بالروبل.. وموسكو تزيد سعر الفائدة لتخفيف الأثر

time reading iconدقائق القراءة - 8
يصطفون أمام ماكينتين للصرف الآلي في فرع لمصرف "سيتي بنك" بموسكو  - 24 فبراير 2022 - Bloomberg
يصطفون أمام ماكينتين للصرف الآلي في فرع لمصرف "سيتي بنك" بموسكو - 24 فبراير 2022 - Bloomberg
موسكو/ لندن/ دبي - وكالاتالشرق

رفع المصرف المركزي الروسي الاثنين، سعر الفائدة الرئيسي إلى 20% من 9.5%، فيما سجّل الروبل تراجعاً قياسياً نتيجة تعرّضه لضغوط شديدة بعدما فرضت دول غربية عقوبات جديدة على موسكو إثر غزو أوكرانيا.

تزامن ذلك مع إعلان بريطانيا أنها بصدد اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد المصرف المركزي الروسي، فيما اصطف مواطنون روس في طوابير طويلة أمام ماكينات الصرف الآلي، سعياً إلى سحب عملات أجنبية، خشية أن تؤدي العقوبات إلى نقص في السيولة وتعطيل المدفوعات.

وأفادت وكالة "رويترز" بأن المصرف المركزي الروسي رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 20% من 9.5% بمعدل سنوي، لمواجهة أخطار تراجع قياسي في قيمة الروبل وارتفاع التضخم. وأضافت أن المصرف المركزي ووزارة المال في روسيا، أعلنا أن السلطات أمرت الشركات أيضاً ببيع 80% من إجمالي عائدات النقد الأجنبي التي تتلقاها، بموجب عقود التصدير الخاصة بها.

ولفتت شبكة "روسيا اليوم" إلى أن قرار المصرف المركزي الروسي هو الأول منذ بدء تسجيل البيانات، في سبتمبر 2013. وأشارت إلى أن القرار يستهدف "دعم الروبل وتأمين الاستقرار المالي في روسيا وحماية ودائع المواطنين الروس".

ووَرَدَ في بيان أصدره المصرف: "تغيّرت الظروف الخارجية للاقتصاد الروسي بشكل كبير. الزيادة في سعر الفائدة الرئيسي ستجعل من الممكن ضمان زيادة معدلات الودائع إلى المستويات الضرورية للتعويض عن مخاطر تراجع قيمة العملة (الروسية) وارتفاع التضخم (في البلاد)".

وشدد على أن قرار رفع الفائدة سيساعد في الحفاظ على الاستقرار المالي واستقرار الأسعار وحماية مدخرات المواطنين من التأكل. وأكد المصرف أنه سيتخذ مزيداً من القرارات بشأن سعر الفائدة الرئيسي، "بناءً على تقييم الأخطار المرتبطة بالظروف الخارجية والداخلية واستجابة الأسواق المالية لهذه الأخطار".

تراجع إضافي للروبل

وسجّل سعر صرف الروبل انهياراً في مقابل الدولار واليورو في بورصة موسكو، حيث أوقف التداول لأن الأسعار بلغت المستوى الأقصى المحدد سريعاً جداً، بحسب وكالة "فرانس برس".

وأفادت "رويترز" بتداول الروبل عند 95.48 في مقابل الدولار، بانخفاض 15% عن إغلاق الجمعة، وعند 107.3550 لليورو، بانخفاض 15.4%.

وأعلنت بورصة موسكو فتح تداول العملات الأجنبية وسوق المال في الساعة العاشرة بتوقيت العاصمة الروسية الاثنين، بعد 3 ساعات على وقت الافتتاح المعتاد لسوق العملات الأجنبية، بحسب "رويترز".

وفي التعاملات الآسيوية، أشارت "رويترز" إلى ارتفاع سعر الدولار في مقابل الروبل بنسبة 41.50%، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 119 روبلاً لكل دولار. وارتفع الدولار حتى الآن خلال هذا الشهر 53.77% أمام الروبل.

جاء ذلك رغم إعلان المصرف المركزي الروسي الأحد، إجراءات لدعم الأسواق المحلية، محاولاً احتواء تداعيات العقوبات التي ستمنع مصارف روسية من استخدام نظام "سويفت" للتحويلات المالية في العالم.

وأضاف المركزي الروسي أنه سيستأنف شراء الذهب في السوق المحلية ويُطلق مزاداً لعملية إعادة شراء بلا حدود، ويخفف القيود على المراكز المفتوحة للعملات الأجنبية لدى المصارف.

قيود بريطانية

وأعلنت الحكومة البريطانية، الاثنين أنها "ستتخذ فوراً كل الخطوات اللازمة لتنفيذ القيود المفروضة، لمنع أي أشخاص طبيعيين أو اعتباريين في المملكة من إجراء تعاملات مالية مع جهات، بما في ذلك المصرف المركزي الروسي وصندوق الثروة الوطني الروسي ووزارة المال الروسية".

وأشارت إلى أن هذه التدابير تُتخذ بالتنسيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. واعتبرت بريطانيا أن لديها "سلطة منع المصارف المدرجة (على اللائحة)، من الحصول على الجنيه الإسترليني وتسوية المدفوعات من خلال المملكة المتحدة". 

وقال وزير المال البريطاني ريشي سوناك: "هذه الإجراءات تُظهر تصميمنا على تطبيق عقوبات اقتصادية صارمة، رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا".

وذكر محافظ المصرف المركزي الإنجليزي، أندرو بيلي، أن المصرف "يواصل اتخاذ أي إجراءات لازمة، لدعم ردّ الحكومة على الغزو الروسي لأوكرانيا".

وأشارت "رويترز" إلى أن العقوبات الجديدة تتضمّن أيضاً فرض قيود على المؤسسات المالية الروسية وإجراءات لمنع الشركات الروسية من إصدار أوراق مالية قابلة للتحويل، وأدوات أخرى في سوق المال بالمملكة المتحدة.

طوابير لشراء عملات أجنبية

وانتظر روس في طوابير طويلة أمام ماكينات الصرف الآلي الأحد، في ظلّ مخاوف من توقف البطاقات المصرفية عن العمل أو فرض المصارف قيوداً على عمليات السحب النقدي.

ونقلت "رويترز" عن بيوتر، المقيم في مدينة سان بطرسبرج، قوله: "منذ الخميس، يركض الجميع من ماكينة صرف آلي إلى أخرى للحصول على نقود. بعضهم محظوظ والبعض الآخر ليس كثيراً".

أما سيرجي، المقيم في موسكو، فقال إنه سيحتاج إلى طلب بطاقة جديدة، بعدما توقف قبل 5 سنوات عن استخدام النقود. وأضاف: "اعتدت أن أعيش في القرن الحادي والعشرين من دون أن أحمل بطاقات بلاستيكية. كل شيء مثبت على هاتفي الذكي".

وكالة "بلومبرغ" نقلت عن فلاديمير، وهو مبرمج عمره 28 عاماً، قوله فيما كان ينتظر في طابور طويل عند ماكينة للصرف الآلي في مجمّع تجاري بموسكو: "وقفت في طوابير لساعة، لكن العملات الأجنبية لم تعد متوافرة، فقط الروبل. وقفت في الطابور متأخراً، لأنني لم أكن أعتقد بأن هذا ممكن. أنا مصدوم".

"كارثة على الاقتصاد"

ونصح المصرف المركزي الروس المواطنين بحمل بطاقاتهم المصرفية معهم، منبّهاً إلى أن أنظمة الدفع عبر الهاتف ربما لن تعمل، في ما يتعلّق بالمتاجر عبر الإنترنت التي يديرها أحد المصارف الخمسة الخاضعة لأقسى العقوبات.

وسعت المصارف الروسية إلى تهدئة المخاوف بشأن إمدادات الأموال وأنظمة الدفع عبر الإنترنت. وأعلن "سبير بنك"، أبرز مقرض في روسيا، أنه لا يرى أي انقطاع في تعاملات العملاء، من خلال أنظمة الدفع الخاصة به وأنظمة شركائه، وفق "رويترز".

لكن رومان بوريسوفيتش، وهو مستثمر مصرفي سابق في موسكو، حذر من أن "فوضى" ستعمّ الأسواق الاثنين. وأضاف: "ستضع (السلطات الروسية) ضوابط بالتأكيد. لا يمكنهم الدفاع عن الروبل لكنهم على الأرجح سيوقفون التداول، ثم يضبطون الروبل على سعر مصطنع كما كانوا يفعلون. ستكون هناك سوق سوداء".

وكتب رئيس الوزراء الروسي السابق، ميخائيل كاسيانوف، على "تويتر": "الأمر الأخطر هو أن يجمّد الغرب احتياطيات المصرف المركزي... لن يكون هناك ما يدعم الروبل. سيشغلون المطبعة. التضخم المفرط والكارثة على الاقتصاد ليسا بعيدين".

وأشارت "رويترز" إلى ارتفاع سعر البلاديوم بنحو 6% الاثنين، بعدما تزايدت المخاوف المتعلّقة بإمدادات المعدن المُستخدم في صناعة السيارات، مع فرض الغرب عقوبات جديدة على روسيا، وارتفع سعر الذهب بأكثر من 1%، بعدما وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوة الردع النووي في حالة تأهب. وشركة "نورنيكل" الروسية هي أبرز مورّد للبلاديوم في العالم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات