تعيين موالين لترمب في البنتاغون بعد عزل إسبر

time reading iconدقائق القراءة - 6
مقرّ وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن - 26 ديسمبر 2011 - AFP
مقرّ وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن - 26 ديسمبر 2011 - AFP
واشنطن – وكالات

أفادت وكالة "أسوشييتد برس" بتعيين ثلاثة من الموالين المخلصين للرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مناصب بارزة في وزارة الدفاع (البنتاغون)، بعد يوم على عزله وزير الدفاع مارك إسبر. وأشارت الوكالة إلى أن بين هؤلاء معلّقاً سابقاً في شبكة "فوكس نيوز"، لم ينل موافقة مجلس الشيوخ، نتيجة تصريحات هجومية أدلى بها، طالت الإسلام.

ولفتت الوكالة إلى أن هذه التغييرات المفاجئة "هزّت الوزارة"، مضيفة أن "موظفين، مدنيين وعسكريين، يترقبون بقلق إطاحة مسؤولين آخرين، ويخشون طرد أي شخص يُعتبر غير مخلص بدرجة كافية لترمب، في الأشهر التي تسبق تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، ويتساءلون عن احتمال تسييس الجيش، وهو مؤسسة غير سياسية تاريخياً".

واستبعدت الوكالة إجراء "تحوّلات جذرية في السياسة"، قبل تنصيب بايدن في 20 يناير المقبل، لافتة إلى أن التغييرات قد تلحق "مزيداً من الضرر بآفاق انتقال سلس" للسلطة، بعد رفض ترمب الاعتراف بهزيمته في الانتخابات.

واستقال جيمس أندرسون، الذي كان نائباً لوزير الدفاع بالوكالة للشؤون السياسية، الثلاثاء، وأُبدِل بسرعة بأنتوني تاتا، وهو جنرال متقاعد من الجيش بنجمة واحدة. بعد ذلك بفترة وجيزة، استقال جوزف كيرنان، وهو لواء بحري متقاعد، من منصب نائب الوزير لشؤون الاستخبارات، مسرّعاً خطوة كانت مرتقبة بعد الانتخابات، وخلفه عزرا كوهين واتنيك.

جاء ذلك، في اليوم الثاني لتولّي كريستوفر ميللر منصب وزير الدفاع بالوكالة، علماً أن الأخير جلب معه أيضاً رئيساً جديداً لمكتبه، هو كاش باتيل الذي خلف جين ستيوارت، الذي شغل المنصب خلال حقبة إسبر.

مشاركون في حملة ترمب

وأفادت "أسوشييتد برس" بأن باتيل وكوهين واتنيك مواليان بشدة لترمب، وعملا سابقاً في مجلس الأمن القومي. وأضافت أن باتيل كان ضمن مجموعة محدودة من مساعدين، سافروا مع ترمب على نطاق واسع خلال المرحلة الأخيرة من حملته الانتخابية. كما أنه مدعٍ عام سابق في قسم الأمن القومي في وزارة العدل، وعضو سابق في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، وكان آنذاك مساعداً بارزاً للنائب الجمهوري ديفين نونيز، الذي تولّى تحقيقاً في "تدخل" روسيا بانتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2016.

وأشارت الوكالة إلى أن "حسابات إعلامية ربطت" باتيل بجهود للتشكيك بتحقيق في علاقات محتملة بين حملة ترمب وموسكو. وأضافت أنه انتقل إلى مجلس الأمن القومي، في فبراير 2019، وزار سوريا هذا العام، حيث أجرى "محادثات نادرة على مستوى بارز"، لتأمين إطلاق أميركيَّين فُقدا منذ سنوات، بينهما الصحافي أوستن تايس.

أما كوهين واتنيك، فحظي برعاية مايكل فلين، أول مستشار للأمن القومي خلال عهد ترمب، والذي خلفه هربرت ماكماستر في عام 2017، في إطار تغييرات في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي.

واعتبرت "أسوشييتد برس" أن التغييرات التي طالت موظفين في وزارة الدفاع فاقمت اضطرابات بعد رحيل إسبر، مستدركة أن مدى تأثيرها في البيروقراطية الهائلة في "البنتاغون" ليس واضحاً بعد.

وأضافت أن الوزارة ترتكز إلى مبدأ السيطرة المدنية على الجيش، مشيرة إلى أن نشاطات يومية كثيرة ينفذها خبراء مهنيون وقادة عسكريون، في الولايات المتحدة والعالم، ملتزمين بسلسلة صارمة للقيادة، علماً أن رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي لا يزال يحتفظ بمنصبه.

تاتا في مجلس الشيوخ

ولفتت الوكالة إلى أنها المحاولة الثانية لترمب، لإدخال تاتا في وزارة الدفاع. وذكّرت بأن الرئيس الجمهوري عيّنه نائباً لوزير الدفاع بالوكالة للشؤون السياسية، في وقت سابق من هذا العام، لكن مجلس الشيوخ ألغى جلسة استماع في هذا الصدد، بعدما تبيّن أن تثبيت تعيينه سيكون شبه مستحيل. وسحب تاتا ترشيحه للمنصب، قبل أن يعيّنه ترمب مساعداً لنائب الوزير للشؤون السياسية.

وذكرت "أسوشييتد برس" أن وزارة الدفاع شهدت "اضطرابات مستمرة"، مضيفة أن جون رود أُرغم على الاستقالة من منصبه نائباً للوزير للشؤون السياسية، في فبراير الماضي، بعدما أغضب البيت الأبيض لتحذيره من تجميد الولايات المتحدة مساعداتها لأوكرانيا، في ملف أسفر عن مساءلة الرئيس، لكن مجلس الشيوخ أحبط محاولة الديمقراطيين عزله.

وسيؤدي تاتا "واجبات" وظيفة نائب الوزير، ولن يفعل ذلك بالوكالة، علماً أن المسؤولين الذين يؤدون عملهم بالوكالة يحظون بنفوذ أكبر من الذين "يؤدون واجبات" الوظيفة.

وأشارت "أسوشييتد برس" إلى تقارير أفادت بأن تاتا كتب على "تويتر" في عام 2018، تعليقاً هاجم فيه الإسلام، ووصف الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما بأنه "زعيم إرهابي ومسلم"، قبل أن يحذف التغريدات لاحقاً.

وخلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ، قال النائب الديمقراطي آدم سميث، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، إن على ترمب ألا يعطي الأولوية للولاء، على حساب الكفاءة، وألا يعيّن شخصاً إذا "لم يتمكّن من نيل دعم مجلس الشيوخ، كما هو واضح مع تاتا".