الجيش الأفغاني يعتمد استراتيجية تتضمن التخلي عن مناطق لطالبان

time reading iconدقائق القراءة - 4
جندي من الجيش الأفغاني في نقطة تفتيش بولاية هرات، 9 يوليو 2021 - REUTERS
جندي من الجيش الأفغاني في نقطة تفتيش بولاية هرات، 9 يوليو 2021 - REUTERS
كابول -رويترز

قال مسؤولون أفغان وأميركيون إن الجيش الأفغاني الذي مني بخسائر فادحة في أرض المعركة، يتجه لتغيير الاستراتيجية التي يخوض بها الحرب مع حركة طالبان؛ ليركز قواته حول المناطق الأكثر حساسية مثل كابول ومدن أخرى والمعابر الحدودية والبنية التحتية الحيوية.

وهذه الاستراتيجية التي تنطوي على مخاطر سياسية، ستعني بالضرورة التخلي عن مناطق لمقاتلي طالبان، لكن مسؤولين يقولون إنه يبدو أن الأمر بات ضرورة عسكرية في ظل سعي القوات الأفغانية المنهكة للحيلولة دون فقدان السيطرة على عواصم الأقاليم، الأمر الذي قد يتسبب في تصدع البلاد.

ويتزامن تركيز القوات، الذي تم الإقرار به علناً من قبل لكن دون الكشف عن هذه التفاصيل، مع انسحاب القوات الأميركية قبل إنهاء المهمة العسكرية رسمياً هناك في 31 أغسطس، تنفيذاً لأوامر الرئيس الأميركي جو بايدن.

وتحقق حركة طالبان مكاسب ميدانية سريعة وتسيطر على مزيد من المناطق، كما تضغط أكثر على مشارف نصف عواصم الأقاليم في محاولة لعزلها.

حماية البنية التحتية

وقال مسؤول أفغاني طلب عدم ذكر اسمه إن إعادة نشر القوات ستساعد كابول في الاحتفاظ بالسيطرة على مناطق استراتيجية والدفاع عن البنية التحتية التي تشمل سداً بني بمساعدة الهند وطرقاً رئيسية سريعة.

لكن تركيز القوات في مناطق بعينها يعني أيضاً ترك مناطق أخرى دون حماية، وهو أمر يصعب إقناع المواطنين به، وكذلك المجموعات العرقية التي ستشعر بأن السلطة المركزية تخلت عنها في مواجهة طالبان.

وتساءل المسؤول الأفغاني "كيف تبعث برسالة كتلك لجمهور مذعور؟ من المفهوم أن يشعر بذلك على مدى الأسابيع الماضية التي سيطرت فيها طالبان على مناطق".

وتابع قائلاً "لأن جزءاً كبيراً من إعادة النشر تلك سيعني ضمنياً، على الأقل في المدى القصير، أن طالبان ستملأ الفراغ الذي تتركه (القوات) وراءها".

التخلي عن المراكز

وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إن الاستراتيجية الجديدة ستتضمن "التخلي عن مراكز المقاطعات" لحماية المراكز الأكبر المكتظة بالسكان مثل العاصمة كابول، وأضاف "طالبان تكتسب زخماً استراتيجياً".

وقال ميلي في مؤتمر صحافي، الأربعاء: "هناك احتمال أن تسيطر طالبان بشكل كامل واحتمال آخر بأي عدد من السيناريوهات.. لا أعتقد أن الأمر قد حسم بعد".

حماية انتقائية

وقال كينيث ماكنزي، الجنرال بقوات مشاة البحرية وقائد القيادة المركزية الأميركية التي تشرف على القوات الأميركية في أفغانستان وتدعم القوات الأفغانية بعد أن اطلع على الخطة هذا الشهر إن الأفغان يعلمون أن عليهم اختيار معاركهم.

وتابع قائلاً "لا يمكنك الدفاع عن كل شيء. إذا دافعت في كل الأماكن فلن تحمي أي مكان. وبالتالي أعتقد أن الأفغان يدركون أن عليهم تركيز" قواتهم، دون أن يقدم تفاصيل.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة كانت لديها بواعث قلق منذ سنوات عن الأسلوب الذي تتبعه القوات الأفغانية في حراسة نقاط التفتيش بما يشمل المناطق النائية أو المحاور العدائية.

وقال "أعتقد الآن أنهم يدركون أن عليهم الانسحاب وتركيز القوات والدفاع عن تلك المناطق الحيوية للغاية".

تحذير استخباراتي

وحذرت وكالات الاستخبارات الأميركية من أن الحكومة الأفغانية قد تسقط في وقت لا يتعدى 6 أشهر وفقاً لما ذكره مسؤولون أميركيون لـ"رويترز". ووعد بايدن بتقديم دعم مالي للقوات الأفغانية ومضاعفة الجهود الدبلوماسية لإحياء محادثات السلام.

لكن طالبان لم ترد على دعوات من 15 بعثة دبلوماسية وممثل حلف شمال الأطلسي يوم الاثنين لوقف هجومها العسكري. كما أخفقت الحركة والحكومة الأفغانية في الاتفاق على وقف لإطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى، في المحادثات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة.

ويعتقد مسؤولون عسكريون أميركيون أن طالبان تسعى لإنهاء الحرب بنصر عسكري على أرض المعركة بدلاً من إنهائها على طاولة التفاوض.

اقرأ أيضاً: