"أزمة زابوروجيا النووية" في مجلس الأمن.. موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات

time reading iconدقائق القراءة - 7
المندوب الروسي بالأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا يلقي كلمته أمام مجلس الأمن بشأن محطة زابوروجيا النووية في أوكرانيا - نيويورك - 11 أغسس 2022 - REUTERS
المندوب الروسي بالأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا يلقي كلمته أمام مجلس الأمن بشأن محطة زابوروجيا النووية في أوكرانيا - نيويورك - 11 أغسس 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الخميس، خلال جلسة لمجلس الأمن خصصت للوضع في محطة زابوروجيا للطاقة النووية، إن أوكرانيا تدفع العالم إلى "شفا كارثة نووية"، فيما قال المندوب الأوكراني سيرجي كيسليتسيا إن موسكو "قصفت المحطة لإبعاد الأنظار عن قصفها لمدن وقرى أوكرانية أخرى".

وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشن هجمات على محطة زابوروجيا للطاقة النووية، الأكبر في أوروبا، والتي تخضع لسيطرة روسية منذ مارس الماضي، وسط مخاوف من التسبب في "كارثة نووية".

واتهم المندوب الروسي القوات الأوكرانية بقصف محطة زابوروجيا بالمدفعية الثقيلة والصواريخ والقنابل العنقودية، وقال إن هذه "الهجمات تشكل خطراً على أمن المحطة"، مضيفاً أن "أفعال كييف تدفع العالم إلى حافة كارثة نووية مشابهة لكارثة تشيرنوبيل".

وقال نيبينزيا: "روسيا حذرت الغرب  مراراً من أنهم إذا لم يتحدثوا إلى الأوكرانيين لاتخاذ خطوات عقلانية، فإن العواقب ستتعدى حدود أوكرانيا"، وأضاف أن إحدى هذه الهجمات وقعت في 5 أغسطس، وقطعت خطوط الكهرباء ودمرت محطة ضغط عالي.

وأشار إلى أن "القوات الأوكرانية تضرب المحطة خلال عمليات تغيير دورات العمل لإخافة الموظفين، الذين هم مواطنين أوكرانيين".

"إصابة مخزن للوقود النووي"

وذكر المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، أن الشظايا المتطايرة من قنابل عنقودية "ضربت منشأة لتخزين الوقود النووي المستنفد، وأدت إلى جرح موظف". ولفت إلى أنه "لا يوجد تواصل بين قواتنا والقوات الأوكرانية".

وشدد على دعمه لجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة المحطة، متهماً كييف برفض كل الخيارات التي عرضتها روسيا عليها بالتعاون مع الوكالة، قائلاً إنها "ترغب في عرقلة عمل المحطة".

وأشار المندوب الروسي إلى أنه في 3 يونيو، اتفقت روسيا وقيادة الوكالة الذرية على مسار وجدول زيارة بعثة من الوكالة، وأن هدف البعثة كان "تقني فقط"، لتأمين المحطة وتقييم ما تحويه المحطة ووسائل الأمان، ولكن تم إلغاء البعثة في اللحظة الأخيرة.

وقال إن إلغاء مهمة البعثة "جاء في صالح كييف والدول الغربية". ودعا إلى زيارة خبراء الوكالة للمحطة في أقرب وقت ممكن، واقترح أن تكون الزيارة قبل نهاية أغسطس، لكنه قال إن "لا ضمانات من كييف بأن الزيارة ستحدث".

"خطر الإشعاع"

وحذّر المندوب الروسي من أنه إذا "لم توقف القوات الأوكرانية هجماتها، فإن خطر الإشعاع سيلوح فوق الجنوب الأوكراني في زابوروجيا وخيرسون وميكولايف ودونيتسك وروسيا وبيلاروس ومولدافيا ورومانيا".

وقال إن هذا النطاق هو "أكثر السيناريوهات تفاؤلاً"، وإن"النطاق الحقيقي للإشعاع إذا حدثت الكارثة لا يمكن تحديده". وشدد على أن "المسؤولية كاملة في هذه الحالة ستقع على عاتق الداعمين الغربيين لكييف".

من جهته، حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، أمام مجلس الأمن ، من أن "الوضع حرج" في محطة زابوروجيا للطاقة النووية، وطالب بالسماح لمهمة من الوكالة بزيارة المحطة "في أقرب وقت ممكن".

وشدد على أنه "يجب العمل بشكل براجماتي للحصول على ممر آمن لخبراء الوكالة"، مضيفاً أنه "مستعد بشكل شخصي لقيادة فريق من الخبراء لزيارة المحطة"، مؤكداً أن "عامل الوقت حاسم، وأن هذه الزيارة يجب أن تتم في أقرب وقت ممكن".

"تضليل وخداع"

وقال مندوب أوكرانيا في الأمم المتحدة سيرجي كيسليتسيا، إنه "قبل ستة أشهر لم يكن أحد يتخيل أن يتم احتلال أكبر محطة نووية في أوروبا عقب اجتياح عسكري بالدبابات والمدفعية والجنود المسلحين".

وأشار إلى أن روسيا "لجأت إلى قصف المحطة النووية، لإبعاد الأنظار عن قصفها للمدن والقرى الأوكرانية". ووصف كلمة المندوب الروسي بأنها "فيضان من التضليل والخداع".

واعتبر أن دعوة روسيا لاجتماع مجلس الأمن جاء "بعد أن انهارت خطتهم"، وقال إن هذه الدعوات "مثيرة للسخرية"، خصوصاً "عقب آخر هجماتهم على المحطة، والتي وقعت، الخميس، وهددت سلامة المحطة وموظفيها".

"نتيجة مباشرة للغزو"

وزيرة الحد من التسلح والأمن العالمي الأميركية بوني جينكينز، ألقت كلمة الولايات المتحدة في الجلسة، ورحبت بجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ضمان الأمن النووي في أوكرانيا، وعلى المستوى العالمي.

وشدّدت على أن الولايات المتحدة "تراقب عن كثب" الموقف في محطة زابوبوجيا، وأشارت إلى تزايد مخاطر "حادث نووي" ما قد تؤدي إلى الإضرار بالمجتمع العالمي وأوكرانيا والدول المجاورة لها. 

وقالت إن الوضع في المحطة النووية "ليس لغزاً"، ولكنه نتيجة مباشرة لـ"قرار الاتحاد الروسي بغزو أوكرانيا".

وتابعت: "الغزو الروسي تسبب في وفاة وجرح آلاف المدنيين وخرق ميثاق الأمم المتحدة، وزاد من مخاطر انعدام الأمن الغذائي وتقلبات الأسواق، والآن زاد من مخاطر وقوع حادث نووي".

ودعت إلى عودة كاملة للسيطرة على محطة زابوبوجيا إلى أوكرانيا.

انسحاب القوات الروسية "الحل الوحيد"

مندوبة غانا بمجلس الأمن، دعت إلى انسحاب القوات الروسية بشكل كامل من كافة الأراضي الأوكرانية المعترف بها عالمياً، هي السبيل الوحيد لاستعادة السلم والاستقرار في أوكرانيا، مطالبة بحل سلمي، كما وصفت الحرب بأنها "لا منطق لها".

ودعت لاحترام القوانين والمعاهدات النووية معتبرة أن العالم "لا يمكنه احتمال كارثة نووية أخرى".

وقالت إن على جميع الأطراف التزام ضبط النفس، لحماية النفس البشرية ومنع كارثة نووية.

زيلينسكي يدعو العالم لـ"تحرك فوري"

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري" لإخراج الروس من محطة زابوريجيا.

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي عبر الفيديو: "يجب أن يتحرّك العالم بأسره فوراً لطرد محتلّي زابوريجيا"، مضيفاً أن "الانسحاب التام للروس وحده (...) سيضمن الأمن النووي لكل أوروبا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات