بعد أقل من 100 يوم على تعيينه قائداً لقوات بلاده في أوكرانيا، أعلنت روسيا استبدال الجنرال سيرجي سوروفيكين بقائد جديد هو فاليري جيراسيموف، ليكون بذلك ثالث شخصية عسكرية تتولى هذا المنصب الرفيع منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل نحو عام.
وتعكس هذه التغييرات، في ما يبدو، حجم الانتكاسات والصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي في حربه التي انطلقت في 24 فبراير 2022، واعتبر البعض وقتها أنها لن تكون أكثر من "نزهة" للقوات الروسية المتفوقة عدداً وتسليحاً على نظيرتها الأوكرانية.
وفي وقت سابق الأربعاء، ذكرت وسائل إعلام روسية أن وزير الدفاع سيرجي شويجو أمر بتعيين رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف مشرفاً على الحملة العسكرية الروسية بأوكرانيا، في أحدث تغيير بالقيادة العسكرية لموسكو.
وقالت الوزارة إن سوروفيكين سيظل نائباً لجيراسيموف، لافتةً إلى أن التغييرات مُصممة لزيادة كفاءة إدارة العمليات العسكرية في أوكرانيا، بعد أكثر من 10 أشهر في الحملة.
وذكرت وكالة "رويترز" أنه على غرار شويجو، واجه جيراسيموف انتقادات لاذعة من المدونين العسكريين المؤيدين للحرب، بسبب عدة انتكاسات روسية في ساحة المعركة، والفشل في تأمين النصر في حملة توقع الكرملين أن تستغرق وقتاً قصيراً.
واشتبكت القوات الروسية والأوكرانية في معركة عنيفة، الأربعاء، حول بلدة سوليدار شرقي أوكرانيا، وهي نقطة انطلاق في ضغوط موسكو للاستيلاء على منطقة دونباس بأكملها. وبدا أن الروس لديهم اليد العليا.
من هو فاليري جيراسيموف؟
تخرج جيراسيموف عام 1977 في مدرسة القيادة العليا للدبابات في قازان التي سميت على اسم رئاسة مجلس السوفيات الأعلى "ASSR"، ثم قاد فصيلة وسرية وكتيبة في المجموعة الشمالية للقوات ومنطقة الشرق الأقصى العسكرية.
وبعد تخرجه عام 1987 من الأكاديمية العسكرية للقوات المدرعة، شغل منصب رئيس الأركان وقائد فوج دبابات، قبل أن يتولى رئاسة أركان قسم بنادق آلية في منطقة البلطيق العسكرية.
وبين عامي 1993و1995، شغل جيراسيموف منصب قائد فرقة بندقية آلية في مجموعة القوات الشمالية الغربية.
وفي أعقاب تخرجه في الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية عام 1997، أصبح النائب الأول لقائد الجيش في منطقة موسكو العسكرية، ثم نائب القائد، ورئيس الأركان، وقائد الجيش الـ58 في شمال القوقاز.
وبين عامي 2003 و2005 شغل منصب رئيس أركان منطقة الشرق الأقصى العسكرية، وفي 2005 أصبح رئيس المديرية الرئيسية للتدريب القتالي والخدمة للقوات المسلحة الروسية، وفي ديسمبر التالي شغل منصب رئيس أركان منطقة شمال القوقاز العسكرية، وبعد عام تم تعيينه قائداً لمنطقة لينينجراد العسكرية.
وفي فبراير 2009، أصبح جيراسيموف قائداً لمنطقة موسكو العسكرية، ومنذ ديسمبر 2010 شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، ثم قائد المنطقة العسكرية المركزي منذ 26 أبريل 2012.
وبموجب مرسوم صادر عن رئيس الاتحاد الروسي بتاريخ 9 نوفمبر 2012، تم تعيينه رئيساً لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للاتحاد الروسي، إضافة إلى منصب النائب الأول لوزير الدفاع الروسي.
وفي 11 يناير 2022، اختارته وزار ة الدفاع لتولي قيادة المجموعة المشتركة للقوات في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وخلال مسيرته العسكرية حصل الجنرال الذي يُلقب بـ"بطل روسيا" والمولود في 8 سبتمبر 1955 في قازان، أكبر مدن تتارستان في روسيا الاتحادية، على العديد من الأوسمة، من بينها "القديس جورج" من الدرجتين الثالثة والرابعة، ووسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى، ووسام "الاستحقاق العسكري".
إخفاق "الجنرال أرماجيدون"
وفي أكتوبر الماضي، اختارت موسكو الجنرال سيرجي سوروفيكين، الذي تُلقبه وسائل الإعلام الروسية بـ"الجنرال أرماجيدون" بسبب شهرته بانعدام الرحمة، ليكون قائدها الأعلى في ساحة المعركة عقب سلسلة من الهجمات المضادة الأوكرانية التي حولت مسار الصراع.
وجاء تعيين سوروفيكين آنذاك بعد ساعات من انفجار جسر "كيرتش" الاستراتيجي الذي يربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية، ما أودى بحياة 3 أشخاص. وحينذاك تم ربط التغيير في قيادة القوات الروسية بالوضع الميداني في تلك الفترة، إذ استعادت كييف العديد من المناطق التي استولت عليها روسيا قبل أشهر.
وفي 24 يونيو الماضي، كان سوروفيكين على رأس قوات الجنوب الروسية في أوكرانيا، كما قاد سابقاً مجموعة روسية في سوريا، وشارك في الحرب الشيشانية الثانية وفي الصراع في طاجيكستان.
وأعلنت روسيا تعيين سوروفيكين قائداً لقواتها في سوريا في مارس 2017، وفي أكتوبر التالي نال لقب بطل الاتحاد الروسي لـ"شجاعته وبطولاته" في أداء الواجب العسكري في سوريا، وفي نوفمبر التالي أصبح قائداً أعلى للقوات الجوية.
اقرأ أيضاً: