أول تعليق لظريف بعد "التسريبات".. وروحاني يطلب تحقيقاً

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الخارجية محمد جواد ظريف - 29 أكتوبر 2019 - REUTERS
وزير الخارجية محمد جواد ظريف - 29 أكتوبر 2019 - REUTERS
طهران -أ ف ب

طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني التحقيق في تسريب تسجيل صوتي لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، والذي وصفته الحكومة بـ"المؤامرة"، بعدما أثار جدلاً واسعاً في إيران، فيما نشر ظريف تسجيلاً على "إنستغرام".

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في مؤتمر صحافي: "نعتقد أن سرقة المستندات هي مؤامرة ضد الحكومة والنظام (السياسي للجمهورية)، ونزاهة المؤسسات المحلية الفاعلة، وأيضاً مؤامرة على مصالحنا الوطنية".

وأضاف "أمر الرئيس وزارة الأمن (الاستخبارات) بتحديد الضالعين في هذه المؤامرة"، معتبراً أن "ملف مقابلة السيد ظريف، ولأسباب واضحة ... تمت سرقته ونشره من قبل أشخاص يتم تحديد هوياتهم"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن هذه الأسباب.

وأثار التسجيل الممتد لنحو ثلاث ساعات، والذي حصل عليه موقع "إيران إنترناشيونال"، جدلاً في البلاد لأن ظريف يتحدث فيه عن عدة قضايا من أبرزها تدخل قائد "فيلق القدس" السابق في الحرس الثوري قاسم سليماني في السياسة الخارجية، وحديثه عن أولوية نالها "الميدان" على حساب الدبلوماسية.

ولم ينفِ المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده صحة التسجيل، ولكنه أكد الاثنين أنه اقتطع من حوار امتد سبع ساعات، ولم يكن معداً للنشر، وتضمن مواقف "شخصية" لظريف الذي يشغل منصبه منذ عام 2013، بعد تولي روحاني منصب رئاسة الجمهورية.

تعليقات ظريف

ولم يتحدث ظريف بشكل مباشر عن التسريبات، ولكنه نشر الثلاثاء تسجيلاً صوتياً مقتضباً عبر حسابه الرسمي على إنستغرام.

ويقول ظريف في التسجيل باللغة الفارسية: "أعتقد أنه يجب ألا تعمل من أجل التاريخ ... أقول إنني لا أقلق كثيراً من التاريخ، بل ما يثير قلقي هو الله والشعب"، وفق وكالة فرانس برس.

وأثارت التصريحات المسرّبة انتقادات من سياسيين ووسائل إعلام محافظين، لا سيما أنها طالت سليماني الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الإقليمية الإيرانية، ويحظى بمكانة كبيرة، خصوصاً بعد مقتله في ضربة جوية أميركية في العراق مطلع عام 2020.

وتصدرت قضية التسجيل الصفحات الأولى لغالبية الصحف الإيرانية، الثلاثاء، مع توجيه المحافِظة منها انتقادات لاذعة لظريف، في حين سألت الإصلاحية عن هدف التسريب، وفق فرانس برس.

انتقادات

ونشرت "وطن أمروز" المحافظة على صفحتها الأولى صورة كبيرة لظريف بالأبيض والأسود، مع عنوان باللون الأحمر هو "حقير" (بالفارسية وهي أقرب الى "الدنيء" بالعربية).

 وكتبت "يزعم ظريف أن إنجازات أو قدرات المفاوضات والدبلوماسية تم منحها إلى الميدان، علماً أنه يجدر بالدبلوماسية أن تتبع مساراً لزيادة قوة النظام (السياسي لإيران)".

من جهتها، اعتبرت صحيفة "كيهان" أنه "في حال كانت الأجزاء المثيرة للجدل من هذه التصريحات صحيحة،وهي ليست كذلك، فقد أخطأ ظريف بحق الثقة وهذه ليست جريمة صغيرة".

وأضافت: "تعليقات كهذه توفر معلومات وذخيرة لحرب العدو النفسية، وتتيح له أن يعرف أين يضرب، وأي تشققات وأي تباينات محتملة يركز عليها، وكيفية التأثير في معركة الرأي العام".

أما صحيفة "جوان"، فقارنت بين تصريحات ظريف عن سليماني ومقتل الأخير بضربة جوية أميركية في بغداد في يناير 2020، بقرار من الرئيس السابق دونالد ترمب.

وكتبت أن سليماني "اغتيل جسدياً بناء على أمر من المخلوق الأكثر انحطاطاً في العالم، أي رئيس الولايات المتحدة، لكن وزير خارجية بلادنا بزعمه هذه الأمور لأسباب غير معروفة اغتال شخصيته".
من جهتها، ركزت الصحف الإصلاحية على معرفة مصدر تسريب التسجيل. وعنونت صحيفة "شرق" على صفحتها الأولى "من سرّبه؟ من استفاد؟".