
تصاعدت حدة التوتر بين الجزائر وإسبانيا في أعقاب رد وزير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس على تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشأن قضية الصحراء، بقوله إنه لا يريد تأجيج "جدال عقيم"، وهو ما أثار غضب وزارة الخارجية الجزائرية، التي وصفت ما قاله ألباريس بـ"المؤسف وغير المقبول"، محذرة من "العواقب".
وقال تبون في مقابلة مع وسائل إعلام جزائرية، ليل السبت، إن موقف إسبانيا بخصوص ملف الصحراء "غير مقبول أخلاقياً وتاريخياً"، وبيّن أن "المطلوب من إسبانيا مراجعة نفسها وتطبيق القانون الدولي في قضية الصحراء"، وشدد على أن بلاده "لن تتخلى عن التزامها بتموين إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف".
"جدال عقيم"
ورد وزير الخارجية الإسباني على تصريحات الرئيس الجزائري خلال مقابلة مع إذاعة "أوندا ثيرو" الإسبانية، الاثنين، قائلاً إنه "لا يريد تأجيج جدال عقيم مع الجزائر"، مضيفاً أن "إسبانيا اتخذت قراراً سيادياً في إطار الشرعية الدولية، وليس هناك أمر نضيفه".
وأكد وزير الخارجية الإسباني أن الأهم في تصريحات تبون، هو "ما كنا نقوله منذ أسابيع، وهو الضمان الكامل لتوريد الغاز الجزائري إلى إسبانيا، والاحترام الدقيق للعقود الدولية التي أبرمتها شركاتنا مع الحكومة الجزائرية".
"تحمل العواقب"
وقال مبعوث الجزائر للمغرب العربي والصحراء، عمار بلاني، الاثنين، إن تصريحات وزير الخارجية الإسباني "مؤسفة وغير مقبولة".
وأوضح بلاني في تصريحات للإعلام الجزائري أن "مثل هذه التصريحات لن تساهم بالتأكيد في عودة سريعة للعلاقات الثنائية إلى طبيعتها، وسيتعين على الوزير الإسباني تحمل العواقب".
تدخل أوروبي
وأفادت صحيفة "إل كونفيدونثيال" الإسبانية، خلال هذا الأسبوع، بطلب مساعدة قدمه وزير الخارجية الإسبانية جوزيه مانويل ألباريس، إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، من أجل تجاوز الأزمة مع الجزائر.
وكان بوريل التقى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة على هامش "منتدى الدوحة" في 26 مارس الماضي، بطلب من ألباريس. وقالت مصادر في الخارجية الإسبانية للصحيفة إن "إسبانيا يمكنها الاعتماد على الاتحاد الأوروبي عند الحاجة إليه".
ولكن مصدراً دبلوماسياً جزائرياً قال لموقع "ألجيري باتريوتيك"، إن "الأزمة ثنائية بين البلدين، ونحن نتعامل مع إسبانيا وليس مع الاتحاد الأوروبي".
ويرى الجانب الجزائري أن الأزمة في الأساس مع رئيس الحكومة الإسباني، إذ قال الرئيس عبدالحميد تبون، السبت، إن "علاقاتنا مع الدولة الإسبانية طيبة، لكن رئيس حكومتها (بيدرو سانشيز) أفسدها بقراره الأخير".
ويقود رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الحزب الاشتراكي الذي يشغل عضويته جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية.