مسؤول أوكراني لـ"الشرق": تدمير بنك البذور الزراعية سيكون كارثة للعالم

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة أرشيفية لحصاد محصول القمح في تشرينشيف، أوكرانيا- 5 يوليو 2019 - AFP
صورة أرشيفية لحصاد محصول القمح في تشرينشيف، أوكرانيا- 5 يوليو 2019 - AFP
دبي-الشرق

وصف النائب الأول لوزير السياسة الزراعية والغذاء في أوكرانيا تاراس فيسوتسكي احتمالية تدمير روسيا بنك البذور الوطني في مدينة خاركوف بأنها ستكون "كارثة"، ليس فقط على القطاع الزراعي الأوكراني، وإنما في العالم كله، بحسب تعبيره.

وأوضح فيسوتسكي في تصريحات لبرنامج "دائرة الشرق"، أن هناك الآلاف من البذور المختلفة في ذلك البنك، كاشفاً عن وجود بنك آخر للبذور في أوكرانيا، لكنه رفض الإعلان عن موقعه.

والشهر الماضي، اشتد القلق عندما تضررت منشأة أبحاث بالقرب من بنك البذور الوطني في أوكرانيا، وفقاً لـ"كروب تراست"، وهي منظمة غير ربحية أنشأتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).

ويقع مقر كل من تلك المنشأة وبنك البذور الأوكراني في خاركوف شمال شرقي أوكرانيا، والتي تتعرض لقصف مكثف من القوات الروسية.

وأكد فيسوتسكي أن بنك البذور في خاركوف مهم جداً للقطاع الزراعي، لاحتوائه على أصناف عديدة من البذور المعالجة لتتلائم مع التغير المناخي، مشيراً إلى أنه سيكون من الصعب على بلاده تأسيس مركز يحوي تلك الأصناف من جديد.

نقل البذور

وبشأن إمكانية نقل محتويات بنك البذور قال نائب وزير السياسة الزراعية الأوكراني إنه لا توجد فرصة لإفراغ البنك حالياً، وأن كييف ترغب في أن تكون تلك المحتويات في مناطق أخرى بعيداً عن القصف الروسي.

وأشار إلى أن الحكومة الأوكرانية تقوم بما في وسعها لنقل ما أمكن نقله من البذور إلى أماكن آمنة، سواء تلك التي في البنك الوطني بخاركوف أو غيره، مؤكداً أنها قادرة على ذلك دون التفاوض أو التنسيق مع روسيا.

وتطرق المسؤول الحكومي الأوكراني إلى تضرر القطاع الزراعي في بلاده بالحرب، موضحاً أن 25% من الأراضي القابلة للزراعة فُقدت ولن تنتج هذا العام، بسبب قرب بعض المناطق الزراعية من أماكن احتلتها روسيا، أو لأنها تعد مسرحاً للعمليات العسكرية.

وأعلن أن الإنتاج الزراعي لهذا العام سيكون أقل من الأعوام السابقة بنسبة 40%، مشيراً إلى التأثير السلبي لذلك على القطاع الزراعي والمزارعين الذين يخسرون منتجاتهم، مضيفاً أنه ستكون هناك الكثير من التحديات على المزارعين حين يعودون للزراعة خلال الأعوام المقبلة.

وأضاف فيسوتسكي أن بعض الأراضي الزراعية التي شهدت معارك عسكرية وجدت فيها مؤخراً متفجرات، وأصيب بعض المزارعين، ما أدى لإصابة الباقين بالخوف من الاقتراب من أراضيهم.

سبل بديلة للتصدير

ولفت إلى أن أوكرانيا قبل اندلاع الحرب الروسية كانت أكبر مصدر للإنتاج الزراعي العالمي، وتصدّر أكثر من 50% من إجمالي صادرات القمح العالمي ومحاصيل أخرى، ولكن بعد الحرب أصبحت إمكانية التصدير محدودة بعد استحالة التصدير عبر البحر الأسود، مضيفاً أن 20 مليون طن من محصول العام الماضي لم تستطع كييف تصديره عبر السفن، ما يؤثر في الدول المستوردة للحاصلات الزراعية الأوكرانية.

وبشأن اللجوء إلى سبل بديلة للتصدير مثل السكك الحديدية، قال النائب الأول لوزير السياسة الزراعية والغذاء الأوكراني إنه من المستحيل العودة لتصدير نفس الكميات عبر تلك السبل البديلة، مؤكداً أنه لا يمكن أن تستوعب سوى 25 أو 30% من الكميات التي كانت تصدر سابقاً عبر البحر الأسود.

وأفلت بنك البذور في خاركوف بصعوبة من القصف الروسي الشهر الماضي، ولم يتم أخذ نسخ سوى لـ4% فقط من بذور المستودع الأوكراني، وهو عاشر أكبر مكان للتخزين من نوعه في العالم.

وأوضح المدير التنفيذي لمنظمة "كروب تراست" التي تتخذ من ألمانيا مقراً شتيفان شميتس، أن "بنوك البذور نوع من التأمين للحياة البشرية. إنها توفر المواد الخام لتربية سلالات نباتية جديدة مقاومة للجفاف، والآفات الجديدة، والأمراض الجديدة، ودرجات الحرارة المرتفعة".

وأضاف: "ستكون خسارة مأساوية إذا تم تدمير بنك البذور الأوكراني".

وأوضحت وكالة "رويترز" أنه تعذر الوصول إلى مدير بنك البذور، ورفضت أكاديمية العلوم الأوكرانية التعليق، ولم ترد وزارة الدفاع الروسية حتى الآن على طلب للتعليق على تضرر المنشأة البحثية.

ويعتمد الباحثون على المواد الجينية المتنوعة التي تخزنها بنوك البذور، لتربية نباتات يمكنها مقاومة تغير المناخ أو الأمراض.

وازدادت أهمية ذلك لضمان إنتاج ما يكفي من الغذاء كل موسم لإطعام (7.9 مليار شخص) في وقت أصبح فيه الطقس في العالم أكثر قسوة.

وفي الوقت ذاته، أدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ثالث ورابع أكبر مصدّرين للحبوب في العالم على الترتيب، إلى زيادة تضخم أسعار المواد الغذائية، وخطر ندرة الغذاء، مع اندلاع الاحتجاجات في البلدان النامية التي تستفيد في المعتاد من الحبوب الأوكرانية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات