الجامعة العربية: إثيوبيا تسعى إلى "دق إسفين" بيننا وبين الاتحاد الإفريقي

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من اجتماعات الجامعة العربية في العاصمة المصرية القاهرة، 8 فبراير 2021 - AFP
جانب من اجتماعات الجامعة العربية في العاصمة المصرية القاهرة، 8 فبراير 2021 - AFP
دبي-الشرق

أعرب مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الثلاثاء، عن الانزعاج لما ورد في رسالة إثيوبيا الأخيرة إلى مجلس الأمن الدولي، والتي ترفض فيها تدّخل الجامعة العربية في قضية "سد النهضة"، بزعم أن ذلك قد يقوض العلاقات الوديّة والتعاونية بين الجامعة والاتحاد الإفريقي.

واحتجت أديس أبابا لدى مجلس الأمن على ما أسمته "التدخل غير المرغوب فيه من جانب جامعة الدول العربية في مسألة سد النهضة الإثيوبي"، وذلك بعد تقديم الجامعة خطاباً إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، للتدخل في الأمر.

وأكد المصدر في بيان أن "رسالة إثيوبيا تضمنت مغالطات عديدة، لكن أخطر ما ورد فيها هو السعي الواضح إلى دق إسفين بين منظمتين إقليميتين طالما احتفظتا، في الماضي والحاضر، بأوثق العلاقات وأكثرها متانة".

وشدد المصدر على أن الجامعة العربية "ليست في وارد الدخول في أي صورة من صور السجال أو المواجهة مع الاتحاد الإفريقي، خاصة أنها تضم في عضويتها 10 دول عربية، هي أيضاً دول أعضاء في الاتحاد".

وأشار إلى أن "الجامعة تحتفظ بأطرٍ وآليات مختلفة ومتعددة للتشاور، والعمل المشترك مع الاتحاد الإفريقي، وتحرص على تنسيق المواقف معه حيال العديد من القضايا، فضلاً عن العلاقة الودية الممتازة التي تربط الأمين العام للجامعة العربية، بالسيد موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي".

وأضاف المصدر أن تدخل الجامعة في موضوع "سد النهضة"، الذي يستند إلى قرارات صادرة عن مجلس الجامعة، "هو أمرٌ طبيعي ومنطقي، باعتبار القضية تؤثر على مصالح دولتين من أعضائها، هما مصر والسودان، مؤكداً أن "مواقف الدولتين العادلة، والتي تُطالب باتفاق شامل ومُلزم لملء وتشغيل خزان سد النهضة، هي محل إجماع عربي".

واختتم المصدر تصريحاته بالقول إن "المسعى الإثيوبي يحاول للأسف تصوير المسألة وكأنها صراعٌ عربي-إفريقي، وهو أمر خاطئ يدعو للانزعاج والأسف"، داعياً أديس أبابا إلى "مراجعة هذا النهج غير البناء".

هجوم إثيوبي ورفض سوداني

وذكر بيان لوزارة الخارجية الإثيوبية أن الوزير دمقي مكونن حسن، قال في رسالة بعثها لرئيس مجلس الأمن، الاثنين، إن "بلاده تشعر بخيبة أمل من جامعة الدول العربية لمخاطبتها الأمم المتحدة بشأن مسألة لا تدخل في اختصاصها"، وجاء في الرسالة أن "جامعة الدول العربية معروفة بدعمها غير المقيد واللامشروط، لأي مطالبة تقدمها مصر بشأن قضية النيل".

وأشارت رسالة وزير الخارجية الإثيوبي إلى أن "النهج الذي تتبعه الجامعة يهدد بتقويض العلاقات الودية والتعاونية بين الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، حيث تجري المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الإفريقي".

ووفقاً لبيان الخارجية، لفتت الرسالة إلى أن "الاتحاد الإفريقي كمنظمة مشتركة لإثيوبيا ومصر والسودان، يوفر للثلاثي منصة للتفاوض والوصول إلى نتيجة مربحة للجميع، مسترشداً بقناعته بإيجاد (حلول إفريقية للتحديات الإفريقية)".

من جانبه، قال مصدر في وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، لـ"الشرق" إن محاولات إثيوبيا في ما يتعلق برفضها تدّخل جامعة الدول العربية في أزمة سد النهضة "غير مجدية"، ووصف التدخل بأنه "اصطفاف عربي ضد إفريقيا". 

وأضاف المصدر أن "السودان دولة ذات سيادة ولها كامل الحق في التعامل مع جميع الدول والمنظمات بما فيها جامعة الدول العربية"، متابعاً: "نعمل مع الجميع من أجل حشد الدعم الدبلوماسي والسياسي من أجل تحقيق مصالحنا الاستراتيجية".