سد النهضة.. مصر تكثّف لقاءاتها والسودان يرفض هجوم إثيوبيا على الجامعة العربية

time reading iconدقائق القراءة - 5
أعمال الإنشاء في سد النهضة الإثيوبي  - REUTERS
أعمال الإنشاء في سد النهضة الإثيوبي - REUTERS
دبي/ الخرطوم- الشرق

التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، الثلاثاء، في نيويورك بالمندوبين الدائمين لروسيا والصين لدى الأمم المتحدة، في إطار التحضيرات المُكثفة لعقد جلسة مجلس الأمن المُقررة حول قضية سد النهضة، في الوقت الذي رفضت فيه السودان الهجوم الإثيوبي على موقف جامعة الدول العربية من الأزمة.

وقال مصدر في وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، لـ"الشرق"، إن محاولات إثيوبيا في ما يتعلق برفضها تدّخل جامعة الدول العربية في أزمة سد النهضة "غير مجدية"، وكذلك وصفها التدخل بأنه "اصطفاف عربي ضد إفريقيا". 

وأضاف المصدر أن "السودان دولة ذات سيادة ولها كامل الحق في التعامل مع جميع الدول والمنظمات، بما فيها جامعة الدول العربية"، متابعاً: "نعمل مع الجميع من أجل حشد الدعم الدبلوماسي والسياسي من أجل تحقيق مصالحنا الاستراتيجية".

هجوم إثيوبي ضد الجامعة العربية

واحتجت أديس أبابا لدى مجلس الأمن الدولي على ما أسمته "التدخل غير المرغوب فيه من جانب جامعة الدول العربية في مسألة سد النهضة الإثيوبي"، وذلك بعد تقديم الجامعة خطاباً إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة للتدخل في الأمر.

وذكر بيان لوزارة الخارجية الإثيوبية أن الوزير دمقي مكونن حسن، قال في رسالة بعثها لرئيس مجلس الأمن، الاثنين، إن "بلاده تشعر بخيبة أمل من جامعة الدول العربية لمخاطبتها الأمم المتحدة بشأن مسألة لا تدخل في اختصاصها"، وجاء في الرسالة أن "جامعة الدول العربية معروفة بدعمها غير المقيد واللامشروط لأي مطالبة تقدمها مصر بشأن قضية النيل".

وأشارت رسالة وزير الخارجية الإثيوبي إلى أن "النهج الذي تتبعه الجامعة يهدد بتقويض العلاقات الودية والتعاونية بين الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، حيث تجري المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الإفريقي".

ووفقاً لبيان الخارجية، لفتت الرسالة إلى أن "الاتحاد الإفريقي كمنظمة مشتركة لإثيوبيا ومصر والسودان، يوفر للثلاثي منصة للتفاوض والوصول إلى نتيجة مربحة للجميع، مسترشداً بقناعته بإيجاد (حلول إفريقية للتحديات الإفريقية)".

مصر تكثّف لقاءاتها 

وفي الإطار، قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان صحافي، إن الوزير سامح شكري شرح للمندوبين الدائمين لروسيا والصين في الأمم المتحدة، الأبعاد المختلفة للموقف المصري من قضية سد النهضة، والمتمثل في ضرورة التوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل السد، يُراعي مصالح الدول الثلاث، ولا يفتئت على الحقوق المائية لدولتي المصب.

وشدد شكري في هذا الإطار على "ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته للدفع قُدماً نحو التوصل إلى الاتفاق المنشود"، منوهاً بـ"مواصلة إثيوبيا سياسة التعنت ومحاولة فرض الأمر الواقع بالمخالفة للقوانين والأعراف الدولية ذات الصلة ولاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث عام 2015"، وفقاً للبيان. 

وفي نفس السياق، قال المتحدث باسم الخارجية، السفير أحمد حافظ على "تويتر"، إن "شكر ي التقى بمجموعة ترويكا الاتحاد الإفريقي المكونة من الكونغو الديمقراطية، وجنوب إفريقيا، والسنغال، لشرح أبعاد الموقف المصري من قضية سد النهضة".

وذكر أن وزير الخارجية التقى المندوب الدائم الفرنسي لدى الأمم المتحدة، والرئيس الحالي لمجلس الأمن، نيكولا دو ريفيار في نيويورك لبحث ذات القضية.

وتأتي لقاءات شكري قبل جلسة مجلس الأمن المقرر عقدها الخميس المقبل بشأن سد النهضة، بناء على طلب من مصر والسودان.

رفض مصري سوداني

وكانت إثيوبيا أبلغت مصر والسودان البدء بالملء الثاني للسد، وهو ما دفع شكري ونظيرته السودانية مريم صادق المهدي للتعبير عن رفضهما القاطع، واعتبرا أن هذا الإعلان يمثل "مخالفة صريحة لأحكام اتفاق إعلان المبادئ" المبرم بين الدول الثلاث في 2015.

ولفت الوزيران في بيان إلى أن الإعلان الإثيوبي يشكل "انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية الحاكمة لاستغلال موارد الأنهار العابرة للحدود"، وأن هذه الخطوة تمثل "تصعيداً خطيراً يكشف عن سوء نية إثيوبيا ورغبتها في فرض الأمر الواقع على دولتي المصب، وعدم اكتراثها بالآثار السلبية والأضرار التي قد تتعرّض لها مصالحهما بسبب الملء الأحادي لسد النهضة".

وتأتي تصريحات شكري ونظيرته السودانية، بعد لقاء بينهما الاثنين في نيويورك، في إطار التنسيق والتشاور القائم بين البلدين حول مستجدات ملف سد النهضة الإثيوبي، وفي إطار الإعداد لجلسة مجلس الأمن في الأمم المتحدة، المقرر عقدها الخميس، بناء على طلب من مصر والسودان.

واتفق الوزيران على "ضرورة الاستمرار في إجراء اتصالات ومشاورات مكثفة مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لحثهم على دعم موقف مصر والسودان، وتأييد دعوتهما بضرورة التوصل لاتفاق ملزم قانوناً حول ملء سد النهضة وتشغيله، بما يراعي مصالح الدول الثلاث، ويحفظ حقوق دولتي المصب من أضرار هذا المشروع على مصر والسودان"، وفقاً للبيان.