فون دير لاين: "تقدّم جيّد" بمفاوضات انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف، 15 سبتمبر 2022. - REUTERS
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في كييف، 15 سبتمبر 2022. - REUTERS
دبي- أ ف ب

تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الخميس، بدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا "طالما اقتضت الضرورة"، معلنة إحراز "تقدم جيد" بشأن عملية انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، ومنح كييف مساعدة مالية قيمتها 5 مليارات يورو.

وقالت فون دير لاين في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف: "لا يمكننا أبداً أن نجاري التضحية التي يبذلها الأوكرانيون"، ولكن "ما نستطيع قوله هو أنكم ستجدون أصدقاءكم الأوروبيين إلى جانبكم طالما اقتضت الضرورة".

وأفادت المسؤولة الأوروبية بأن الاتحاد "سيوفر 100 مليون يورو لإصلاح المدارس في أوكرانيا"، مشيرةً إلى أن بروكسل "تريد زيادة توصيل الكهرباء من أوكرانيا إلى أوروبا".

وأكدت أن عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي "تسير على المسار الصحيح. والأمر مثير للإعجاب هو مستوى السرعة والدقة التي تتقدم بها".

لقاء بوتين وشي

وتأتي زيارة فون دير لاين، في وقت التقى فيه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج في أوزبكستان على هامش قمة إقليمية لمنظمة شنجهاي للتعاون التي تقدم على أنها "بديل" من الهيئات الغربية.

وندد الرئيس الروسي بهذه المناسبة بالمحاولات الغربية الهادفة إلى إقامة "عالم أحادي القطب"، مشيداً بـ"الموقف المتوازن" لبكين بشأن أوكرانيا التي لم تندد بالغزو الروسي لهذا البلد ولم تؤيده أيضاً.

في المقابل، شدد شي، على أن بلاده مستعدة مع روسيا لتولي دورها كـ"قوة عظمى" مشيراً إلى أن الهدف هو فرض "الاستقرار" في وجه "الفوضى".

دعم ميزانية كييف

وأعربت فون دير لاين في لقاء مع الرئيس الأوكراني ورئيس الوزراء دينيس شميجال، عن إعجابها الكبير بـ"بسالة" القوات الأوكرانية على الجبهة ومؤكدة تقديم مساعدة مالية قدرها خمسة مليارات يورو إلى كييف اقترحتها المفوضية مطلع سبتمبر.

وهذه ثالث زيارة لفون دير لاين إلى أوكرانيا، والأولى لها منذ أصبحت أوكرانيا دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقلّدها زيلينسكي وساماً أوكرانيا.

وصادق الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي على طلب الترشيح الذي قدمته أوكرانيا الطامحة للالتحاق أيضاً بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما شكل إحدى ذرائع موسكو لشن هجومها العسكري على هذا البلد في 24 فبراير.

وأعربت فون دير لاين عن حاجة الاتحاد الأوروبي لـ"بذل جهد أكبر لضمان أن يكون لأوكرانيا المزيد من الأعمال والدخل".

وتطالب أوكرانيا بدعم مالي في ظل انهيار اقتصادها بسبب الحرب، ومع ترقب فصل شتاء صعب في المناطق التي تشهد معارك، حيث قدّر وزير المال سيرجي مارتشنكو في مايو الماضي أن كييف بحاجة إلى 5 مليارات دولار في الشهر لتغطية العجز في ميزانيتها.

فون دير لاين، كانت قد قالت قبل وصولها إلى كييف إن المحادثات ستتناول كيفية "التقريب بين اقتصاداتنا وشعوبنا في وقت تتقدم أوكرانيا على طريق الدخول" إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي هذا الإطار، أعرب الرئيس الأوكراني عن رغبة بلاده بـ"الانضمام إلى السوق الأوروبية الموحدة"، حيث قال: "بالنسبة إلينا، تعد مسألة انضمام أوكرانيا إلى السوق الأوروبية الموحدة مُلّحة، بينما نحن في طريقنا للحصول على وضع عضو في الاتحاد الأوروبي. أنا متأكد أن ذلك سيحدث وسيكون من بين أهم انتصارات بلدنا".

تحرير 400 بلدة  

وعشيّة زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية، زار زيلينسكي مدينة إيزيوم الإستراتيجية التي استعادتها القوات الأوكرانية مؤخراً من الروس في منطقة خاركيف (شمال شرق)، واعداً الأوكرانيين بـ"النصر".

وأكد زيلينسكي في رسالته المسائية اليومية "تحرير منطقة خاركوف بصورة شبه كاملة" مع استعادة "400 بلدة" في إطار الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية منذ بداية سبتمبر والذي باغت موسكو على ما يبدو.

وأطلقت القوات الروسية ليل الأربعاء 7 صواريخ على منشآت مياه في كريفي ريج، مسقط رأس زيلينسكي وسط أوكرانيا، متسببة بفيضان نهر إنجوليه، ما حمل الرئيس على التنديد بمحاولة لإغراق المدينة.

واستهدفت ضربة جديدة المدينة الخميس، وأصابت "شركة صناعية" متسببة "بأضرار كبيرة" لكن دون سقوط ضحايا، كما أعلن رئيس الإدارة العسكرية المحلية أولكسندر فيلكول.

وفي باخموت، شاهد صحافيو وكالة "فرانس برس" سحابة دخان كثيفة صباح الخميس بعد الضربة التي أصابت مبنى سكنياً ليلاً. وكان عمال الإغاثة يحاولون العثور على جثث وسط الركام فيما الشوارع شبه خالية وسمعت نيران مدفعية.

وفي منطقة خيرسون (جنوب) حيث تشن القوات الأوكرانية أيضا هجوماً مضاداً غير أنها تواجه مقاومة أكبر منها في خاركوف، قال المصدر إن الوضع "صعب للغاية" مع خوض العسكريين "معارك كثيفة".

وحذرت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا واشنطن من مغبة إرسال صواريخ طويلة المدى إلى أوكرانيا ما سيشكل "تخطياً لخط أحمر" سيضطر موسكو إلى "التحرك".

مساعدات جديدة

وفي سياق المساعدات العسكرية، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده "لم تتلق رداً إيجابياً حتى الآن من إسرائيل بشأن توريد أنظمة الدفاع الجوي"، كما أضاف أن " أنظمة الدفاع الجوي التي وعدت بها ألمانيا والولايات المتحدة في السابق لم تصل بعد إلى أوكرانيا" أيضاً.

والخميس، أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أن واشنطن "تستعد لإرسال حزمة أخرى من المساعدات الأمنية إلى أوكرانيا".

ووعدت الولايات المتحدة سابقاً بمساعدة مباشرة لكييف بقيمة 675 مليون دولار تتضمن شحنات أسلحة وذخائر وأنظمة مدفعية من طراز "هيمارس" سبق أن سمحت لكييف بضرب خطوط الإمدادات الروسية الواقعة على مسافة بعيدة خلف خطّ الجبهة.

كما أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريخت، الخميس، أن بلادها ستمدّ أوكرانيا "قريباً جداً" بآليات مدرّعة لكنّها لن تزوّدها في المرحلة الراهنة بدبابات قتالية تطالب بها كييف.

فيما قالت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، إنه إذا قررت الولايات المتحدة تزويد كييف بصواريخ أبعد مدى من منظومات هيمارس الأمريكية الصنع التي تستخدمها أوكرانيا فإنها ستتجاوز "الخط الأحمر" وتصبح "طرفاً في الصراع".

وأضافت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، في إفادة صحفية إن روسيا "تحتفظ بحق الدفاع عن أراضيها".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات