لبنان.. وزير الطاقة يحذر من ظلام دامس نهاية الشهر

time reading iconدقائق القراءة - 4
متظاهرون بمدينة صيدا في لبنان، يتجمعون قرب الإطارات المحترقة خلال احتجاج على هبوط الليرة اللبنانية وازدياد الصعوبات الاقتصادية. 8 مارس 2021 - REUTERS
متظاهرون بمدينة صيدا في لبنان، يتجمعون قرب الإطارات المحترقة خلال احتجاج على هبوط الليرة اللبنانية وازدياد الصعوبات الاقتصادية. 8 مارس 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

حذر وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ريمون غجر، من أن البلاد قد تشهد انقطاعاً كاملاً للكهرباء نهاية الشهر الجاري، في حال عدم تأمين المال اللازم لشراء الوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء.

وأضاف غجر في مقابلة مع محطة "إل بي سي" اللبنانية، الثلاثاء، أنه سعى بكل الطرق لتأمين السلفة الضرورية لمؤسسة كهرباء لبنان، وتقدّم لمجلس الوزراء بقانون معجل لتحقيق ذلك.. "لكننا وصلنا إلى هذه المرحلة بسبب مشكلة هيكلية في التعرفة". 

وأوضح أن "العراق سيمد لبنان بـ500 ألف طن من الوقود، بينما تبلغ حاجة لبنان نحو مليون طن"، لافتاً إلى أن الحكومة "بانتظار توقيع الاتفاق".

وفي معرض رده عن سؤال عن امتناع أو تهرّب بعض المناطق عن سداد قيمة فواتير الكهرباء، قال غجر: "هناك أشخاص لا يدفعون فاتورة الكهرباء في كل المناطق اللبنانية، وليس في مناطق معينة فقط". 

وأكد أن" مشاريع الكهرباء بحاجة لأموال طائلة، في كل دول العالم، والحل الوحيد أمامنا لحل أزمة الكهرباء هو عبر القطاع الخاص، لكن كل شيء مرتبط بصندوق النقد الدولي".

وفي 27 فبراير الماضي، وقّع وزير المالية اللبناني غازي وزني، على فتح الاعتمادات لصالح مؤسسة كهرباء لبنان من أجل تأمين شحنة من الوقود اللازم لتشغيل المحطات. وذلك بعد إعلان مؤسسة كهرباء لبنان عن تعذر تأمين الوقود المستخدم لتشغيل المحطات، بسبب صعوبة استكمال الإجراءات المصرفية"، في وقت تشهد البلاد أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها الحديث، وسط مظاهرات متواصلة.

احتجاجات مستمرة

وواصل المتظاهرون إغلاق الطرق في أنحاء لبنان، الثلاثاء، احتجاجاً على الانهيار المالي والمأزق السياسي في البلاد، على الرغم من دعوة الرئيس ميشال عون للقوى الأمنية لإزالة الحواجز.

وبعد يوم من تحدث الرئيس مع كبار المسؤولين الأمنيين ودعوته الجيش والقوى الأمنية إلى فتح الطرق، ظل الطريق السريع الرئيسي المؤدي من بيروت إلى الجنوب مقفلاً، وكذلك مناطق في وسط العاصمة وحول مدينة طرابلس الشمالية، حيث أحرق المحتجون الإطارات وحثوا المزيد من الناس على الانضمام لهم.

وكان قائد الجيش العماد جوزيف عون شدد الاثنين على الحق في التظاهر السلمي، من دون إلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة، لكنه حذر من توريط الجيش في مشاحنات سياسية.

وتقوم مجموعات من المحتجين بإحراق الإطارات يومياً لإغلاق الطرق منذ أن هوت العملة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد الأسبوع الماضي، ما عمق الغضب الشعبي من الانهيار المالي في لبنان.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن 3 أشخاص لقوا مصرعهم في حوادث سيارات بسبب الحواجز على الطرق، الاثنين.

وبثت قنوات تلفزيونية محلية جنازة شابين في زغرتا بشمال لبنان لقيا حتفهما على أثر الاصطدام بشاحنة كانت متوقفة في منتصف الطريق لقطع الطريق أمام المارة.

ودفع الحادث البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، أكبر رجل دين مسيحي في لبنان، إلى التحذير من وضع حواجز على الطرق.

ويواجه لبنان أزمة مالية هي الأسوأ منذ نهاية الحرب الأهلية في عام 1990، بعد أن شهدت العملة المحلية تراجعاً كبيراً في قيمتها بسبب مجموعة من العوامل على رأسها أزمة تفشي وباء كورونا، وانفجار مرفأ بيروت العام الماضي.