زوكربيرج: فيسبوك لا يغلّب الربح المالي على السلامة

time reading iconدقائق القراءة - 6
مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك يتحدث في جامعة جورج تاون خلال حوار عن حرية التعبير في واشنطن - 17 أكتوبر 2019 - AFP
مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك يتحدث في جامعة جورج تاون خلال حوار عن حرية التعبير في واشنطن - 17 أكتوبر 2019 - AFP
واشنطن-الشرق

نفى مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لفيسبوك، الثلاثاء، أن يكون عملاق التواصل الاجتماعي يروج للحقد والانقسامات في المجتمعات، ويؤذي الأطفال ويحتاج إلى تنظيم، مشيراً إلى أن الاتهامات الموجهة لشركته بتغليب الربح المالي على السلامة هي "بكل بساطة غير صحيحة".

وقال زوكربيرج في مذكرة طويلة إلى موظفيه نشرها على صفحته بفيسبوك، إنه "في صميم هذه الاتهامات تكمن فكرة أننا نغلب الأرباح المالية على السلامة والراحة. بكل بساطة، هذا غير صحيح".

وأشار مؤسس فيسبوك إلى أن "الحجة القائلة بأننا نروج عمداً لمحتوى يجعل الناس غاضبين بهدف تحقيق ربح مادي هي أمر غير منطقي بتاتاً".

وذكر أن فيسبوك يجني المال من الإعلانات وأن المعلنين يطالبونهم دائماً بعدم عرض إعلاناتهم بجانب محتوى ضار أو مثير للغضب.

وأضاف: "لا أعرف أي شركة تكنولوجية تعمل على بناء منتجات تجعل الناس غاضبين أو مكتئبين. كل الحوافز الأخلاقية والتجارية والمنتجات تشير إلى الاتجاه المعاكس".

وتابع: "أنا متأكد من أن الكثيرين منكم وجدوا صعوبة في قراءة الأحداث الأخيرة، لأنها لا تعكس الشركة التي نعرفها. نحن نهتم بشدة بقضايا مثل السلامة والرفاهية والصحة العقلية، ومن الصعب رؤية تغطية تشوه عملنا ودوافعنا".

التأثير في الأطفال

زوكربيرج أشار إلى أنه ركز بشكل خاص على الأسئلة التي أثيرت بشأن عمل فيسبوك مع الأطفال، وأنه قضى الكثير من الوقت في التفكير بالتجارب التي يريد أن يخوضها أطفاله وغيرهم على الإنترنت.

وقال: "من المهم جداً بالنسبة لي أن يكون كل شيء نبنيه آمناً وجيداً للأطفال".

وأوضح أن "الحقيقة هي أن الشباب يستخدمون التكنولوجيا. فكر في عدد الأطفال في سن المدرسة الذين لديهم هواتف. بدلاً من تجاهل هذا، يجب على شركات التكنولوجيا بناء تجارب تلبي احتياجاتهم مع الحفاظ على سلامتهم أيضاً"

ونوه إلى أن شركته ملتزمة بشدة بالقيام بعمل رائد في تلبية احتياجات الأطفال. معتبراً أن ماسنجر كيدز Messenger Kids المعروف على نطاق واسع بأنه أفضل وأكثر أماناً من البدائل الموجودة، يعتبر خير مثال على توجههم. 

وبشأن إنسجرام علق زوكربيرج قائلاً: "عملنا أيضاً على تقديم هذا النوع من التجربة المناسبة للعمر مع المراقبة الأبوية لإنستجرام أيضاً. ولكن نظراً لجميع الأسئلة بشأن ما إذا كان هذا الأمر سيكون أفضل للأطفال بالفعل، فقد أوقفنا المشروع مؤقتاً لأخذ المزيد من الوقت للتواصل مع الخبراء والتأكد من أن أي شيء نقوم به سيكون مفيداً لهم بالفعل".

قضايا أخرى

وقال الرئيس التنفيذي لفيسبوك إنه "على غرار الموازنة بين القضايا الاجتماعية الأخرى، لا أعتقد أنه يجب على الشركات الخاصة اتخاذ جميع القرارات بمفردها. لهذا السبب دافعنا عن لوائح الإنترنت المحدثة لعدة سنوات حتى الآن. لقد أدليت بشهادتي في الكونجرس عدة مرات وطلبت منهم تحديث هذه اللوائح".

ولفت مؤسس فيسبوك إلى أنه كتب مقالات رأي تحدد مجالات التنظيم "التي نعتقد أنها الأكثر أهمية فيما يتعلق بالانتخابات والمحتوى الضار والخصوصية والمنافسة".

وأضاف: "نحن ملتزمون بالقيام بأفضل عمل يمكننا القيام به، ولكن على مستوى ما، فإن الهيئة المناسبة لتقييم المقايضات بين المساواة الاجتماعية هي الكونجرس المنتخب ديمقراطياً".

وتساءل: "على سبيل المثال، ما هو العمر المناسب للمراهقين لاستخدام خدمات الإنترنت؟ وكيف يجب أن تتحقق خدمات الإنترنت من أعمار الناس؟ وكيف يجب على الشركات أن توازن بين خصوصية المراهقين مع إعطاء الآباء رؤية لأنشطتهم؟".

واختتم زوكربيرج منشوره بالقول: "أعتقد أنه على المدى الطويل إذا واصلنا محاولة القيام بما هو صحيح وتقديم الخبرات التي تعمل على تحسين حياة الناس، فسيكون ذلك أفضل لمجتمعنا وأعمالنا".

جلسة استجواب

وأتى موقف زوكربيرج بعد جلسة عقدتها لجنة بمجلس الشيوخ الأميركي، واستجوبت خلالها موظفة سابقة في فيسبوك سرّبت وثائق داخلية للشركة، واتهمت عملاق التواصل الاجتماعي بأنه يغذي الانقسامات ويؤذي الأطفال ويحتاج بشكل عاجل إلى التنظيم.

وأدلت فرانسيس هوجن بشهادتها في مبنى الكابيتول هيل بعدما سربت مجموعة من البحوث الداخلية إلى السلطات وإلى صحيفة "وول ستريت جورنال" تحذر من أن فيسبوك قد يكون مضراً بالصحة العقلية للمراهقين.

وتحدثت هوجن أمام أعضاء مجلس الشيوخ غداة مواجهة فيسبوك وتطبيقاته، واتساب وإنستجرام ومسنجر، عطلاً غير مسبوق استمر 7 ساعات تقريباً وأثر على "مليارات المستخدمين"، وفقاً لموقع "داون ديتيكتور" المتخصّص برصد أعطال الخدمات الرقمية.

وكشفت هوجن في الجلسة التي ترأسها السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال، أن زوكربيرج، يحتفظ بحصة 55% من إجمالي قوة التصويت على القرارات بمجلس إدارة فيسبوك، ما يجعل بين يديه قوة الأغلبية للقرارات المصيرية والسياسات الرئيسية التي تحرك وتدير شؤون الشركة وخدماتها المختلفة.

وركزت هوجن في شهادتها على كيفية تحكم خوارزميات فيسبوك في القرارات التي تتخذها الشركة بشأن المحتوى الذي يراه المستخدمون في صفحات حساباتهم الرئيسية، مطالبة المشرعين بضرورة الضغط على فيسبوك للالتزام بالمزيد من الشفافية بشأن عمل خوارزمياته.

ويهدد نواب الكونجرس منذ سنوات بوضع أطر تنظيمية لفيسبوك والشبكات الاجتماعية الأخرى لمواجهة الانتقادات التي تواجهها شركات التكنولوجيا العملاقة في ما يتعلق بتجاهلها مسائل الخصوصية، وبأنها توفر منصات مثالية لنشر معلومات مضللة. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات